مما لا شك فيه أن الإنسان يعمل جاهدًا ليكون بينه وبين النار حاجزًا، ولذلك يقوم بعمل العديد من الأعمال الصالحة مثل الصدقة، وأداء فروض الله عز وجل حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عليه، وسوف نوضح لكم ذلك في هذا المقال تابعونا.

اتقوا النار ولو بشق تمرة

هو حديث شريف رواه عدي بن حاتم رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اتْقُوا النَّار وَ لَوْ بِشَق تَمْرْة، فَمَنْ لَمْ يَجِد فَبِكَلِمة طَيْبة”.

كما رواه في رواية أخرى فقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَا مِنْكُم مِنْ أَحَدْ إلَا سَيُكَلِمْه رَبْهُ لَيْسَ بَيْنَه وَبَيْنُه تُرْجُمَان، فَيَنْظُرُ أَيّمَن مِنْه فَلَا يَرى إلَا مَا قَدْم، وَيَنْظُرُ أشَأم مِنْه فَلَا يَرى إلَا مَا قَدْم، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْه فَلَا يَرى إلَا النَّار تِلْقَاء وَجْهه، فاتَقُوا النَّار وَلَوْ بِشَق تَمْرْة، فَمَنْ لَمْ يَجِد فَبِكَلِمة طَيْبة).

معنى الحديث الشريف

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يترك أي فرصة أو مناسبة لكي يحذر فيها المسلمين من النار إلا وفعلها، وذلك رحمة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشفقة منه على المسلمين، كما أوضح لنا الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدم تحذيرًا إلا ويعقبه عمل شيئ يقي المسلمين من النار.

كما قال الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأصرف وجهه، وتعوذ منها وكرر ذلك ثلاث مرات، ثم قال (اتْقُوا النَّار وَلَوْ بِشَق تَمْرْة، فَمَنْ لَمْ يَجِد فَبِكَلِمة طَيْبة) وكان يعني بذلك أن يتخذوا ما يقيهم من النار مثل التصدق بالمال أو حسن الأخلاق.

اتقوا النار ولو بشق تمرة - موضوع

ومعنى شق تمرة أي نصفها والمقصود هنا أن عمل الخير كثير أو قليل فهو يقي المسلم من النار، أو حتى بالكلمة الطيبة “فالكلمة الطيبة صدقة” وهذا يعني أنه لا يوجد فرق بين التصدق بالمال أو بالكلمة فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم التصدق بالكلمة الطيبة مثل التصدق بالمال لأن المال يسعد المتصدق عليه والكلمة الطيبة أيضًا تسعد المؤمن وتفرح قلبه وكل هذا يقي صاحبه ويستره من النار.

كما أنه إذا اعتاد الإنسان على الصدقة فسوف يتصدق مرة بالكثير، ومرة بالقليل، حسب ما يتيسر له من المال.

والجدير بالذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها طرق بابها سائلًا فقامت بإطعامه، ومرة أخرى أعطته حبة عنب، ولذلك ينبغي على الإنسان أن يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقي نفسه من النار.

المستفاد من الحديث الشريف

زيادة الأعمال الصالحة، والابتعاد عن الأعمال السيئة، كما أن الصدقة حجاب من النار حتى إذا كانت قليلة.

كما أوضح الحديث الشريف أن الله سيكلم الناس يوم القيامة، ليعرض عليهم ذنوبهم، وعندما يقولوا نعم فعلنا ويظنون أنهم قد هلكوا فيقول الله لهم برحمة الواسعة “سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم”.

إن كثرة عمل الخير والصدقة تزيد من منزلة المؤمن عند ربه، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار.

وكما ذكر في الحديث “فَيَنْظُرُ أَيّمَن مِنْه فَلَا يَرى إلَا مَا قَدْم” وهذا يعني أن الله سيحاسبك على ما فعلت في الدنيا.

كما أن الكلمة الطيبة هي كل ما يفعله الإنسان من قول حتى يقترب من الله عز وجل.

ومن الجدير بالذكر أن الكلمة الطيبة نوعين وهما كلمة طيبة بذاتيها وهي ذكر الله سبحانه وتعالى مثل (لا إله إلا الله، سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله)، بالإضافة إلى الكلمة الطيبة بغايتها وهي التحدث مع الناس وإدخال السرور عليهم فإن إدخال السرور على الناس يقربك من الله عز وجل ويرفع من منزلتك عند الله.

وفي الختام نكون قد أوضحنا لكم معنى الحديث الشريف وما المستفاد من الحديث الشريف “اتقوا النار ولو بشق تمرة” ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم.