العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان، هل استيقظت ذات يوم ووجدت نفسك تشعر بالوحشة لأنك منذ مدة لم تقابل أهلك أو أصدقائك؟ هل ذهبت للعمل في دولة أخرى واشتقت لتجمع العائلة في رمضان وأصوات الضحكات تتعالى؟ هل عدت لمنزلك في غياب زوجتك وأولادك وأحسست بالملل والاكتئاب؟  نعم عزيزي القارئ كل هذا يتمثل في العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان وسوف نتحدث باستفاضة عنها في مقال اليوم.

العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان

العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان

خلقنا الله الإنسان بفطرة اجتماعية

بداية الخلق كانت بسيدنا آدم عليه السلام في الجنة ورغم نعيم الجنة إلا أنه استوحش فيها فخلق الله له حواء لتؤنس وحشته وكذلك نحن البشر جميعا خلقنا من آدم بفطرة لا تحب الانفراد ونسعى دائما لتشكيل علاقات اجتماعية فالعلاقات شيء أساسية للإنسان يسعى لها بتلقائية.

تفسير العلاقات الاجتماعية في علم النفس

يخبرنا علماء النفس إننا جميعا موجودون لكي نقوم بالبحث عن أكبر قدر من العلاقات الاجتماعية القوية ومن ثم نقوم بالحفاظ عليها، ولذلك فإننا نسعى دائما للتعارف وإقامة العلاقات مع الزملاء في العمل أو الدراسة أو حتى في الفرق الرياضية، وهذه العلاقات تساعدنا على عدم الشعور بالوحدة وحتى نطمئن أننا لسنا بمفردنا لأن البشر مخلوق اجتماعي بالفطرة، ولا شك فإن حرمان أي شخص من إقامة علاقات اجتماعية يكون بمثابة عقوبة تدمر جسده ونفسيته.

مزايا العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان

  • المزايا العاطفية: تساعدنا كثرة علاقاتنا الاجتماعية على الشعور بالدعم النفسي والتشجيع وخصوصا في الأوقات الصعبة، كما أن العلاقات الاجتماعية تشعرنا بالمزيد من السعادة، فللتواصل مع الأصدقاء أثر مريح على عواطفنا ونفسيتنا كما أننا نقضي معهم أفضل الأوقات وأكثرها مرح وبهجة.
  • المزايا المادية: علاقتنا الاجتماعية تساعدنا في الترابط مع أشخاص مقربين يمكنهم تلبية احتياجاتنا المادية ووجود هؤلاء الأشخاص بالقرب منا يساعدنا في مشاركة الموارد المادية من طعام وأموال مع بعضنا البعض عند الحاجة.
  • المزايا الصحية: أثبتت العديد من الدراسات أن زيادة العلاقات الاجتماعية في حياة الشخص تزيد من قدرته على مقاومة نزلات البرد.
  • المزايا النفسية: لا جدال في أن وجود أصدقاؤنا المقربين يساعد في التخفيف من حدة التوتر والاكتئاب لما يسببه وجودهم من السعادة والهدوء والراحة النفسية لئلا يوجد أحد يراقب تصرفاتنا وأفعالنا كما يفعل الأصدقاء والأهل فيدعمونا فيما هو مفيد ويمنعونا عما هو ضار بنا.

ولكن كما تمنحنا العلاقات الاجتماعية مزايا عديدة فإنها تجبرنا على العديد من التضحيات فتتخلى عن أشياء تحبها لأن صديقك لا يستطيع القيام بها، ولا تستطيع أن تتأخر عن مساعدة شخص من أهلك ماديا عندما يحتاج لذلك فتتخلى عن شراء ما تريد لأجل من تحب، ولكن الأهل والأصدقاء يستحقون أكثر من ذلك.

كيفية تشكيل الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها

هناك أربع عوامل تزيد من قوة الجذب الشخصي وهي: المظهر الشخصي، والقرب، والتشابه، والتكامل، وهذه العوامل أشارت إليها العديد من الأبحاث، وبوجود هذه العوامل بين أي شخصين يساعد في وجود ترابط اجتماعي قوي بينهم.

كيف تحافظ على علاقاتك مع الآخرين؟

هناك أربع سلوكيات مرتبطة باستمرار العلاقات قام بتحديها العلماء كما يأتي:

  • الإيجابية: عندما تكون سلوكياتنا إيجابية مع الآخرين فإننا نقدم لهم الراحة والأمان في علاقتهم معنا كالامتناع عن انتقاد الأشخاص بشكل مستمر والتصرف معهم بهدوء وتهذيب، على عكس عندما نتعامل بشكل سلبي كالانتقاد الدائم أو الغضب الدائم والعبوس في وجه الآخرين فإن كل تلك السلوكيات تجعل الآخرين ينفرون ولا يريدون الاقتراب منا.
  • الشبكة الاجتماعية: عندما تشارك علاقاتك الاجتماعية مع الأشخاص المقربين لديك فإن ذلك يساعد في الحفاظ على تلك العلاقات واستقرارها، فمثلا عندما يتعرف أحد أصدقائك على أهلك فإن ذلك يزيد من قوة الترابط والتقارب بينكم.
  • مشاركة المهام: في العلاقات الاجتماعية لا بد لكل طرف أن يساهم بالجهد والطاقة حتى يحافظ على العلاقة لأن بدون المشاركة بالتساوي فإن العلاقة ستفشل وتنتهي وهذا المبدأ ينطبق على جميع العلاقات الاجتماعية في حياتنا.

وهكذا نكون قد ختمنا مقال اليوم والذي تحدثنا فيه عن العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان، وتناولنا بالحديث تفسير العلاقات الاجتماعية في علم النفس، ووضحنا فطرة الإنسان الاجتماعية التي خلقنا الله عليها منذ بداية الخلق، بالإضافة إلى توضيح مزايا العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان.

شاهد أيضاً: الصحة النفسية للأم