هل يجوز التهليل في عيد الفطر، مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك يزداد البحث عن حكم التهليل، فالعيد هو هبة من الله سبحانه وتعالى لعباده ومكافأة لهم جميعاً حتى ينبعث بداخلهم السعادة والسرور والفرح، ويجب أن يكون المسلمين على دراية بجميع الأحكام والمسائل الفقهية الخاصة بالعيد حتى لا يقعون في أي خطأ دون قصد منهم، ويحصلون على الأجر والثواب كاملاً.

هل يجوز التهليل في عيد الفطر

لم يتفق جميع المذاهب وآراء الفقهاء في هذه المسألة الفقهية فكان منهم المتفق والذي يرى أنها جائز ومشروع، ومنهم المخالف الذي يرى أنه بدعة وغير جائز وسوف نوضح ذلك فيما يلي:

  • الرأي المتفق: أجازوا التهليل وأباحوه ولكن اشترطوا لذلك أن يكون بشكل جماعي وليس بشكل فردي حيث أن ذلك يكون أثره في النفس قوي للغاية.
  • استدلوا على رأيهم هذا بقول أم عطية نسيبة بنت كعب قالت( كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَه).
  • كما قال الإمام الشافعي( إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير).

المانعين للتهليل في عيد الفطر

من الصحيح أن التهليل مظهر من مظاهر تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى ولكن هناك بعض من خالفوا ذلك ورأوا أنه بدعة وسوف نوضح ذلك فيما يلي:

  • ذكر هؤلاء أن التكبير هو سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو من العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه ويجب فعلها كم وردت إلينا دون الزيادة على أحداثها أو الإنقاص منها ومن يفعل دون ذلك فهو من أصحاب البدع.
  • واستدلوا على ذلك بقول ابن الباز رحمة الله عليه حيث قال( وهذا العمل لا أصل له ، ولا دليل عليه , فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان , فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق ; وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم . أي مردود غير مشروع، والتكبير الجماعي محدث ، فهو بدعة ، وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره ; لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة , أما أقوال الناس وآراؤهم فلا حجة فيها إذا خالفت الأدلة الشرعية , وهكذا المصالح المرسلة لا تثبت بها العبادات , وإنما تثبت العبادة بنص من الكتاب أو السنة أو إجماع قطعي).

وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيد الفطر

يتساءل العديد من المسلمين عن الوقت الصحيح الذي يجب فيه ابتداء التهليل ووقت الانتهاء كذلك وسوف نوضح ما قاله الفقهاء في ذلك:

  • يكون التكبير من بعد أن تغرب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، وبعد مشاهدة هلال شهر شوال، كما حددها البعض بخروج إمام المسجد إلى أداء الصلاة.
  • والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا).
  • والتكبير ليس له مكان معين فيمكن ترديده في جميع الأماكن مثل البيوت والمساجد والشوارع والأسواق وغيرهم من المناطق المختلفة.

ما حكم تكبيرات العيد

إن التكبير مشروع وهو أمر مشروع لكل من الرجال والنساء، فيردده الرجال على جهر، والنساء بصوت منخفض وفي ستر، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، كما أنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجب الاقتداء به والسير على نهجه وخطاه حتى نحصل على الأجر والثواب.