هل يجوز المشاركة في الاضحية، مع اقتراب عيد الأضحى يزداد البحث عن حكم المشاركة في الأضحية، حيث أن هذه المسألة من المسائل الفقهية المهمة التي يجب أن يكون جميع المسلمين على دراية بها، فالأضحية من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤكدة، كما أنها من مظاهر امتثالنا لأوامر الله سبحانه وتعالى.

هل يجوز المشاركة في الاضحية

يتسائل الكثير من المسلمين عن هل يجوز المشاركة في الأضحية أم لا، حتى يحصلون على الأجر والثواب كاملاً دون نقص، وسوف نوضح هذا الحكم فيما يلي:

  • يختلف حكم المشاركة في الأضحية باختلاف نوع الأضحية ذاتها، فإن كانت من البقر أو الإبل حينها تجوز المشاركة، أما إن كانت من الضأن أو المعز فحينها لا يجوز نهائياً.
  • الدليل على ما ذكرناه سابقاً أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين اشتركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحية وكان ذلك في الحديبية.
  • روي عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال (نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ).

حكم الأضحية في الإسلام

إن الأضحية مظهر من مظاهر شكر العباد والخلق للخالق وحمده على جميع النعم التي لا تعد ولا تحصى، وسوف نوضح فيما يلي حكمها في الإسلام:

  • انقسمت المذاهب إلى قسمين في هذه المسألة، فقال الحنفية أن الأضحية واجبة على المسلم، أما الشافعية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلى أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ).
  • فالأضحية هدفها تطهير مال المسلمين والتوسعة عليهم ومساعدة الفقراء والمساكين وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم.

هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية

في حديث جابر ابن عبد الله السابق ثم ذكر أنه يجوز اشتراك سبعة أشخاص وتضحيتهم جميعاً ببقرة أو إبل ولكن هل يجوز أن يقل العدد عن سبعة أم لا هذا ما سنوضحه فيما يلي:

  • أجمع الفقهاء وأهل العلم أنه لا حرج نهائياً في أن يشترك أقل من سبعة في الاضحية سواء كانوا واحد أم اثنين أم ثلاثة أو غير ذلك، ولكن اشترط ألا يزيدوا عن سبعة، فلا يجزئ عن المسلم أقل من سبع الأضحية.
  • فقد ورد في الحديث الشريف ( خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مُهِلِّينَ بالحَجِّ: فأمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ نَشْتَرِكَ في الإبِلِ وَالْبَقَرِ، كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا في بَدَنَةٍ)، كما يجوز أن يضحي واحد فقط دون الاشتراك مع أحد وهذا هو السائد في وقتنا الحالي.

كم شخص يشترك في أضحية الغنم

علمنا مما سبق أنه يجوز الاشتراك في البقر والغنم، ولكن ما هو الحال في الغنم، فيتسائل الكثير عن ذلك وسوف نوضح رأي الفقهاء في هذه المسألة.

  • لا يجوز أن يشترك المسلمين في أضحية الغنم، فتجزئ الواحدة عن المضحي وأهل البيت فقط دون أي شخص آخر، وهذا ما وضحه لنا النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ويجب الامتثال لأوامره.
  • روي عن أبي أيوب الأنصاري قال( كان الرجل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلّم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون).
  • ونستفيد من الحديث السابق أنه لا يجوز الاشتراك في الماعز أو الضأن فلم يرد نص صريح يفيد ذلك سواء في القرآن الكريم أم في السنة النبوية المشرفة، فيجب الالتزام بالتعاليم.