الزنا من أعظم الكبائر التي نهانا الله عنها لما له من مفاسد عظيمة داخل المجتمع كاختلاط الأنساب، التحرر على حرمات البيوت والأعراض، وقد جعل الله سبحانه وتعالى له عظيم العقاب في الدنيا والآخرة، فإن أستحق فاعلها عذابه الشرعي في الدنيا سقطت عنه عقوبة الآخرة، لذا على موقعنا التالي سنتناول كيفية التوبة من الزنا.

كيفية التوبة من الزنا

التوبة من أي ذنب سواء إن كان زنا أو غيره لها شروط يجب أن تتوافر في الشخص الذي من الله عليه بالتوبة كالتالي:

 الشرط الأول

  • هذه الشروط في الأصل هي ثلاثة شروط، وقد تكون أربعة في بعض الأحوال، أول شرط هو الإقلاع عن الذنب فوراً.
  • لأن لا توبة مع الاستمرار في الذنب، فكيف يتوب الشخص التائب عن ذنبه وهو مداوم عليه؟

 الشرط الثاني

  • وهو الندم والاستغفار، وأن يشعر الشخص التائب أن هناك لسعة في قلبه من إنه قد أتى هذا الذنب.
  • مع شعوره أن عين الله التي لا تغفل قد رأته وهو على هذا الذنب وأنه قد تجرأ على حد من حدود الله.
  • فالندم على ما تم فعله من ذنب هو شرط أساسي وجوهري لقبول توبة العبد التائب.

الشرط الثالث

  • الشرط الثالث للتوبة وهو أن يعزم ويعاهد ربه ألا يأتي بمثل تلك الفعلة ثانية أبداً، وأن يكون هذا العزم مخافة لله.
  • بمعنى خوفاً من أن يعود مرة أخرى إلى التجرؤ على حد من حدود الله قد نهانا الله عنه.
  • إذ أن العزم على عدم الرجوع إلى هذا الذنب له إمارات وظواهر.
  • وسيرد الحديث عنها عند التحدث عن سلوك الشخص التائب بعد أن يمن الله عليه بالتوبة.

شروط التوبة من الزنا - موضوع

موت قلب الزاني

  • من الجدير بالذكر أن هناك أمر بالغ الخطورة يجب أن ننتبه إليه، ويستلزم أيضاً توبة منه.
  • وهو إنه حال وقوع الشخص في ذنب الزنا هناك ذنب أكبر يتعلق بالزنا أكبر من وقوع الشخص في تلك الكبيرة.
  • ألا وهي الفرح بإتيان الذنب بعد القيام به وهو إثم عظيم أكبر من الذنب نفسه.
  • وهي مصيبة كبرى تحل على الشخص لأنه في تلك الحالة يكون قد ابتلي بموت القلب والختم عليه
  • لدرجة إنه لا يشعر في قلبه بعظم الذنب ولسعة الذنب، والخوف من خالقه.
  • بل على النقيض وجد في قلبه فرحاً على إتيان هذا الذنب، وذلك بالطبع يستلزم التوبة منه بالشروط السابقة في القرآن.
  • كذلك هناك الأسوأ من الفرح بالذنب أو حتى القيام بالزنا نفسه.
  • ألا وهو الحزن على عدم القيام بفعلة الزنا بمعنى إنه لم يتمكن لسببً ما من القيام به.
  • وحينها فإن حزنه ذاك يعد أكبر من حيث ثقل العقوبة من إتيان الذنب نفسه.
  • وبالمثل يستلزم ذلك التوبة أيضًا، وسيستلزم عليه التوجه إلى الله بالتذلل والخضوع حتى يمن الله عليه بإحياء قلبه مرة أخرى.

سلوك الشخص التائب إلى ربه

لسلوك الشخص التائب بعض المقتضيات حتى يرى التائب في نفسه أنه أقرب إلى قبول توبته سنتناولها كالآتي:

أولاً الاستغفار

  • فأولاً عليه أن يكون دائم الاستغفار، وتذكر ذنبه والبكاء على ذنبه، والندم عليه وذلك بدوام الاستغفار.
  • فلا ينفطر لسانه عن ذكر ربه والاستغفار وعليه أن يظن أن ذنبه هذا جبلاً فوق رأسه يوشك أن يقع به.
  • فاستغفاره وتوبته هي السبيل الوحيد للنجاة منه.

ثانياً الأعمال الصالحة

  • ويندرج تحت مسمى المداومة على الأعمال الصالحات الكثير من الأمور، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (إن الحسنات يذهبن السيئات).
  • فعلى سبيل المثال هناك الصلوات في وقتها، واستغلال الثلث الأخير من الليل خصوصاً للبكاء والتضرع إلى الله لقبول الذنب.
  • تخصيص ورد يومي من القرآن والذكر يزيد بشكل يومي، مع إخراج الصدقات بنية غفران الذنب والتقرب للمولى عز وجل.
  • الصيام بنية تكفير الذنب، والتضرع لله سبحانه وتعالى وان كان هناك استطاعة لحج بيت الله فيحبذا لو فعل التائب من الزنى ذلك.

وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه كيفية التوبة من الزنا، نسأل الله لنا ولكم صالح الأعمال، وأن يعصمنا الله من الفتن والذنوب ما ظهر منها وما بطن، وأن يعيننا على طاعته، ويرزقنا رضاه والجنة.