أول من دون الحديث، يعد الحديث الشريف مصدر التشريع الإسلامي الثاني بعد القرآن، وهو ما وردنا من أقوال وأفعال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، كما أن الحديث يُفصل أحكام الشريعة ويبين ما جاء في القرآن الكريم، أول من دون الحديث والعديد من المعلومات المفيد الأخرى سنتطرق إليها في هذا المقال.

أول من دون الحديث 

أول من دون الحديث

أول من دون الحديث

يعتبر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري القرشي هو أول من دون الحديث رَسْمِيًّا، ولد عام 50 بعد الهجرة، حرص منذ صغره على العلم والتفقه فيه، وجمع الكثير والكثير من الأحاديث واشتهر بذاكرته القوية وقدرته الهائلة على الحفظ، كان تلميذا لعدد كبير من العلماء التابعين والصحابة أمثال سهل بن سعد الساعدي وأنس بن مالك وكذلك عبيد الله بن عمر وفقهاء المدينة السبعة وغيرهم.

قام ابن شهاب الزهري بإسناد أكثر من ألف حديث عن الثقات، ويعتبر مجموع كل أحاديث ابن شهاب الزهري هو 2200 حديث، قال عنه الإمام ابن حنبل إن أسانيد الزهري تعد أصح الأسانيد عن سالم بن عبد الله عن أبيه، وتتلمذ على يده العديد من العلماء، توفي عام 124 هجرية ودفن بشغب.

شاهد أيضاً: إذاعة عن الأمن والسلامة المرورية

بداية تدوين الحديث

مما لا مراء فيه أن بعض الصحابة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام قاموا في بعض الأحيان بتدوين وكتابة الحديث الشريف ولكن الغالب كان حفظ الأحاديث في الصدور.

وتعد صحيفة علي بن أبي طالب  والصحيفة الصادقة التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص من ضمن الصحف التي كتبت ودونت من قبل الصحابة في الحديث الشريف، وكذلك مجموعة من  الكتب كتبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-    إلى بعض الأمراء في الأمصار ورسائله التي أرسلها إلى الملوك يدعوهم فيها إلى دخول الإسلام  بالإضافة إلى المواثيق والعهود التي عقدت مع الكفار وغيرها من الصحف المختلفة.

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-  لم تكن هناك محاولات تذكر في عهد الخلفاء الراشدين إلا مبادرة سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-   بتدوين وجمع الحديث الشريف حتى أنه استشار الصحابة واستخار ولكن خاف أن يتركوا القرآن الكريم وينشغلون بالحديث الشريف فلم تكتمل تلك المبادرة.

شاهد أيضاً: إذاعة مدرسية عن حسن الخلق

أسباب تدوين الحديث

تعددت الأسباب التي أدت إلى توثيق الأحاديث النبوية وكتابتها ونذكر من هذه الأسباب:

  • انتشار الفتوحات الإسلامية التي أدت إلى اتساع مساحة الدولة الإسلامية.
  • ازدياد عدد المسلمين.
  • تزايد أعداد الصحابة في البلدان المختلفة وموت العديد منهم.
  • تشتت الحفظ الناتج عن تشتت الذهن.
  • انتشار الكذب والتحريف والافتراء على السنة النبوية.

أدت الأسباب السابقة إلى انتباه الصحابة الصغار والعلماء التابعين أثناء ولاية الخليفة عمر ابن عمر ابن عبد العزيز لضرورة جمع وتدوين الأحاديث النبوية فقام بتولية ابن شهاب الزهري بمهمة التدوين وأسند كذلك إلى بعض علماء الأمة هذه المهمة في الإمارات الإسلامية المختلفة.

مدونات الحديث الشريف

أراد الله -سبحانه وتعالى-  حماية أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام من الضياع، ومن نسب كلام مكذوب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-  وتحريف كلامه، فسخر العديد من عظام العلماء الذين حاولوا جاهدين بذل أقصى جهدهم في تصنيف وجمع وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة ومن تلك المدونات والمصنفات ما يطلق عليه الكتب الستة وهي:

  • كتاب المسند الصحيح، والمشهور بصحيح مسلم، لصاحبه الإمام مسلم بن حجاج النيسابوري.
  • كتاب الجامعة المسند الصحيح، المعروف بصحيح البخاري لصاحبه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري.
  • كتاب الجامع ويسمى سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى الترمذي.
  • كتاب السنن لأبي داود كتبه سليمان بن الأشعث السجستاني.
  • كتاب السنن لصاحبه ابن ماجه القزويني.
  • كتاب السنن لصاحبه أحمد بن شعيب النسائي.

وفي نهاية هذا المقال عن أول من دون الحديث، تحدثنا عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وتعرفنا على أسباب البدء في تدوين الحديث وكذلك أشهر مصنفات الحديث الشريف نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال استحسانكم.

شاهد أيضاً: كلمة صباح عن الصداقة