هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام، هذا السؤال يقوم بطرحة الكثير من المسلمين الذين يزورون بيت الله الحرام، ولذلك تجنباً لمحظورات شريعتنا الإسلامية في مسألة الإحرام، ومن يرتكب هذه المحظورات يصبح إحرامه فاسداً وذلك سواء أكان مرآة أو رجل، وفي مقالنا هذا سوف نتحدث باستفاضة عن كل المعلومات الخاصة بإجازة الاستحمام بعد الاحرام للمسلمين.

هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام

صرح الكثير من أهل العلم أنه يجوز المحرم الاستحمام بعد الاحرام، وذلك استناداً للرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثبوت اغتياله وهو محرم، ولهذا فيجوز الاستحمام ولا يوجد أي حرج في هذا، ويجوز أيضاً تغيير ملابس الإحرام لو تلوثت أو لم تتلوث، ويجوز تبديل الإزار بآخر، وكذلك النساء أيضاً يجوز أن تستحم وتغير ملابسها فلا حرج في هذا، وقد قام أهل العلم بتوضيح أحكام استخدام المنظفات، وقد ذكروا أنه يجوز على المحرم أن يستخدم الصابون والشامبو وكل المنظفات، وكذلك أيضاً استخدام الروائح العطرية والابتعاد عن كل الروائح الكريهة والله أعلى وأعلم.

هل يجوز التطيب بعد الاحرام

في ديننا الحنيف يجوز التطيب أثناء الاحرام سواء قبله أو بعده وقبل النية وذلك في الرأس والجسد، وهذا استناداً للرسول صلى الله عليه وسلم فهو تطيب عند إحرامه.

  • فعندما يرتدي المحرم ملابس الإحرام يجوز له أن يتطيب بشرط عدم عقده نية الإحرام ولكن بعدما ينوي الاحرام فلا يجوز له التطيب.
  • لأنه من المحظورات الموضوعة عند الإحرام، وعندما يقع المسلم فيها ناسيا أو كان لا يعلم فلا عتاب عليه.
  • ولكن من الواجب عليه إزالة الطيب بعد علمه بهذا بقدر استطاعته، وأما في حالة علمه بأن التطيب من المحظورات.
  • بعد عقد النية وارتكابه هذا الخطأ، فيجب عليه ملزما بفدية أذى ويقع عليه الاختيار بين اطعام ستة مساكين ولكل واحد منهم نصف صاع، أو ذبح شاه، أو أن يصوم ثلاثة أيام.
  • أما عن تطييب ملابس المحرم أثناء الإحرام فهذا لا يجوز إطلاقاً، وذلك سواء بعد الإحرام أو خلاله أو قبله.
  • فقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن لبس ملابس أثناء الإحرام مسحها اي طيب، فلا يجوز للمسلم أن يطيب ملابس ولا يرتدي ملابس تم تطيبها قبل ذلك والله أعلى وأعلم.

حكم نزع الإحرام لغرض الاستحمام

قد أجاز ديننا الحنيف المحرم أن يخلع ملابس إحرامه ويذهب للاستحمام وذلك بسبب الحر، ويمكنه إزالة الرداء عن ظهره وذلك بسبب الحر ومن ثم يقوم بإعادته، وقد ذكر أهل العلم كلهم على أن تبديل المحرم لملابسه والاستحمام جائز لا حرج عليه، ولكن عليه الحذر من أن يستخدم أي مستلزمات للاستحمام تحتوي على طيب، وفي معني كلام ابن قدامة في كتابة عن الاستحمام، حيث قال إنه لا مشكلة في أن يغسل المحرم حسده ورأسه بلين، فقد فعل هذا عمر وابنه، وقد اجتمع على إجازته علي وسعيد بن جبير وجابر والشافعي وأبو ثور ومعظم أصحاب الرأي، وفي صحيح البخاري أن أبا أيوب الأنصاري قد قام بغسل رأسه وهو محرم، وعندما سئل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا يفعل والله أعلى وأعلم.

حكم الاغتسال للإحرام ووقته

من السنن المستحبة عن رسولنا الكريم هى سنة الاغتسال للإحرام وهي ليست واجبة على كل المسلمين، فلا يكون من الواجب على المسلم أن يغتسل ولو قام بترك الاغتسال فلا يوجد حرج عليه، إلا أنه من العظيم أن يغتسل فبذلك يكتسب أجرا عظيماً فوق أجرة، وقد اجتمع رأى الأئمة الأربعة المذاهب الفقهية على ذلك والإجماع عليه، وفي معني قول النووي في المجموع أن العلماء اتفقوا على أنه من المستحيل أن يغتسل المحرم عندما يريد الإحرام بحج أو بعمرة أو بهما معاً، وذلك سواء كان إحرامه في الوقت الشرعي أو غيره، ولكن لو اغتسل فمن الأفضل أن يتصل الاستحمام بالإحرام مباشرة.