حكم دخول غير المسلمين مكة، هناك العديد من المسلمين الذين يكون لديهم رغبة في معرفة ذلك الأمر، حيث أنهم يمتلكون في بيوتهم العديد من الخدام الذين يكونوا غير مسلمين، ولكنهم يودون أن يصحبونهم إلى مكة المكرمة، وذلك من أجل أن يقوموا بأعمال المنزل، ورعاية الأبناء، ومن هنا جاءت الحاجة لمعرفة إجابة تلك السؤال.

حكم دخول غير المسلمين مكة

عند الخوض في هذا الأمر نجد أن هناك عدد من الأقاويل التي تدور حوله، حيث أن الأمر في الأساس يعتبر مرفوض تمامًا، ولكن يتوقف دخول غير المسلم لمكة، على حسب الغرض الذي يريد الدخول من أجله.

  • فما عرف في الشريعة الإسلامية، والفقه الإسلامي هو أنه لا يجوز أن يقوم أي شخص غير مسلم بالدخول إلى مكة، وهذا الذي عرفناه في أساس ديننا.
  • وما يؤكد ذلك قول الله تعالى في كتابه المجيد (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
  • وهذا فيه إشارة إلى عدم دخول غير المسلمين إلى مكة، ولكن إذا كان دخول غير المسلم متعلق بعمليات التجارة، أو أي غرض خاص بالاحتياجات الحياتية، فهل ذلك يجوز؟.
  • ذلك الأمر الذي نجده قد اختلف فيه العديد من العلماء، والفقهاء، وكذلك أصحاب المذاهب الأربعة حيث كان لكل منهم رأي في هذا الأمر.

مذهب جمهور الفقهاء في دخول غير المسلمين مكة

يمكننا أن نستعرض لكم رأي هؤلاء الجمهور، والذي سيوضح لكم حكم دخول غير المسلمين مكة، حيث أقتسم هؤلاء العلماء حول ذلك الحكم، فنجد أن جمهور الفقهاء كان له رأيه الخاص والذي اعتمد على الآية القرآنية السابقة.

  • حيث أن هؤلاء الفقهاء ذهبوا إلى أنه لا يجوز أن يقوم غير المسلم بالدخول إلى مكة المكرمة، حيث أن ذلك الرأي يعد استنادًا للآية القرآنية السابق ذكرها، والتي توضح أنه لا يمكن أن يدخل غير المسلم مكة.
  • وإن كان الغرض من دخول مكة، هو أن يشتري المسلم البضائع من غير المسلم، فهنا إن لزم الأمر، فيقوم المسلم بمقابلة غير المسلم خارجة مكة المكرمة.

مذهب الحنفية في دخول غير المسلمين مكة

لقد كان لأصحاب مذهب الحنفية الرأي المختلف تمامًا عن رأي جمهور الفقهاء، حول قضية حكم دخول غير المسلمين مكة، فوجدناهم قد حللوا الأمر بشيء أكثر عقلانية، وواقعية، وايضًا استشهدوا بنفس الآية القرآنية.

  • فنحد أن الحنفية قد أجازوا دخول غير المسلمين لمكة، دون أي مشاكل، فهم يحق لهم أن يمروا بها ويقوموا بتجارتهم كما يشاءون، ودون أن يعترضهم أحد، فلهم الحرية في ممارسة كل شيء.
  • ولكن هناك شيء واحد فقط لا يمكن أن يفعله غير المسلم في مكة، وهو أن يتخذها وطنًا له، ويعيش بها، ذلك هو الأمر المرفوض من وجهة نظر الحنفية.
  • حيث أن الآية الكريمة كان المقصد منها هو عدم دخول غير المسلمين للكعبة، والمسجد الحرام، فلا حاجة إلى أن نمنع مرورهم من مكة بشكل عام، أو نوقف تجارتهم، أو أي شيء من هذا القبيل.

مذهب المالكية في دخول غير المسلمين مكة

لم يمكننا أن نستعرض جميع هذه الآراء حول حكم دخول غير المسلمين مكة، ونغفل رأي المالكية، حيث أنهم لم يتركوا الامر هكذا دون ان يكون لهم الرأي، فقد كان رأيهم مختلف تمامًا عن الآراء السابقة.

  • حيث أن المالكية أجازوا دخول غير المسلمين مكة المكرمة، ولكن بشرط أن يكون دخولهم من أجل المرور فقط، حيث أن منعهم من المرور من الممكن أن يجعل هناك شيء في قلوبهم تجاه الإسلام.
  • فلا مانع أن يمروا من مكة المكرمة، ولكن دون أن يقوموا بالتجارة، أو أن يقوموا بالتنزه، حيث أن عملية مرورهم سوف تكون ضرورية، بل وتخفف عنهم مشقة ما.
  • ولكن التجارة والتنزه وغير ذلك من الأمور، لا تعتبر أمرًا ضروريًا يجب أن يقوم به غير المسلم داخل مكه، ولا يكون له مشقة.