متي ينتهي مخزون النفط في العالم؟ ومن أين يأتي النفط؟ فنظرًا لزيادة الوعي البيئي فقد رغب عدد كبير من الناس في معرفة مدة استمرار النفط واحتياطيه في العالم، لكونه أحد مصادر الطاقة التي لا غنى عنها، فيحاول العالم حاليًا بث الطمأنينة في النفوس والعمل على إيجاد مصادر أخرى بديلة للطاقة، للمحافظة عليه أكبر وقت ممكن، ونتناول تفاصيل أكثر في هذا الصدد عبر موقعنا القمة.

متي ينتهي مخزون النفط في العالم

يتحدث العلماء والخبراء حاليًا فيما يتعلق بمستقبل النفط في العالم، حيث يذهب البعض منهم إلى رأي أن إمدادات النفط في العالم غير محددة، والبعض قال إن المخزون يمكن أن يستمر حتى 30 عام، ولكن لا يقدر أحد على أن يجزم ويؤكد على معلومة صريحة بخصوص متي ينتهي مخزون النفط في العالم.

فقد بدأ الحديث في هذا الأمر مع بداية القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحاضر، إذ انتشرت نظرية تكون النفط من بقايا الكائنات الحية المختلفة من خلال عملية متعددة المراحل، ووفقًا للنظرية الحالية، فإن احتياطي النفط لا يمكن الاستغناء عنه أو عن الاستفادة منه، وأن الزيت الجديد قد نشأ نتيجة مخلفات عضوية وسيستمر لملايين السنين.

لكن بالنظر إلى خريطة توزيع النفط والاحتياطي الخاص به نجد أن منسوب الاحتياطي قد بدأ في التراجع والانخفاض بسبب زيادة معدل استهلاكه على مستوى العالم، وقد أشارت عدد من الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها مؤخرًا إلى أنه من المتوقع أن ينفذ مخزون النفط بعد حوالي 50 عام.

أشارت أيضًا إلى أنه من المتوقع نفاذ النفط السعودي بعد فترة تتراوح بين 70 ــ 80 سنة، إذ تمتلك المملكة السعودية احتياطي من النفط يقدر بحوالي 262 مليار برميل، وتنتج المملكة السعودية حوالي 90 مليون برميل يوميًا لتأتي في المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج النفط.

تأتي دولة فنزويلا في المرتبة الأولى من خلال احتياطي بلغت نسبته حوالي 303 مليار برميل، وقد تم التوصل إلى تلك الأرقام من خلال متابعة معدلات الاستهلاك العالمي للنفط من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة.

اقرأ أيضًا: الصناعات الأساسية التي تعتمد على النفط

من أين يأتي النفط

من أين يأتي النفط

للكشف عن مصادر الحصول على النفط فلا بد من الاستعانة بنظريات بعض العلماء التي تتحدث في هذا الشأن، ومن أولهم العالم الكيميائي الشهير ديمتري إيفانوفيتش ميندليف حيث رأى أن:

  • البترول يأتي من خلال تصريفات تنشأ نتيجة وجود شقوق بالقشرة الأرضية، إذ كان لديه قناعة تامة بأن الغاز والنفط يتكونان من مركبات غير عضوية موجودة في أعماق الأرض.
  • أوضح أنه أثناء عملية تكون الجبال والتي ينتج عنها حدوث تقطع وشقوق في القشرة الأرضية، يتسرب إلى الطبقات السفلى الأرضية العميقة لتتحول إلى كتل معدنية يحدث بينها وبين كبربيدات الحديد تفاعلًا ينتج عنه أكاسيد معدنية.
  • بل يمكن كذلك أن يتكون من هيدروكربونات عند ارتفاعها إلى الطبقات العليا تشكل الرواسب النفطية والغازية.
  • بموجب تلك النظرية يؤكد على أن النفط من الموارد المتجددة دائمًا فليس هناك حاجة لانتظار تكونه سنينًا طويلة.
  • ذلك يأخذنا لفكرة احتمالية اكتشاف رواسب جديدة في أعماق الأرض خلال السنوات القادمة يزيد على إثرها احتياطي النفط العالمي بصورة تفيض عن الاحتياطي الموجود الآن والذي ما زال مجهولًا.

كذلك فقد رأى العالمان الألمانيان جيفز وإنجلر أن المنتجات الحيوانية مصدرًا للبترول، وذلك من خلال عملية التقطير الخاصة بزيت السمك، والتي تحدت تحت درجة حرارة 400 درجة مئوية ودرجة ضغط تعادل 1 ميغا باكسال ومن خلالها يتم إنتاج ونشأة النفط.

الانتقال الفكري بالنفط

قد ظهر مفهوم ومصطلح الانتقال الفكري بعد ما شهده العالم من تضارب في الآراء فيما يتعلق ببقاء النفط أو نفاذه، مما تسبب في:

  • جعل العالم يتجه بفكره إلى جانب آخر من جوانب النفط، وهو العُمر الاقتصادي، بدلًا من النظر إلى العمر الافتراضي.
  • فعندما ينتهي العُمر الاقتصادي للنفط فإنه يفقد أهميته كأحد مصادر الطاقة الرئيسية، وسيسبقه غيره من مصادر الطاقة المتجددة، كطاقة الرياح، والطاقة الهيدروجينية، والطاقة الشمسية.

في النهاية نعود إلى أن كل تلك الأفكار ما هي إلا مجرد معتقدات يتم الحديث بها عن النفط، فيرى بعض الخبراء أنه قد يستمر النفط في حالته الاقتصادية الجيدة لمده حوالي 5 عقود، قبل أن يصل إلى مرحلة فقدان العمر الاقتصادي، وهذا يتوقف على ما يحدث به من تطورات ربما تؤدي إلى قصر تلك المدة عما هو متوقع.

ماذا يحدث إذا انتهى النفط

في صدد الحديث عن إجابة سؤال متي ينتهي مخزون النفط في العالم، فيرجى العلم أن النفط يمثل أهمية كبرى لدى جميع دول العالم، إذ تعادل نسبة الحاجة إليه إلى ما يصل إلى 33% مما يحتاجه العالم من الطاقة، وهو ما يمثل النسبة الأكبر مقارنةً بالحاجة إلى الفحم والغاز الطبيعي وهم 0%، 24% على التوالي، لذا فإن:

  • انتهاء مخزون النفط من العالم سيكون كارثة كبرى تؤدي بالعالم إلى التوجه إلى البترول والديزل كوقود للسيارات وجميع وسائل النقل ستعتمد على الوقود الحفري.
  • سيتم الاعتماد على ما تبقى من النفط كأحد العناصر التي يتم الاعتماد عليها في إنتاج الكهرباء مما سيكون له تأثيرًا سلبيًا.

اقرأ أيضًا: أول حقل بري في السعودية اكتشف فيه النفط بكميات تجارية حقل

كيفية ترشيد استهلاك العالم للنفط

في حالة الاعتماد فقط على النفط في كافة جوانب استخدام الطاقة، فنستيقظ يومًا لا نجد فيه أي مصدرًا للنفط ونفاجأ بنفاذه، لذلك يجب العمل على تقليل استهلاكه والبحث عن وسائل أخرى بديلة أو مساعدة، وهي كالآتي:

  • الاعتماد على وسائل النقل صديقة البيئة والتي تعمل بوسائل أخرى غير الوقود.
  • استخدام أنواع طاقة بديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
  • الحد من استهلاك المواد البلاستيكية.
  • استبدال السيارات القديمة بسيارات موفرة للوقود.

أصبح معلومًا لدى الجميع أن منسوب ومخزون النفط في خطر ويتعرض إلى النفاذ عامًا بعد الآخر، مما أثار أذهان الناس في التساؤل عن متي ينتهي مخزون النفط في العالم، ويلزم زيادة التوعية بالحفاظ عليه وتنميته ليستمر أطول وقت ممكن.