تجربتي في التخلص من الخجل الذي كان عائقًا بيني وبين ممارسة الحياة بشكل طبيعي تعلمت منها الكثير، إذ إنه طالما حال بيني وبين الوصول لأهدافي وتكوين علاقاتٍ جديدة، ومن خلال موقع القمة اقطف ثمار تلك التجربة وها أنا ذا أشارككم كيفية التخلص من الخجل، دون الشعور بأنني أفقد جزءًا من حيائي.

تجربتي في التخلص من الخجل

الخجل هو زيادة التوجس والخوف من التعامل مع الناس، وعلى عكس العادة التي أدت إلى خلط الناس بين الخجل وبين الحياء، فشتان كبير بينهما، أو ربما يمكن وصف الخجل المعتدل أنه حياءً، بينما الخجل المفرط الذي يجعل المرء ينطوي ويرهب الناس، فهذا الذي يحتاج إلى وقفة لحل تلك المشكلة الكبيرة.

هذا الخجل الذي كان يمنعني من المضي قدمًا تارة، والرجوع عن خطواتي الحالية تارة أخرى، كان يجتاحني خوفًا من كل ما حولي، إلا أن جاء هذا اليوم الذي وعيت فيه بمسؤوليتي عن تغيير ذلك العيب، مع الاعتراف بخطواتي الثقيلة في طريق الإصلاح، وتقبّلها.

فكان ما يساعدني على الاستمرار هو إيماني بأنه لا بأس ما دمت أحاول، وإن كان يوجد فيّ عيبًا، فها أنا ذا شجاعة ومحاربة وأقوّم نفسي، ولا أخجل من الاعتراف بعيوبي، وقمت بفعل الآتي:

1ـ الذهاب إلى أخصائي أو طبيب نفسي

الذهاب إلى أخصائي أو طبيب نفسي

تجربتي في التخلص من الخجل كان من الصعب أن أخوضها بشكلٍ فردي، لذلك كانت الخطوة الأولى بعد اتخاذ قرار التغيير، هو أنني ذهبت للشخص الصحيح الذي يستطيع مساعدتي بناءً على علم ودراية بكيفية البحث عن مفاتيح الشخصية، لفتح الأبواب المؤصدة فيها.

وقد كان ما أردته من الطبيب النفسي الذي كان دوره عظيمًا في تلك الرحلة، حيث أعطاني نصائح عدة لأطبقها في يومي، وكانت النصيحة الذهبية التي أهداني إياها، أنه مهما كان المجهود المبذول في الفترة الحالية، فإنه سيتلاشى عند قطف أول ثمرة من التخلص من الخجل.

اقرأ أيضًا: تجربتي في التخلص من التكيسات

2ـ تعزيز الثقة بالنفس

اكتشف من خلال تجربتي في التخلص من الخجل الزائد عن الحد، أن سبب الخجل الدفين كان قلة الثقة بالنفس، فهي التي كانت تردعني عن السير والتعامل واكتشاف الأشياء والشخصيات، عرفت لمن يعود الصوت الداخلي الذي كان يخبرني دومًا بأني لن أستطيع.

في إطار ذلك وجهت كامل جهدي، لتعزيز ثقتي بنفسي، وتشجيع نفسي على التجربة، مع تهيئة نفسي لتقبل الفشل إن حدث، بل أحيانًا كثيرة كنت انتظره، لأنني أيقنت أن خطوة الفشل والتعثر تجعل المرء يحلق في سماء النجاح.

3ـ التحضير قبل التحدث مع الآخرين

يا إلهي.. لا زلت أذكر نبضات قلبي السريعة لدرجة الشعور بأن قلبي كاد يتوقف، وأنفاسي المتلاحقة، وكلماتي المبعثرة، حينما يحاول أحدهم فتح حديث معي، ويزداد الأمر سوءًا لو كان شخصًا غريبًا، وكأنه يوجه صوب رأسي مدفعًا.

لكن في رحلة تجربتي في التخلص من الخجل، سعيت إلى تحضير نفسي قبل بدء أي مناقشة، ومحاولة تجميع معلومات عما سأتحدث معه، ولا مشكلة أبدًا من كلمة لا أعرف إن كنت حقًا لا أعرف، فإن كان هذا يعني جهلي، فهو أفضل من تصنّع المعرفة.

كما أصبحت أفعل تمارين التنفس من الشهيق والزفير، لتهدئة روعي ولو قليلًا، لن أستطيع أن أصف لكم شعوري الآن وأنا أتحدث بكل شجاعة وحماس، بعدما كنت أفرّ هاربة عند سماع سؤال كيف حالكِ.

4ـ التحدث ببطء

أتذكر أن نتيجة لخجلي الشديد في السابق، كان ينعكس ذلك على سرعة كلامي إلى درجة لا يفهمها من يحادثني ولا حتى أنا، وكأن هذه وسيلة دفاعية أو هروب -إن صح القول- من تبعات هذا الموقف الذي لا أُحسد عليه.

ومن خلال تجربتي في التخلص من الخجل، بدأت بتنظيم سرعة كلامي عن طريق التحدث ببطء نسبي، لا هو سريع فلا يُفهم، ولا بطيء لحد الملل، وأصبحت بدلًا من الهروب، المواجهة والوقوف أمام مخاوفي فهذه الطريقة الوحيدة التي بها تُهزم.

5ـ الانخراط مع الناس

كما أخبرتكم أن من الصعاب التي طالما واجهتها هي صعوبة التعامل مع الآخرين، مع استحالة تكوين علاقاتٍ جديدة، لذلك كانت أولى أهدافي في تجربتي في التخلص من الخجل هي كسر حاجز الخوف والانخراط مع الناس.

فعلت ذلك بخطواتٍ بسيطة، فكلمة صباح الخير، وأراكم على خير، وهذه الملابس تليق بكِ كثيرًا، ولا بأس من المشاركة برأي رويدًا رويدًا، كل هذا وأكثر ساعدني على أن يراني الناس ويدرون بوجودي، وساعدني على تقبّل دخولهم لدوائري المتعددة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الزبادي على الريق للتنحيف وإنقاص الوزن

6ـ التخلص من الأفكار السلبية

أخيرًا وأهم ما ساعدني على نجاح تجربتي في التخلص من الخجل، هو التخلص من الأفكار السلبية التي هي مجرد أوهام يخلقها خوفي، ولكن في الواقع ليس لها وجودًا ولا أصل، تخلصت من أكثر الأفكار السلبية سوءًا وهي أنني لا أستطيع، ولكني وبفضل الله استطعت ونجحت.

فضلًا عن كسر مخاوفي، فها أنا أقدم خلاصة تجربتي لأشخاصٍ لا تربطني بهم صلة، وربما لن يجمعنا طريق، ولا تتلاقى أعيننا، وأخبرهم بكل ثقة من شخصية كان تشبههم في الماضي، أنكم تستطيعون فعل ما لم تتخيلوا فعله يومًا ما.

الشخصية الإنسانية مليئة بالأسرار التي لا يتصورها عقل، حيث يمكنك فعل ما تظن أنه مستحيلًا، مثل التخلص من الخجل والخوف والتوتر الملازمين له.