حوار بين شخصين عن التعاون، في أثناء حوار بين شخصين عن التعاون سأل أحدهم الآخر عن التعاون ماهيته!ولماذا نتعاون ومالغاية من التعاون من الأصل فما كان من الآخر إلا أن أجابه بهدوء قائلاً: أن التعاون صفة أساسية في هذه الحياة ولا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال، فهي ضرورة إنسانية ولا يمكن للفرد أن يحيا بمفرده.

قد يهمك: قصة عن صلة الاقارب

حوار بين شخصين عن التعاون

وضع الله فينا الحاجة إلى أفراد آخرين لننجز معًا ما قد نعجز عنه منفردين لتمضي حياتنا وقلوبنا متآلفة وتحب الخير لبعضها، كما أمرَ الله سبحانه وتعالى عباده بالتعاوُن على أن يكون على البرِّ والتقوى، وفعل الخيرات، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

قد يهمك: قصة قصيرة عن الاخلاق للاطفال

معنى التعاون

لقد خلقنا الله عز وجل لنكمل بعضنا بعض لا لنقف مكتوفي الأيدي لا نفعل شيء ولا لكي نستأثر الخير لأنفسنا، ونحب أنفسنا دون الغير لأن حينها ستكون أنانية واضحة، إن التعاون بشكل عام يعتبر مصطلح دال على التعاون بين أفراد المجتمع أو الجماعات في مختلف المجالات و جوانب الحياة المختلفة، والهدف منه تحقيق منفعة متبادلة إذ تتنوع و تتعدَّد مجالات وأنواع التعاوُن؛ فهناك التعاوُن الاجتماعيّ، والتعاوُن العلميّ، والأخلاقيّ، والدفاعيّ، والأدبيّ، والحضاريّ، بالإضافة إلى التعاوُن في العبادات.

غير ذلك الكثير الكثير من الأمور التي يمكن للتعاون أن يكون حاضرًا فيه، واعلم أنّ للتعاون ثمار طيبة وفوائد عديدة تعود على الفرد والمُجتمَع بكل ما هو خيّر وحَسَن، ومنها: إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقوى الفرد على إنجازها مُنفرِداً، ومواجهة الأخطار التي تُحِيط بالأفراد، بالإضافة إلى التقدُّم والنجاح في مختلف المجالات، وشعور الأفراد بالمساواة الإنسانيّة وتحقيقها، وزيادة قوَّة الأفراد، وتخليصهم من الشعور بالعجز.

قد يهمك: قصة ملاك الزبيدي كاملة

التعاون في الإسلام

التَّعاون هو فطرة جميع مخلوقات الله تعالى التي فطرهم عليها من كبيرهم إلى صغيرهم، وهو صفةٌ من صفات المؤمن، ويدلُّ على أهميتِهِ في الإسلام أن الآيات القرآنيّة جاءت بأسلوب الخطاب الجماعي في أكثر من موضع، مثال قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ) ووردت في القرآن الكريم 89 مرَّة، وقوله تعالى: (أَيُّهَا النَّاسُ) ووردت في القرآن الكريم 20 مرَّة، وقوله تعالى: (بَنِي آدَمَ) ووردت في القرآن الكريم 5 مرات، وهذا دليل واضح على أهميّة التَّعاون والعمل الجماعيّ والتَّكامل،[٧].

والتعاون أصل من أصول الدين الإسلامي، ينبغي للمؤمن العمل به من أجل دنياه وآخرته، وهو أمر إلهي، وكل أمر إلهي يقتضي على المسلم العمل به لأنه واجب عليه، وانتشار الإسلام إلى جميع انحاء العالم كان بفضل العمل الجماعي.

وإن الاعتصامَ بحبلِ الله تعالى هو الدّافع الأكبر للتَّعاونِ بين المسلمين؛ وذلك لأن الإنسان بطبعِهِ يتنازع ويتخاصم في الأمور الدنيوية وخاصّة الأمور المتعلقة بالمكاسب الماديّة، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).

قد يهمك: قصة اختفاء أسامة النجمي كاملة

قصص عن التعاون

ولأن الحكايات تحفر بالذهن عن طريق القصص فقد فضلت أن أصيغ بعض القصص للتعبير عن أهمية التعاون، ولا يوجد أفضل من نبينا صلى الله عليه وسلم لنكتب عنه بأبي هو وأمي

  • تعاون في بناء المسجد الأول

كانت أول خطوة خطاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد الهجرة هي إقامة المسجد النبوي، ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة  *  فاغفر للأنصار والمهاجرة.

  • تعاون الأبناء مع الآباء

أمر الله تعالى نبيه إبراهيم – عليه السلام – أن يبني الكعبة، ليحج إليها الناس ويزوروها من كل مكان وفي كل زمان، فاخبر إبراهيم – عليه السلام – ولده إسماعيل – عليه السلام – بذلك، فوافق على الفور، وتعاون مع أبيه في هذا العمل العظيم .

فذهب إلى المكان المخصص لبناء البيت، وكان يجمع الحجارة، وكان أبوه يقوم بعملية البناء، حتى ارتفع البناء، وكان إبراهيم وولده يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل الصالح بقولهما : “ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” ( البقرة 127 ) فتقبل الله منهما دعاءهما .

التعاون وأثره على المجتمع

يجب أن تكون مع من حولكِ كَمَن أشار إليهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف حيث قال: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ، فالتعاون الحسن يعد دعامة أساسية في حياة الأفراد والمجتمعات، يخلق الاحترام والمودة بين الجميع، وثوابه سيُنال في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة أيضًا، فهنيئًا لمن يسير في حياته ناشرًا للخير والمحبة والألفة في كل مكان، ويسعى جاهدًا للعطاء ومساندة كل من يحتاج إلى المساندة والمساعدة ليجعل لحياته ولمجتمعه قيمة رفيعة.

وختاماً نكون قد ذكرنا لكم حوار بين شخصين عن التعاون، فإن الحديث على التعاون يطول وقد تربينا عليه منذ نعومة أظفارنا، ويجب علينا ألا نخسر هذه القيمة في الطريق، لذلك فاحرص على أن تكون ذلك الشخص المتعاون الذي يُحب الخير للجميع