مع اقتراب شهر محرم الهجري يسعى المسلمون لـ اغتنام أجر صيام عاشوراء، وذلك لما ورد في فضل هذا اليوم من أحاديث صحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واقتداء بسنته صلى الله عليه، ومن فقه السنن الواردة بخصوص يوم عاشوراء هو صحة حديث من وسع على أهله يوم عاشوراء، لذا سنتناول بعض الأدلة التي وردت في صحته، وعن تفاصيل الإنفاق في هذا اليوم.

صحة حديث من وسع على أهله يوم عاشوراء

قد يتناقل الناس فيما بينهم الكثير من الأحاديث الخاطئة، أو الضعيفة، أو غير المسندة.

وربما تشيع هذه المقولات حتى تصبح شعائر خاصة بموسم محدد لكنها لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فمثلاً:

  • أنه قد شاع بين الناس تعظيم يوم عاشوراء في الاغتسال.
  • والبعض منهم قد سنّ الكحل والتطيب في هذا اليوم ك شعيرة أساسية.
  • ومما تناقلوه بينهم أيضًا توسيع المعيل على أهل بيته في المأكل والملبس اقتداء بالحديث الشائع:

” من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته “، ولكن هذا الحديث لا أصل له في الصحيحين بقول الإمام أحمد، ومنهم من أنكره وضعفه ولم يجد له أسانيد واردة.

ما يتوجب على المسلم فعله يوم عاشوراء

لا ينكر العلماء أهمية يوم عاشوراء في الأجر والمثوبة، وذلك اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والأفعال المحببة فيه:

  • من المحبب صيام يوم عاشوراء اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم لما صامه وأمر أصحابه أن يصوموه.
  • الأخذ بالاعتبار صيام يوم قبله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نوى صيام يوم قبله لكنه لم يدركه.
  • التحدث على المنابر للناس عن فضل هذا اليوم، وشرح سبب تعظيمه في الإسلام بأن الله قد أن أنجى موسى عليه السلام من فرعون.
  • أن تكون نية الصيام هي التقرب لله وحده، وليس حزناً أو فرحاً لشيء ما.
  • التحدث أمام من لا يعرف عن صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء، وأنه لا أصل له، وذلك درءاً للبدع المستحدثة في الدين.

أعمال خاطئة وشائعة يفعلها الناس يوم عاشوراء

على أثر هذه الأقوال الضعيفة التي الواردة في صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء، شاع بين الناس أعمال لا صحة لها مثل:

  • الكحل في هذا اليوم خصيصًا للرجال والناس وحتى الأطفال.
  • التطيب بالعطور للاحتفال بهذا اليوم.
  • بعضهم من يضع الحناء أيضًا وخاصة على رؤوس الأصابع.
  • ومنهم من يتزين ويغتسل في هذا اليوم ويوسع على عياله ظناً منه أن هذا وارد في السنة النبوية.

لكن كل الأعمال التي وردت سابقًا لا أساس لها في السنة، ولم يرد بها حديث مسند، ولم يفعلها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي من الابتداع في الدين أيضًا.

الأحاديث المكذوبة التي انتشرت بخصوص يوم عاشوراء

هناك أحاديث ضعيفة لا يستطيع تمييزها إلا اهل العلم والحديث، لذلك استغلها بعض ضعاف القلوب وبدؤوا ينشرونها بين الناس على أنها أحاديث نبوية تخص يوم عاشوراء ومنها:

  • (من وسَّع على عياله يوم عاشوراء، وسَّع الله عليه سائر سَنته).
  • (صلاة الخصماء، وهي أربع ركعات، يُصلِّيها في يوم عاشوراء)
  • (صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي: أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشرة مرة، وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مئة مرة).

كل هذه الأحاديث وغيرها مما لايسعنا ذكره في هذا المقام لا تصح ولم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل تم تصنيفها من قبل علماء الحديث بين الضعيف والموضوع والذي لا أصل له،

لذا ينبغي على المسلم أن يتفقه في دينه، ويتعلم أساليب الرد على أهل البدع، وينصح من يقول  صحة حديث من وسع على اهله يوم عاشوراء وأمثاله بأنه حديث باطل، ولا يجب أن نفعل إلا ما أمرنا به نبينا، فهذا هو التقرب من الله حقاً، والله المعين.