الأحاديث القصار تنتشر بكثرة بين الناس، وذلك لسهولة حفظها فيصبح من السهل تداولها، ولكن ليس كل ما يشاع بخصوص الدين والسنة النبوية يكون صحيحاً ويجوز الأخذ به، بل يتعين على كل فرد مسلم أن يتباحث مع أهل العلم والاختصاص في كل معلومة شرعية يقع على عاتقه تعليمها سواء لأولاده أو لغيره بشكل عام، وسنسرد لكم هنا صحة حديث أن للطاعم الشاكر من الاجر ودرجه.

صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر

أولاً من اللطيف أن يتعلم المرء بعض مفردات اللغة العربية وتراكيبها، لأن هذا سيسهل عليه فهم الأحاديث التي تكون في الغالب على لسان العرب وفصاحتهم، الأمر الذي نجد في صعوبة في الوقت الحالي لأن اللغة أصبحت أكثر بساطة:

  • فمعنى الطاعم الشاكر عرف بأنه الشخص الذي يأكل الطعام، ومن بعده يأتي بالحمد لله على ما وهبه من كثير النعم، والتي ربما نقصت عن غيره من البشر فيستشعر نعم الله وعظيم كرمه.
  • أما بالنسبة ل لفظة الشاكر فقد جاء معناها أن الرحل الذي يشكر الله يسمى شاكراً.
  • وفي الحديث تخصص المعنى بالإنسان من رجل أو امرأة ممن يشكر الله على نعمة الطعام بالتحديد.
  • وبعد شرح مفردات الحديث الأساسية نستطيع أن نعرف صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر.

إسناد حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر

الأحاديث المسندة هي في الغالب الأحاديث الصحيحة التي يؤخذ بها، وهنا سنبين لكم درجة هذا الحديث وسنده:

  • وجد هذا الحديث في أكثر من كتاب لعلماء مختلفين، فقد أورده الترمذي، والإمام أحمد في مسنده، وأيضًا ورد لدى الإمام السفاريني الحلبي، والإمام السيوطي وغيرهم.
  • وقد ورد في عدة روايات بدرجة الصحة والحسن، ومثال ذلك ما جاء في كتاب الإمام السيوطي ‘الجامع الصغير ‘ ونص على:

” عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ للطاعمِ الشاكرِ من الأجرِ، مثلُ ما للصائمِ الصابرِ”

والرواية الأخرى جاءت في سنن الإمام الترمذي وابن ماجه وغيرهم، مع وجود اختلاف بسيط في النص غير مخلٍ بالمعنى على لسان أبو هريرة أيضًا ونصها:

” الطَّاعمُ الشَّاكرُ بمنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ”

واتفق علماء الفقه والحديث أن كلا الروايتين صحيحتين في سند والعلم عند الله.

معنى حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر

قد تفهم النصوص الشرعية أحيانًا بخلاف المعنى المراد به بالنسبة للذين لا يجيدون اللغة العربية، أو لم يكن لهم اضطلاع على المفردات الشرعية، وهنا نشرح لكم هذا الحديث:

  • إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل منزلة الإنسان الذي يشكر ربه على نعم قد يظنها بسيطة بمنزلة الصائم في الأجر.
  • وهذا حث واضح على استشعار الإنسان لصغير النعم قبل كبيرها، فعند حمد الله وشكره بعد الفراغ من الطعام سيتعود لسان المرء على شكر الله.
  • وقد يقوده ذلك إلى التفكر بنعم الله عز وجل التي رزقه إياها من غير حول له ولا قوة.
  • وقد جعل رسول الله الصائم الذي يترك طعامه وشرابه في سبيل مرضاة الله والشاكر بمنزلة واحدة، لتبيان أهمية الشكر لله تعالى وتدبر نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

وإن تبيان صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر مهم لاستشعار نعم الله وشكره على الدوام ما استطعنا.

الفائدة من الحديث

إن من أهم الفوائد التي نستنبطها من هذا الحديث هي:

  • الشكر لله بمقام الصبر على الطاعات ومجاهدة النفس فيها.
  • أن النعم التي يظنها الإنسان أنها صغيرة هي مفقودة لدى الكثير لذلك وجب التذكير بكل نعمة.
  • الله عز وجل شكور يحب العبد الذي يشكره على كل شيء حتى على طعامه وشرابه ويجزي بالشكر للشاكرين .

وبهذا نكون قد بينا لكم ما غاب عنكم من صحة حديث ان للطاعم الشاكر من الاجر ودرجته ورواته، راجين الله أن تصل هذه المعلومات لكل من جهلها والله الموفق.