سر علاقة الام بابنها هو أن تلك العلاقة من قبل الولادة فهي علاقة بيولوجية قبل كل شىء، ولذلك نجد أن لها طابعاً خاصاً بينهما، فنجد أن علاقة الأم مع الابن دائماً مختلفة عن علاقته بوالده، وهذا ما يثير غيرة الأب في كثيراً من الأحيان، فيشعر أن الابن أكثر حباً للأم واعلقاً بها، لذلك يثير هذا بعضاً من التساؤل حول الغموض الذي يحيط بعلاقة الأم والابن وماهية هذه العلاقة، وأنها لا تتغير حتى بعد أن يكبر هذا الابن.

سر علاقة الام بابنها

من قبل ولادة الطفل وهو مازال جنين، تنشأ علاقة خفية بين الطفل وأمه فهو يفرح لفرحها ويحزن لحزنها حتى عندما تشعر الأم بالإرهاق نتيجة تأدية مجهود بدنى يشعر الجنين بنفس الإرهاق.

وأما بعد الولادة مباشرة يبدأ ظهور علاقة من نوع خاص بين الطفل والأم فهو يعرفها قبل أن يفتح عينيه فرائحتها هي أول شيء يبحث عنها عند ولادته، لذلك للأم مكانة عظيمة عند الابن وعند الله سبحانه وتعالى.

اعتماد الابن على أمه 

بعد الولادة والابن مازال طفلاً فهو يعتمد كلياً على الام، فهى من تطعمه وتغير ملابسه وتفهمه جيداً،  فى حين أن أي شخص آخر لن يستطيع فهمها فهو فقط يبكى وهي من تعرف إن كان هذا البكاء جوعاً أو لشعوره بشئ ما أو مجرد طلباً للانتباه، وبداية من هذه المرحلة يبدأ سر علاقة الام بابنها.

تطور العلاقة النفسية بين الام وابنها

  • مع مرور الوقت يكبر الطفل وتتزايد احتياجاته واهتماماته وفضوله تجاه العالم ومن في هذه المرحلة يستطيع إجابته على جميع أسئلته إلا أمه.
  •  فيجب فى مرحلة نمو الطفل أن تكون الأم بجانبه وتجيب على كل اسئلته و تشبع فضوله تجاه الأشياء التي يريد معرفتها عن العالم.
  •  وفى هذه المرحلة أيضاً تكون الأم هي الداعم الوحيد للطفل الذى مازال يستكشف العالم من حوله فنجد أن سر علاقة الام بابنها هو نفسي و معقد ويعتمد على مراحل كثيرة أثناء نمو هذا الابن.

الابن مرحلة المدرسة

تبدأ مرحلة المدرسة واكتشاف عالم خارجي غير عالمه الصغير وسط أسرته وعائلته، فهو يحتاج في هذه المرحلة إلى:

  • اهتمام الأم بكل ما يخصه وينقصه من أغراض.
  • نجد أن الأم دائماً هي أول وجه يراه في الصباح قبل مغادرته، وكذلك أول وجه يبحث عنه عند عودته، فهي تشكل المنزل بأكمله له.
  • كما أننا نجد عند مواجهته لصعوبة في أمر ما فإن الأم هي أول من يلجأ له، وذلك لأنه على يقين كامل بعدم مواجهته لأي خذلان عندها.

توطيد العلاقة بين الام وابنها

  • يجب على أي أم إظهار حبها لابنها وإخباره به حيث يعمل هذا على صناعة رابطة قوية بين الاثنين، فالحب هو كلمة السر في علاقة الأم بابنها.
  •  واحتضان الطفل ودعمه نفسياً في مواقف حياته المتعددة هو من أولويات تربيته تربية سليمة وجعله فرد سوىّ.
  •  ويجب تجنب الصوت العالى اثناء توجيه الطفل أو اللجوء إلى العقاب بشكل دائم.
  • ويجب ايضاً أن نترك للطفل مساحة من الحرية الشخصية  بعيداً عن المراقبة اللصيقة من الأم حيث يحتاج الأطفال أيضاً لوقت خاص من حين لآخر دون رقابة من الأم ليتصرف وحده فى بعض المواقف.
  • ويجب أن يكون الطفل قادراً على التعبير بوضوح عن ما بداخل نفسه بدون أي ضغط من الأم ولا تحذير من العقاب فى حدود الأدب المعروفة. 

مرحلة المراهقة وكيفية الحفاظ على العلاقة بين الام وابنها

بمجرد دخول الطفل مرحلة المراهقة يبدأ بالاحساس انه لايريد رقابة من الأهل وأنه كبير كفاية لتحمل مسؤولياته وحده، ويخترع الحجج والأعذار ليستطيع الهرب من التواجد في حيز الأسرة حتى يشعر بالحرية وهنا تتجلى عبقرية الامهات فى استغلال أوقات فراغ طفلها المراهق في نشاطات تربطه بأسرتها.

و تحاول الأم بناء جسور من التواصل بينها وبين ابنها حتى تستطيع التواجد معه فى حياته التى سوف يكون بها بمفرده.

فهذا بإيجاز بعض من الغموض الذي يحيط ب سر علاقة الأم بابنها، كما يتضمن المقال بعض النصائح والطرق التي يمكن أن تسلكها الأم أثناء هذه السرية الرائعة في علاقتهما.