كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي، فإن السلام النفسي هو أعظم شعور يمكن للمرء أن يشعر به، ويمكن خسارة كل شيء في سبيله، ويتم التعبير بهذه العبارة للاعتراض على شيء أو موقف من المواقف، وسوف نتحدث في هذا الموضوع عن كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي.

كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي

  • لقد قال أحد الحكماء مقولة عظيمة جداً، وهي أن كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي هو مكسب كبير وعظيم للغاية، فقد تظن أنك خسرت كثيراً، ولكن بالعكس فالوصول إلى الاستقرار النفسي والتمتع بنفسية سليمة غير مدمرة خالية من العقد هو أكبر مكسب في الحياة.
  • فمن خلال السلام النفسي يستطيع الإنسان مواجهة الحياة بجميع مصاعبها وأزماتها ومشاكلها، ويكتسب الإنسان حينها الشجاعة والقوة والثقة بالنفس، كما ينوبه إحساس الراحة والاستقرار والسعادة وينشأ السلام النفسي عندما يعرف المرء قيمة نفسه وقيمة ذاته وقدره في المجتمع.

كيف يمكن تحقيق السلام النفسي

  • يتم تحقيق السلام النفسي عند توقف النفس عن التفكير الزائد والمستمر، وعند إعطاء كل شيء حجمه وعدم تكبير المواضيع، وعند التحرر من الخوف والقلق والتوتر والحزن الدائم، فيجب توفير الراحة للعقل وعدم إرهاقه وأخذ بعض الأنفاس العميقة مع التأمل في جميع ما حول الشخص من أشياء.
  • يجب أن يدرك الإنسان أن كل مر سوف يمر، ولا شيء يدوم أبداً سواء كان سعادة أم حزن فيجب التعامل مع جميع المشاكل والصعاب بكل بساطة، والثقة بالله والتوكل عليه، فهو قادر على حل كل الأمور.
  • إن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، ومن استعجل على شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، فيجب التحلي بالصبر والانتظار فالتعجل والسرعة لا تفيد شيئا سوى الوقوع في الأخطاء، وحتماً سيحصل الشخص على نصيبه مهما كثر الوقت أو قل.
  • حاول أن تشغل تفكيرك بالحاضر فقط فهو الذي بين أيدينا ونستطيع التحكم به وتغييره، أما الماضي والمستقبل يجب أن نتجاهلهم تماماً، لأن الماضي قد مضى وانتهى وليس بأيدينا أي شيء حياله، والمستقبل ليس بأيد أحد إلا الله سبحانه وتعالى، فلا نملك له شيء أيضاً.
  • لا تحكم على الأشياء من ظاهرها نهائياً، فقبل الحكم على شخص يجب الاستماع له جيداً وفهمه ، وتجنب تماماً أن تسمع عنه، فألسنة الآخرين ليست عادلة أبداً.
  • يجب علي الإنسان أن يثق في نفسه وفي ذاته وقدراته، وأن يتجنب التشاؤم ويملأ روحه بالأمل والتفاؤل ويفكر في كل ما هو جميل حوله، وفي الأشياء التي تبعث في نفسه الراحة والسعادة والطمأنينة.

بعض النصائح التي تساعد على الوصول إلى السلام النفسي

  • هناك بعض الأغاني والموسيقى الهادئة التي تبعث الراحة في النفس فينبغي الاستماع إليها.
  • تفريغ العقل من جميع الأفكار والمشاعر السلبية والتنفس بعمق من القلب، وكثرة السير في الهواء الطلق يساعد على إنعاش النفس وراحتها وسلامها النفسي.
  • الابتعاد تماماً عن الأماكن المزدحمة والمكتظة بالسكان، والذهاب إلى الأماكن الخضراء مع التأمل في الطبيعة ونسرح بها فهو شعور رائع للغاية.
  • من أهم الأشياء التي تساعد على الوصول إلى السلام النفسي هي الرضا بجميع ما يقسمه الله لنا والرضا بالمكتوب خيره وشره، كما أين اللعب مع الحيوانات الأليفة تساعد على التخلص من التوتر والقلق.
  • لا يجب أن نتوقع أن نصل إلى درجة السلام النفسي الكاملة فالوحيد الذي تمتع به كاملاً هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولكن يجب علينا أن نحاول ونقتدي به امتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه الكريم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
  • لا تحمل نفسك فوق طاقتها ولا تشكل ضغطاً على روحك وتخلص من جميع الضغوطات بسرعة وكأن شيئاً لم يكن، فالله سبحانه وتعالى لا يحمل نفساً سوى الذي تقدر عليه فقط فقد قال( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، فكيف بنا نحن أن نفعل؟.

في النهاية ذكرنا كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي، فيجب ألا نخسر سلامنا النفسي مقابل أي شيء في هذه الحياة، فكل شيء يمكن تعويضه بسهولة إلا راحة النفس وخلوها من الأضرار فلا يتعافى الإنسان من ذلك إلا بعد سنين طويلة وفي هذه الفترة تكون قد تآكلت روحه وتلفت وتدمرت.