إن ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل يتناول موضوعا جوهرياً يتعلق بنمط العيش في ظل النظام المدني الذي يحكم مجتمعات ودول العصور البشرية المتحضرة، ولم تسبق دولة الإسلام أي دولة أخرى في دقة تشريعاتها، وسمو أحكامها، واشتمالها مختلف نواحي وتفاصيل الحياة الواقعية للحكم والتنظيم.

ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل

ويعد تساؤل ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل مفتاح الوصول إلى أرقى جوانب التنظيم، وأكثر أساليب الحياة المدنية نجاعة، حيث أجمع علماء الفقه والشريعة الإسلامية على عدة نقاط في هذا الشأن، أهمها:

  • طاعة والي الحكم أمر شرعي واجب، نص عليه الذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة.
  • وتكون طاعة الحاكم مشروطة بالتزامه حدود الله واجتناب نواهيه، وعدم عصيان أوامره جل علاه.
  • أما إتيان الحاكم فاحشة ما أو ارتكابه إحدى المعاصي، لا يستوجب ولا يحل للعامة القيام في وجهه، لأن ذلك سبب إثارة الفتن وإهراق الدماء
  • بينما إنكار القائم بشؤون الحكم لشريعة الله المحقة، وإحلاله الفواحش والمعاصي، يستدعي شق عصا طاعته، واجتناب اتباعه.
  • وقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: “ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة”.

من هو ولي الأمر في الإسلام

ويجب لإتمام عملية الإحاطة بجوانب ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل

تحديد مفهوم ولي الأمر، حيث أن:

  • ولي الأمر قد يشير إلى من ينهض بمهمة الحكم، والبت بشؤون الدولة والأمة.
  • ويدل أيضاً على ذوي العلم والدراية، حيث أنهم أجدر من يحيط بالأمور من الظاهر والبلطن، ولديهم حسن التدبير، وجودة القرار، لما خصهم الله تعالى به من العلم والتعلم.
  • إن التزام ولي الأمر سواء كان حاكماً أم عالماً بشرع الله وحدوده، هو المعيار الفصل لوجوب سماعه وإطاعته.

متى يجوز الخروج على ولي الأمر

ويتم عبر الإجابة عنما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل توضيح أمر غاية في الأهمية، يحفظ البلاد والعباد من شرور الفتن، حيث نص الشرع الإسلامي على:

  • التقيد بحكم ولي الأمر في كل الأحوال والظروف طالما أنه لم يخرج عن شرع الله تعالى.
  • وعند ارتكابه المظالم والمفاسد بحق شعبه، يجب عليهم الصبر والاستعانة بالله جل علاه، ليفرج عنهم بلاء الحاكم الظالم.
  • لم يجز الإسلام الخروج على الحاكم إلا عند ثبات كفره وإجحافه بالخالق العظيم.
  • منع الشرع الإسلامي الناس من الخروج على ولي الأمر، حفظا لوحدة الأمة، واتقاء لسفك الدماء وجلب البلاء.

أهمية طاعة ولي الأمر

إن تناول علماء المسلمين لقضية ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل يبرهن على ضرورة طاعته، حيث أن له فوائد عديدة هي:

  • رعاية الأمة ومصالحها ودينها.
  • حماية من القلاقل والخلافات بين أفراد المجتمع الواحد.
  • كسب لرضا الله ورسوله الكريم.
  • وأد للتفرقة والتنازع والحروب بين الناس.
  • استكمال لمسيرة النمو وحفظ لمنجزاتها، وعدم تضييع أجيال الأمة بالنزاعات والخلافات.

صفات الحاكم

ولعل قضية ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل تستوجب أن يتحلى الحاكم بعدة صفات، منعا من قيام الناس عليه، من أهمها:

  • عالما بشرع الله تعالى، متبعاً له مجتنبا نواهيه.
  • العقل الراجح، والقلب الحليم، والبصيرة المتوقدة، بالإضافة إلى الذكاء والحنكة.
  • خلوه من العاهات الجسدية والخلقية، وتحليه بالخلق الفاضل.
  • العدل والحصافة، وعدم التمييز بين الناس.

إن ما حكم السمع والطاعة لولاة الأمر مع الدليل يبرز أهمية هذا الموضوع في حياة الأمم، إذ أن هذا المنصب يستدعي حلما وعلما وتأييدا من الله تعالى، كي يضمن الحاكم أداء حقوق الناس على أتم وجه.