هناك أحاديث عن الصبر كثيرة ومتعددة توضح لنا أن أجر الصبر على الابتلاء أجر عظيم، كما أن الصبر من العبادات العظيمة فقد كان نبي الله “أيوب عليه السلام” صبور جدًا، ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على مزيد من التفاصيل والمعلومات عن عبادة الصبر وأهميتها.

أحاديث في فضل الصبر

يجب العلم بان الصبر من العبادات الرائعة والعظيمة التي يتقرب بها العباد لله عز وجل، حيث يحصل الصابرين على أجر عظيم جدًا ليس له مقدار وقد كان ذلك واضحًا في قوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).

وهناك الكثير من الأحاديث التي تشير إلى فضل الصبر في الدنيا، وجزاءه في الآخرة ومنها الآتي:

  • قول رسول الله “صلى الله عليه وسلم” (ما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
  • و قال “صلى الله عليه وسلم”: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
  • وعن ابنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- أنه قال: (الصَّبرُ نصفُ الإيمانِ واليقينُ الإيمانُ كلُّهُ).
  • وقال “صلى الله عليه وسلم”: (الصَّبْرُ ضِياءٌ).
  • وقال “صلى الله عليه وسلم”: (إذا أحبَّ اللَّهُ قومًا ابتلاهم فمن صبرَ فلَهُ الصَّبرُ).
  • و قال “صلى الله عليه وسلم”: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكرَهُ خَيرًا كَثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ).

ما هو أجر العباد الصابرين عند الله سبحانه وتعالى؟

وقد قال ابن تميمة أن الصبر على الطاعات له تأثير قوي وذكر الآتي:

  • الصبر يجعل العبد يرتفع إلى منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى.
  • الصبر على اجتناب المحارم،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب فعل الطاعة أكثر من ترك المعصية.
  • وأن خسارة عدم الطاعة يعد أصعب من خسارة وجود المعصية.
  • وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على مدى عظمة الصبر كعبادة من العبادات التي يفضل الله سبحانه وتعالى عباده بها، هذا إلى أن ثواب الصابرين على العبادات ليس له عدد ولا قدر فهو ثواب عظيم جدًا.

ترغيب العباد في الصبر

الترغيب في عبادة الصبر يعد أمر رائع جدًا حيث أن العبد يطلب توفيق الصبر من الله تعالى وهذا يجعله صابرًا على الابتلاءات الدنيوية بمختلف أنواعها، وثوابه عند الله يزيد كلما زاد صبره ورضاه بما هو فيه، وأيضًا يمكننا ترغيب العباد في الصبر من خلال الآتي:

  • على العبد أن يتحامل على نفسه في الصبر على الشقاء.
  • الصبر يشمل مجموعة من الأمور ومنها(الصبر على الطاعة، والصبر على المعصية، والبلية، والصبر على التطلع إلى ما في أيدي الآخرين).
  • عبادة الصبر تعد من أعلى المقامات لأنها تجمع مكارم الصفات والحالات.

9 أحاديث شريفة عن الصبر

هل يوجد أنواع للصبر؟

يوجد 3 أنواع من الصبر ويمكننا التعرف عليهم كالتالي:

الصبر على الأقدار

وأشهر من اقترن اسمه بهذا النوع من الصبر هو سيدنا “أيوب عليه السلام”، فعندما نمر بإحدى الأمرين سراء أو ضراء علينا بالصبر ففي السراء نسارع بشكر الله عز وجل على نعمه، وفي الضراء يجب أن نكون من الصابرين فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان وهو الذي يدبر أمره، وعلى العبد أن يرضى بقضاء الله دائمًا.

الصبر على المعاصي

الصبر على المعاصي، مثل صبر سيدنا “يوسف عليه السلام”، فإن الصبر على المعصية يعد مشقة كبيرة جدًا ومجاهدة النفس للبعد عن المعاصي، فسيدنا يوسف “علية السلام” كان صابرًا على امرأة العزيز، فقد رفض جميع الإغراءات وصبر على محنته حتى خرج منها بأمانة وصبره.

صبر على طاعة الله

من أروع قصص الصبر التي تم ذكرها في القرآن صبر أولى العزم من الرسل على مشقة الدعوة إلى الله ومدى صعوبتها ومعاناتهم مع الكافرين، فسيدنا نوح “عليه السلام” صبر على قومه ألف سنة، وسيدنا إبراهيم عليه السلام صبر على أبيه وقومه وتحمل منهم الكثير من الأذى، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في قوله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).

وفي نهاية هذا التقرير نكون قد وضحنا بعض المعلومات عن عبادة الصبر وكيف يصبح الإنسان راضي بقضاء الله وقدره حتى ينال ثواب عظيم.