أكد المؤرخين والعلماء بأن السنة لم يتم تدوينها في دواوين خاصة بها في حياة نبينا محمد “عليه أفضل الصلاة والسلام” كما أنها لم تدون في عهد الصحابة أيضًا ولذلك يتردد سؤال مهم جدًا لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث في عهد رسول الله وكيف تمت عملية تدوين الأحاديث النبوية هذا ما نتعرف علية من خلال هذا التقرير.

قد يهمك: دعاء للميت

لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث في بداية الدعوة؟

لقد نهى سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” عن كتابة الأحاديث في بداية الدعوة الإسلامية حتى لا تختلط الأمور بين القران والسنة النبوية وهناك اعتبارات أخرى في هذا الأمر.

وقد تم تأكيد هذا النهي فيما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله” صلى الله عليه وسلم” قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القران فليمحه)، وعن أبي سعيد قال (جهدنا بالنبي صلى الله عليه وسلم.

أن يأذن لنا بالكتابة فأبى)، وفي رواية أخرى قال: (استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فلم يأذن لنا).

قد يهمك: دعاء الاستخارة

 ماذا يقصد بتدوين الحديث؟

تدوين الحديث هو تسجيل وكتابة كل ما ورد عن النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” في كل شيء سواء قول، أو فعل، أو تقرير ولقد اهتم بها المسلمون اهتمام كبير جدًا لأنها المصدر الثاني بعد القران الكريم في التشريع الإسلامي.

ولقد نهى الرسول “صلى الله عليه وسلم” عن ذلك لمنع الاختلاط بين القران والسنة.

قد يهمك: دعاء الصباح

مراحل تدوين الحديث الشريف

كتابة الحديث انقسم لمرحلتين وهما كالتالي:

المرحلة الأولى:

هذه المرحلة تعرف باسم مرحلة النهى عن الكتابة وكانت في بداية الدعوة الإسلامية وفي عهد سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” حيث نهى الرسول عن الكتابة لمنع الاختلاط بين القران والسنة وهناك أحاديث صحيحة عن ذلك.

المرحلة الثانية:

هذه المرحلة تعرف باسم نسخ النهى والسماح بالكتابة، حيث استقرت الدعوة وقد ارتفعت المحاذير التي تم توقعها من كتابة السنة في البداية.

وهنا أذن الرسول” صلى الله عليه وسلم” بالكتابة وقد دون أهل العلم أحاديث صحيحة عن الإباحة وجواز كتابة الأحاديث النبوية، وقد كتب الإمام البخاري بابًا في صحيحه “باب كتابة العلم” وذكر فيه أحاديث عديدة عن جواز الكتابة.

وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو قل: كنت أكتب كل ما أسمعه عن النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” لكي أحفظه فنهتني قريش عن ذلك، وقالوا تكتب كل ما تسمعه من رسول الله.

ورسول الله “صلى الله عليه وسلم” بشر يتكلم في الرضا وعند الغضب، فامتنعت عن الكتابة حتى أخبرت الرسول “عليه الصلاة والسلام” فأومأ بإصبعه على فمه وقال: (اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)

وهذا يدل على إباحة الكتابة ولكن بعد التأكد من استقرار الدولة الإسلامية وهناك بعض الصحابة لديهم صحائف خاصة بهم كتبوا فيها كل ما سمعوه من حديث سيدنا محمد ” صلى الله عليه وسلم” ومنهم عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري.

قد يهمك: دعاء الرزق

كتابة الحديث بين النهي والإباحة

هناك ثلاثة أراء يمكننا التعرف عليها كالتالي:

الرأي الأول:

معظم العلماء أكدوا أن النهي كان في أول الدعوة الإسلامية خوفًا من اختلاط الحديث بالقران، وعندما أمن الالتباس سمح النبي بكتابة الحديث وبذلك كانت أحاديث الإباحة تنسخ لتوضيح أحاديث المنع.

الرأي الثاني:

بعض العلماء قالوا إن النهي كان عن كتابة الحديث مع القران في كتاب أو صحيفة واحدة فنهوا عن ذلك لمنع الاشتباه.

الرأي الثالث:

يرى أن النهي كان في البداية، ثم النسخ بعد ذلك لزوال محذورات الكتابة.

وفي ختام مقالنا اليوم نرجو أن نكون أفدناكم بمجموعة من المعلومات القيمة والأحاديث الصحيحة التي توضح لكم لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث.