صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان من الأمور الهامة التي يجب أن يتم البحث عنها دائمًا، وذلك بسبب انتشار الكثير من الأحاديث المكذوبة، ويجب على كل مسلم أن يبحث في صحة الأحاديث لكي يطبق جميع الأحكام الواردة فيها حتي لا يأثم، وبناءًة على حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان يقوم الكثير من الأشخاص بتخصيص ذلك اليوم بالعديد من العبادات، ومن خلال مقالنا اليوم سنوضح لكم مدي صحة ذلك الحديث.

صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان

ذلك الحديث من الأحاديث التي قال عنها بعض العلماء أنها ضعيفة والبعض الآخر قال أنها صحيحة، ولقد تم روي ذلك الحديث عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، والشيء المؤكد هو أن الله ينزل إلى السماء كل يوم في الثلث الأخير من الليل وتعتبر ليلة النصف من شعبان من ضمن تلك الليالي، فلا يوجد أي صحة لأي حديث يتم تخصيص إطلاع الله في ليلة النصف من شعبان.

تخصيص ليلة النصف من شعبان

ليس من الأمور الصحيحة أن يتم تخصيص ليلة النصف من شعبان من قيام أو عبادة للمولي عز وجل، ولكن هناك بعض الأشخاص يصومون في كل شهر هجري يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فالصوم يوم الخامس عشر من شهر شعبان ومعه الثالث عشر والرابع عشر لا يعتبر تخصيص لأن ذلك الصيام سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قام بتأدية الكثير من العبادات في ذلك اليوم لأنه يظن أن ذلك اليوم له فضل عن باقي الأيام، فذلك الشخص يقع في فعل البدع المحدثة.

هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان

لا يوجد أي دليل من آية قرآنية أو حديث شريف يُثبت أن الأعمال تُرفع في ليلة النصف من شعبان، فالمولي عز وجل خصص لنا شهر شعبان بأكمله بأن جميع الأعمال التي تم فعلها خلال السنة ستُرفع فيه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يتم رفع أعماله وهو صائم فكان يصوم كثيرًا خلال شهر شعبان، وتم إثبات ذلك في حديث شريف ورد عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهم أنه قال: (يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ). فذلك الحديث يُثبت أن الأعمال يتم رفعها في شهر شعبان ولكن لم يتم تحديد النصف منها أو أي يوم أخر.

أعمال ليلة النصف من شعبان

لم يخصص لنا الله عز وجل ليلة النصف من شعبان بأنها من أفضل الليالي لكي نزيد من العبادات، فهي كغيرها من باقي الأيام، ولكن هناك بعض العلماء يقولون أن من المستحب أن يتم فعل الكثير من الأعمال الصالحة في تلك الليلة لأن الله يطلع على جميع عباده فيجب الإكثار من القيام والدعاء وذكر المولي عز وجل ولكن اجتماع الناس على عبادة في ذلك اليوم من الأمور المكروهة، مثل الاجتماع على صلاة القيام فيعتبر العلماء أن تلك الأمور بدع محدثة لا أصل لها في الدين، وبعض العلماء يرون أن يجب الإكثار من الأعمال الصالحة في شهر شعبان بأكمله ولا يجب أن يتم تخصيص أي يوم فيه، ويجب الابتعاد من كل الأمور التي تكون من البدع.