الجنه تحت اقدام الامهات هل الحديث صحيح, وردت إلينا الكثير من النصوص في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية في بر الأم والأب والإحسان إليهما وخاصة الأم، ويجب أن نتيقن من صحة جميع الأحاديث قبل العمل والإيمان بها، والأحاديث الصحيحة هي التي يتم نقلها عن طريق رجال ثقة.

الجنه تحت اقدام الامهات هل الحديث صحيح

سُئل الكثير من أهل العلم عن الجنه تحت اقدام الامهات هل الحديث صحيح أم لا، وقد اختلف الفقهاء في ذلك وسوف نوضح ذلك فيما يلي:

  • انقسم أهل العلم إلى قسمين أحدهما قالوا بأن هذا الحديث ضعيف والقسم الثاني قاموا بإنكاره وقالوا أنه غير صحيح، والشيخ الألباني من أنصار القسم الأول، والعقيلي وابن القيسراني من أتباع الثاني.
  • ونص الحديث هو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الجنه تحتَ أقدامِ الأمَّهاتِ ، مَن شِئنَ أدخَلنَ ، ومَن شِئنَ أخرَجنَ).
  • ويستنتج من هذا أنه لا يصح على الإطلاق أن ننسب هذا الحديث للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يمكننا الإيمان بالمحتوى والمعنى، كما يمكننا أن نستشهد به عند الحديث عن فضل بر الأم.
  • وهناك حديث آخر في فضل الأم وبرها يمكننا الاستعانة به وهو (أن جاهمة ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم ، قالَ : فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها).

مكانة الأم في القرآن الكريم

إن الأم لها مكانة خاصة بها، ولا يحتلها أحد غيرها، فهي التي ضحت وربت وسهرت الليالي على راحة وصحة الأبناء، وبين القرآن الكريم مكانتها وأهميتها ووجوب برها وسوف نوضح ذلك فيما يلي:

  • إن الأمومة شعور عظيم جداً، ويوجد بداخل الأم الكثير من المشاعر الجميلة الطيبة من الحب والرحمة والعطف والشفقة، وقد أخذت مكانة عالية في القرآن الكريم.
  • أوصانا الله عز وجل بالأم وذلك في الكثير من الآيات القرآنية ومنها{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

فضل الأم في السنة النبوية

اشتملت السنة النبوية على العديد من الأحاديث التي أوصانا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالأم، وأكد على الاهتمام والعناية بها في أكثر من حديث.

  • روي عن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال(جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ)
  • كما أن عقوق الوالدين في السنة النبوية يعد من الكبائر والذنوب العظيمة، ونهانا النبي عن أن نسب والدينا أو أن نقل لهما أف، فيجب أن تودهم ونبرهم، وأن نقضي ما عليهم من ديون وندعوا لهم كثيراً.

ما سبب تقديم بر الأم على بر الأب

إن ديننا الإسلام لم يأمرنا ببر وطاعة الأم فقط، بل يجب أن نطيع كل من الأب والأم، ولكنه فضل الأم عن الأب لعدة أسباب سوف نوضحها فيما يلي:

  • تقدمت الأم عن الأب في البر، لأنها تحملت أعباء ومشقات عديدة فهي تتحمل تعب الحمل، وكذلك الرضاعة والتربية والحضانة وغير ذلك من الأشياء والله أعلى وأعلم.
  • فيجب طاعة كل من الأم والأب ما دام كان ذلك في غير معصية الله عز وجل.

ذكرنا في مقالنا هذا الجنه تحت اقدام الامهات هل الحديث صحيح، فالأم لا يمكننا أن نسدد ديونها مهما فعلنا، فالبر بها هو أقل ما يمكننا فعله، كما أن بر الوالدين من الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى.