حكم قطع الاعتكاف ، هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟، من المعروف أن شهر رمضان الكريم هو شهر الرحمة والمغفرة، والجميع يتسابقون في الخيرات وفعل الأعمال الصالحة ومن أهمها الاعتكاف، فيعتكف المسلمون في آخر عشر أيام من هذا الشهر الفضيل ويتساءلون هل يجوز قطع الاعتكاف أم لا، وهذا ما سنوضحه في مقالنا هذا.

حكم قطع الاعتكاف ، هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟

إن الغرض من الاعتكاف تفرغ العبد للصلاة والذكر والاستغفار والعبادة دون أن تلهيه شهوات الدنيا وزينتها وللاعتكاف فضل كبير ويحصل المسلم على الكثير من الأجر والثواب وسوف نوضح فيما يلي حكم قطع الاعتكاف: 

  • إن الاعتكاف سنة عن نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أباح الفقهاء وأجازوا الخروج من الاعتكاف لضرورة أو سبب قوي يستدعي ذلك، ولكن حينها يستحب له قضاء الأيام التي خرجها، ولكن هذا ليس واجب عليه. 
  • الدليل على ذلك ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت( كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فأذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أصْبَحَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى الأخْبِيَةَ، فَقالَ: ما هذا؟ فَأُخْبِرَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألْبِرَّ تُرَوْنَ بهِنَّ؟ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذلكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شوال). 

هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟ 

دائما ما يزداد البحث عن سؤال هل الخروج من الاعتكاف يبطله أم لا، وقد أجابت اللجنة عن ذلك بالتفصيل وسوف نوضح ذلك فيما يلي: 

  • أقرت الشريعة الإسلامية وقالت بأن الخروج من الاعتكاف يجعله باطلا، وكذلك الخروج من المسجد يبطل الاعتكاف وذلك إلا للضرورة القصوى مثل الاغتسال وقضاء الحاجة، والإتيان بالطعام والشراب ولكن لا يجوز دخول المسجد بهم. 
  • وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك( السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا ، وَلا يَشْهَدَ جَنَازَةً ، وَلا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلا يُبَاشِرَهَا ، وَلا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلا لِمَا لا بُدَّ مِنْهُ). 

مبطلات الاعتكاف

هناك الكثير من الأشياء التي تجعل الاعتكاف باطلا ويغفل عنها الكثير من المسلمين، وسوف نوضح هذه المبطلات فيما يلي حتى يبتعد عنها المسلم ولا يفعلها مرة ثانية ومن هذه المبطلات: 

  • الخروج من المسجد: فيجب أن يكون خروج المسلم من المسجد لضرورة أو عذر قوي استدعاه لذلك كخروجه لبره بأمه أو غير ذلك، أما إن خرج لأمر عادي حينها يبطل صيامه. 
  • الجماع والإنزال والاحتلام: إن الجماع مبطل من مبطلات الاعتكاف، أما الاحتلام فلا يبطله ولكن يجب عليه حينها أن يغتسل وينوي مرة أخرى ويتم الاعتكاف. 
  • أن يباشر امرأة ويقبلها بشهوة حتى وإن كانت زوجته، فقد أجمع الفقهاء وأهل العلم أن هذا مبطل للاعكتاف وللصيام أيضاً، فيكون صوم الرجل فاسداً.
  • أن تتعرض المرأة للحيض أو النفاس: إن المرأة اعتكفت في المسجد وطرأ عليها الحيض أو النفاس أيضاً، حينها يحرم عليها أن تمكث في المسجد، ولكن لا يكون اعتكافها باطلا، بل تكمله بعد انتهاء الحيض أو النفاس. 
  • الجنون والإغماء: إن المرء تعرض لهما وهو معتكف في المسجد حينها يبطل اعتكافه ولكن إن فاق فله أن يكمل. 
  • السكر: إذا المرء شرب المسكرات والخمر حينها يبطل صيامه، وكذلك إن ارتد وخرج عن الإسلام حينها تبطل جميع العبادات ومنها الاعتكاف. 

حكم الاعتكاف

تم تعريف الاعتكاف في اللغة بأنه أن يقبل الشخص على شيء ويحبس نفسه فيه، أما في الاصطلاح فقد تم تعريفه بالجلوس في المسجد لفترات طويلة قد تتعدى الأيام، وذلك بغرض زيادة الصلة بين العبد والرب، وبغرض القرب من الله عز وجل، وهو سنة لجميع المسلمين الرجال والنساء، ولكنه ليس بفرض أو واجب إلا من نذر ذلك على نفسه فيجب عليه تأديته.