نصائح للمقبلين على الزواج لبناء حياة مشتركة سليمة هي ما يبحث عنه الشبان والفتيات في الآونة الأخيرة خاصة بسبب انتشار حالات الطلاق مؤخرًا، والصورة السلبية التي قد انعكست عن الزواج، حتى أن الكثير قد نسوا أن الزواج ميثاق غليظ وله احترامه وقدسيته، ولا بد أن يقوم على أساس الحب والاحترام والمودة بين الطرفين، ولكي تنجح هذه العلاقة هناك نصائح وأسس يجب أن تتبع، وهذا ما سنتناوله في مقالنا التالي.

المعرفة الشخصية لكل من الزوجين

لكل واحد منا شخصية مستقلة عن غيره بعيوبها ومميزاتها، ويسعى الخطيبين في مرحلة الخطبة أن يظهر كل منهما أفضل ما لديهما، حتى يثبتوا للطرف الآخر أن له شخصية مثالية بلا عيوب وهذا من أكبر الأخطاء، وحتى أن غالبية حالات الطلاق تحدث بسبب العيوب التي يتفاجأ بها الطرفين بعد الزواج، لذا ينصح بعدم التصنع وإظهار الحقيقة كاملة وللطرف الآخر حرية الاستمرار أو الانسحاب، مع التنويه أنه هناك عيوب لن تظهر إلا بعد أن يغلق عليكما باب واحد لذا يجب أن تتوقعوا مثل هذه الأمور.

تعلم حل الخلافات بطريقة صحيحة وسليمة

إن الحياة الزوجية ليست وردية كما يظن الكثيرين فيجب أن يعلم الزوجين أنهما سيواجهان الكثير من المشاكل فهذه طبيعة الحياة، لذا ينبغي أن يتناقش الطرفان عن أساليب محددة يحلوا بها المشاكل التي ستعترض طريقهم في المستقبل ووضع طريقة للتعامل معها بشكل صحيح، ويحددوا منهجًا يتخذوه عند وقوع خلاف، مثال: أن يتفقوا في حالة وقوع خلاف وأحد الأطراف قد غضب بشكل كبير وفقد أعصابه على الطرف الثاني أن ينسحب بهدوء ويترك للأول فرصة التفكير فيما فعله وقاله.

التحدث عن الحياة العائلية المستقبلية

إن التحدث عن الحياة العائلية في المستقبل ومناقشة مسألة إنجاب الأطفال يعد أمرًا في غاية الأهمية، كما أنه وللأسف يعد أيضًا مشكلة وصدام ومحل خلاف ينجرف فيه الكثير من الشركاء في المستقبل بعدما يتم الزواج، على سبيل المثال تجد الزوجة لا تريد إنجاب أطفال في الوقت الحالي ربما بعد مرور سنة أو أكثر بخلاف الزوج الذي يرغب في الأطفال خلال العام الأول من الزواج، أو ربما تجد أن الزوجة ترغب في إنجاب الكثير من الأطفال والزوج لا يرغب سوى في طفل أو طفلين، ومن هذه النقطة يقع الخلاف وتحدث المشكلات التي من الممكن أن تجعل العلاقة بينهم تسلك مسلك الفشل لذا ينبغي على الزوجين أن يناقشوا مسألة إنجاب الأطفال وعددهم وطريقة تحمل شؤونهم معًا فلا يلقي الزوج كل مسؤولية الأطفال على عاتق الزوجة ولا يحدث العكس، يجب عليهم أن يتشاركوا.

التعامل مع المواقف وعدم تجاهَلْها

في بعض الأحيان تحدث المواقف أمام واحد من الطرفين والتي من الممكن أن يكون لها معنى ودلالة أكبر مما يبدو ولا يهتم بها الطرف الأخر اعتقادًا منه أنها ليست حقيقة ومجرد موقف عابر لا أكثر، ليتفاجأ بعض الأزواج بعدها أن هذا الموقف ليس عابرًا كما ظن، بل يمثل ويعبر عن حقيقة تكمن في شخصية الشخص الآخر وتلازمه، لذلك ينبغي على الأزواج التعامل مع المشكلات والمواقف والبحث الجاد عن حلول لها بشكل مباشر ليتمكنوا من تحديد حقيقة أن هل بإمكانك التعامل مع هذه الشخصية بعد الزواج أم لا؟ هل في مقدرتك العيش مع هذا الشريك لباقي عمرك أم لا؟

تعلم فن الحوار والمناقشة بينكم

يعد فن الحوار وأسلوب المناقشة هو ما يفتقر إليه الكثير من الأزواج فنجد أنه عدد لا بأس به من العلاقات الزوجية التي قد باءت بالفشل للأسف وذلك بسبب فقدان المقدرة على إنشاء حوار بينهما، لذا ننصح أي شخص مقبل على خطوة الزواج أن يتعلم طريقة الحوار الذي من الممكن أن ينشأ بينهما، وأن يعثروا أيضًا على لغة حوار مشتركة بينهما، وعليهم أن يتبادلوا الآراء ووجهات النظر المختلفة ويبذل كل طرف قصارى جهده في أن يستمع لرأي الطرف الآخر ويتقبله ويهتم به ويبدي إعجابه بعقليته من وقت لآخر.

أعزائي القراء، إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي سلطنا الضوء فيه على نصائح للمقبلين على الزواج لبناء حياة مشتركة سليمة، ولم ندخر جهدًا في توضيح كل النقاط الخاصة بهذا الموضوع، ونتمنى للجميع حياة زوجية مستقرة وهادئة ينعم طرفاها فيها بالسعادة والرضا.