الأحاديث النبوية التي وردت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً، ولكن لم تثبت صحتها جميعاً، فمنها ما كان صحيحاً شهد له الصحابة وعلماء الحديث بصحتها، ومنها ما كان ضعيفاً أو موضوعاً، ولكن في يومنا هذا أصبح من السهل البحث عن صحة وإسناده، وذلك لتوفر مواقع اختصت بذلك من قبل مختصين في علم الحديث، وسنتباحث اليوم في صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل ونعرف عنه الكثير.

صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل

للتأكد من صحة أي حديث في الغالب نبحث عنه في كتب الحديث الشهيرة، ومنها صحيح البخاري، وصحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل تستند إلى عدة أمور:

  • شهد على صحة هذا الحديث الكثير من علماء الحديث الشريف المعاصرين والقدماء.
  • فالحديث صحيح بإسناد أيضًا ونصه كاملاً:
  • ” عن أبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “حُرِّمَ على النَّارِ كلُّ هيِّنٍ، لَيِّنٍ، سهلٍ، قريبٍ منَ النَّاسِ”
  • من العلماء المعاصرين الذين صححوا هذا الحديث هو الشيخ الألباني في كتاب صحيح الجامع.
  • وقد ورد ذكر صحته على لسان ابن الوزير اليماني في كتاب العواصم والقواسم وقال إسناده صحيح.
  • ثم أعيد ذكره على أنه حديث صحيح السند مع الشواهد في تخريج العواصم والقواسم على يد شعيب الأرناؤوط.

معنى حديث حرم على النار كل هين لين سهل

لا بدّ لمن يبحث عن صحة أي حديث أن يعرف معنى الحديث والمقصود منه، ومناسبة قوله أيضًا، لذا سنستوفي شرحه بإيجاز:

  • المقصد من تحريم النار هو إبعاد الشخص عنها بقدرة الله وذلك مثوبة لأخلاقه الحسنة.
  • في الحديث تشجيع صريح لحسن الخلق التي لطالما أمر به الإسلام، والمكافأة لمن يحسن خلقه هي إبعاده عن النار.
  • وصفات الشخص التي وردت في الحديث أن يكون لين الجانب، سهل المراس، لا يخشى الناس شره.
  • يهون عليه أن يلبي حوائج الناس فس سبيل مرضاة الله، ولا يتقي الناس شره وسوء معاملته.
  • سهل التعامل فلا يكون كالرجل الذي يكون ولياً على أحد من الأهل أو العمال فيزيدهم تطلباً ويعجزهم في المعاملة
  • بل يكون يسيراً في ما أحله الله.
  • وهذه الصفات هي من حسن الخلق، ولا تتنافى أبداً مع أن يكون الرجل شديداً في حدود الله التي تستوجب الشدة.
  • فالمؤمن فطن يعرف متى يكون ليناً، ومتى يشتد لأمر يغضب الله فيدفعه ما استطاع الدفع فيه.

من هم الذين وردت حرمتهم عن النار؟

في ضوء الحديث عن حرمة النار لا يسعنا إلا أن نذكّر أيضاً ببعض الأحاديث التي وردت عن تحريم النار عن هؤلاء الأشخاص وهم:

  • الذي يؤمن قلبه بالله عز وجل، فيحبه ويحب دينه ويكره أن يعود إلى الكفر بعد أن استيقن الإيمان وذاق حلاوته، ودليل ذلك من السنة:
  • “عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ وَحُرِّمَتْ النَّارُ عَلَيْهِ إِيمَانٌ بِالله، وَحُبُّ الله، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ”.
  • الشخص الذي يحافظ على الصلوات الخمس وعلى أدائها تأدية تليق بالوقوف بين يدي الله تعالى، فيضبط سهواته ويحسن أدائها، وقد ورد في هذا:
  • “عن حنظلة الأسدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا يَرَاهَا حَقًّا لله عَلَيْهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ”
  • الشخص الهين اللين الذي أوردنا شرح معنى الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه فيه.
  • الرجل الذي يبكي من شدة خشيته لله، فقد يختلي العبد بنفسه تعبداً لله ويتذكر ذنوبه وتفريطه على نفسه، فيبكي من خشيته من ربه، فيغفر الله له وقد أورد الله تعالى هذا على لسان نبينا محمد:

“عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ الله ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ إِلا حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ”

وبهذا نكون قد استعرضنا لكم صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل، وشرحنا لكم بعض الذي يخصه، ونرجو المولى أن تكون الفائدة قد حققت الهدف المراد في هذا المقال.