ما حكم الاضطباع أحد الأحكام الشرعية التي تستوجب الوقوف عندها، وذلك بهدف العلم بالطريقة الصحيحة لأداء مناسك الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، ونيل فضل هذه العبادة الجليلة، وإتمام الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي الحنيف، وكسب رضا الله ورضا رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ما حكم الاضطباع

وعند محاولة التعرف على ما حكم الاضطباع لا نجد من هو أعلم وأدرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن سنته وعاداته هي المنهج الحق الذي يستوجب الإتباع والالتزام، فقد جاء في ذلك:

  • اضطباع المعتمر سنة صحيحة لازمة، جرى تأكيدها وبيان فضلها، وذلك عند أداء طواف القدوم.
  • ويشرع الاضطباع للحاج والمعتمر إلى البيت العتيق أثناء الطواف الأول طواف القدوم.
  • ويمكن الاضطباع في أشواط طواف القدوم السبعة كلها.
  • وذلك اقتداء بفعل النبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ويقترن عادة الاضطباع مع الرمل.

ما هو الاضطباع

ولا يمكن أن يتبين المسلم ما حكم الاضطباع بشكل واضح كامل، إلا بعد أن يحيط فهما بمصطلح الاضطباع، حيث أنه:

  • مصدر فعله اضطبع، وهي مأخوذة مشتقة من الضبع.
  • الضبع في اللغة العربية هو وسط العضد من الذراع، وقيل أنه الإبط.
  • أما من الناحية الشرعية فقد عرف الاضطلاع بأنه جعل الرجل المسلم ثوب إحرامه تحت المنكب الأيمن، ورميه على عاتق الجهة اليسرى، ليبقى الكتف الأيمن من جسمه مكشوفا دون غطاء.
  • واختصارا هو التوشح بالرداء، أو تأبط الثوب.
  • ويعد سنة مشروعة محبذة للحاج والمعتمر في طواف القدوم إلى البيت الحرام.

متى يشرع الأرملة

ويقترن حكم الرمل مع ما حكم الاضطباع شرعا، وذلك بأن كليهما سنة عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلم، حيث:

  • يعد الرمل والاضطباع سنتان متلازمتان، تحملان نفس مواضع التحليل والتحريم.
  • كما أن لهما الغاية ذاتها.
  • حيث أنهما محبذان مرغوبان في طواف العمرة وطواف الحج الأول، ويسير ذلك على طواف جمع الحج مع عمرة أيضاً، علاوة على الطواف العادي الذي لا صلة له بحج أو أداء عمرة.
  • ولكن الاضطباع مباح مسنون في الأشواط السبعة كلها التي يتضمنها طواف القدوم.
  • بينما الرمل لا يجوز إلا عند قطع الأشواط الثلاثة في بدء طواف القدوم، ليتبع بالتمهل والهدوء عند قطع ما تبقى من أشواط طواف القدوم، وذلك لكل من المعتمر والحاج إلى بيت الله الحرام.

الحكمة من مشروعية الاضطباع

ويتم من خلال تفنيد ما حكم الاضطباع الوقوف على الحكمة البالغة لتشريع هذه السنة المباركة، حيث:

  • فيها ثناء وحمد لله جل علاه الذي أعز قوة الإسلام والمسلمين، بعد قلة عددهم وصراعهم مع المشركين، وذلك في وقتنا الحاضر.
  • أما زمن نشر دعوة الحق على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت هذه السنة نوعا من التحذير والترهيب لصفوف المشركين.
  • إذ أن المسلمين عندما أرادوا أداء الحج وإتمام الركن الخامس لدينهم، بدأ عليهم تعب الرحلة ومشقة القيظ.
  • فتدارك الرسول الكريم بتدبير وإلهام من الله تعالى بالاضطباع والرمل، وذلك لتبيان همة وقوة المسلمين، وصحة أجسادهم ومعافاتها، فلا يتجرأ أهل مكة على الغدر بهم.

الفرق بين المرأة والرجل في الاضطلاع والرمل

وقد نص جواب ما حكم الاضطباع والرمل على مراعاة الفرق في هذه السنة بين النساء والرجال، حيث أن:

  • يستحب للرجال المعتمرين أو الحجاج الالتزام بسنة الاضطباع والرمل عند طواف القدوم.
  • بينما لا يجوز للمرأة الاضطباع لأن فيه كشفا لعورتها، ولا يجوز لها الرمل بل عليها إتمام الطواف بهدوء وبعيدا عن الزحام واحتشاد الحجاج.

إن ما حكم الاضطباع والرمل في الإسلام، يظهر مقدار مراعاة الشريعة لظروف أداء العبادات في عهد نشوء دولة الحق، وإن استمرت حتى الآن فذلك من أجل تذكير المسلمين بنعمة الله عليهم، وقدرته على تغيير الأحوال والأوقات.