تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق الذي أصبح رفيقًا لي منذ فترة ليست ببعيدة كانت شاقة، وطالما بحثت له عن حلول ولكن جميعها كانت بلا جدوى، إلى أن قررت الرجوع لأصل الحكاية واكتشف أن الهرمون المسؤول عن النوم هو الميلاتونين، ومن هنا تبدأ تجربتي التي أعرضها من خلال موقع القمة.

تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق

من منا لم يعاني من الأرق ولو لمرة واحدة في حياته على الأقل، ذلك الشبح الذي يجعلك تدور يمينًا ويسارًا باحثًا عن خيوط النوم لتتبعها، وحينما تجدها يأتي هو بكل هدوءٍ ليقطعها، تاركًا إياك في حال غير مفهوم، لا أنت مستيقظًا وتستطيع الإنتاج، ولا أنت نائمًا لتستمد الطاقة الكافية للاستمرار.

في إطار ذلك ولأن الأرق هو مشكلة العصر الذي أصبح يتسم بالجري في دائرة لا تنتهي، بحث العلماء والأطباء عن حل لهؤلاء الناس الذين فقدوا استقرار حياتهم، واضطراب حالتهم النفسية بسبب عدم النوم الجيد.

كانت ثمرة تلك الأبحاث والتجارب السريرية، أنهم توصلوا إلى اكتشاف الهرمون المسؤول عن مساعدة الجسم على النوم من خلال العمل على استرخائه، وهو هرمون الميلاتونين الذي كلما ازداد استطاع الإنسان أن ينعم بنومٍ مريح.

من الجدير بالذكر هنا أن هرمون الميلاتونين يزيد إفرازه خلال فترة الليل، عن طريق الغدة الصنوبرية، وبعض الآراء العلمية تُرجّح وجوده في الأمعاء، والنخاع العظمي، والعيون أيضًا، كما تم اعتباره أن أحد مضادات الأكسدة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع حبوب نيو كاربون للقولون العصبي

مكمل الميلاتونين

مكمل الميلاتونين

على إثر ما سبق ذكره والنتائج التي توصل إليها العلماء قاموا بإنتاج الميلاتونين، أي صناعة مادة كيميائية تحمل نفس التركيب الكيميائي لهرمون النوم، والتي تشبه في فكرتها الأنسولين الذي يأخذه مرضى السكري.

كانت هذه النتيجة هي أساس تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق، حينما ذهبت للطبيب ووصفت له طبيعة حالتي، ليكتب لي مُكمل الميلاتونين مع تحديد الجرعة المناسبة، وبالاستمرار عليها بدأت أشعر بتحسن ملاحظ في القدرة على النوم، وعدم الشعور بالأرق.

جدير بالانتباه هنا إلى أن الميلاتونين كأي علاج لا يمكن أخذ نفس الجرعة التي وصفها الطبيب لشخصٍ آخر، وأن الهدف من مشاركة التجارب بشكلٍ عام هو فتح آفاقًا جديدة لبعضنا ربما قد يضل أحدٌ عنها.

لكن عند التفاصيل الخاصة التي تختلف من شخصٍ إلى أخر خاصةً فيما يخص الناحية الطبية، هنا تتوقف المشاركة تجنبًا للتسبب في حدوث أضرار جسمية على أيٍ منا.

الآثار الجانبية عن الميلاتونين

في إطار عرض تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق، من الجدير ذكر أن استجابة الجسم للميلاتونين الداخل قد ينتج عنها أعراض فيما يُعرف بالآثار الجانبية، والتي تحدث إن زادت الجرعة المأخوذة من الميلاتونين.

في إطار ذلك وجب التنبيه مرة أخرى ألا يتم زيادة الجرعة من تلقاء نفسك والالتزام بالتي حددها الطبيب، والرجوع إليه في حال زادت حدة ومدة الأعراض التالية:

  • الصداع.
  • القلق.
  • ثقل الرأس.
  • الدوخة، والدوار، وعدم الاتزان.
  • الشعور بالنعاس أثناء النهار أيضًا، وليس الليل فقط.
  • ارتخاء العضلات بشكل غير مرغوب فيه.
  • انخفاض الحالة النفسية والشعور المؤقت بالحزن.
  • احتمال حدوث الإسهال.
  • آلام في المفاصل.

الميلاتونين وتفاعله مع الأدوية

أثبتت بعض الدراسات العلمية الناتجة عن التجارب السريرية، أن تناول الميلاتونين لعلاج الأرق، يمكن أن يتفاعل مع الأدوية التي يتناولها المريض المصاب بأمراض أخرى، وهذا يعزز من ضرورة التنبيه على عدم أخذ الميلاتونين دون استشارة الطبيب، خاصةً إن كنت تتناول الأدوية التالية:

  • أدوية مرض السكري.
  • أدوية مرض ضغط الدم.
  • حبوب منع الحمل.
  • مضادات الاكتئاب.
  • مضادات التخثر مثل الوارفارين.
  • أدوية تثبيط المناعة.

تأثير الميلاتونين في الجسم

كما سبق الذكر أن الميلاتونين هو هرمون النوم الذي قام العلماء بتصنيعه لمساعدة الأشخاص المصابين بخلل في نسبته داخل أجسامهم، مما يحول بينهم وبين النوم الصحي بسبب الأرق.

في إطار الحديث عن تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق، من الجدير بالذكر أيضًا أنني علمت أن تأثيره لا يقتصر فقط على تحسين النوم، أو تحديد ساعاته، أو تنظيم الساعة البيولوجية، بل إن تأثيراته تعدت تلك المنطقة لتصل إلى كلٍ من:

1- صحة العيون

سبق القول بأن العلماء رجّحوا وجود الميلاتونين في العيون، والذي تم إثبات دوره في حماية العين من الضمور البقعي الذي يصيب الشبكية مع التقدم في العمر، وذلك بسبب خصائصه المضادة للأكسدة.

2- علاج قرح المعدة

أيضًا من الأعضاء التي كان لها نصيبًا من فوائد الميلاتونين هي المعدة، والتي ثبت علميًا قدرته على التخفيف من آلام قرح المعدة، فضلًا عن الحد من الإصابة بها، حيث إن إضافة الميلاتونين إلى علاج أومبيرازول Omperazole، أثبت تأثيره ونجاحه على معالجة ارتجاع المريء الذي يسبب قرح المعدة.

3- زيادة هرمون النمو عند الرجال

من خلال تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق اكتشفت أن له تأثير مباشر على الغدة النخامية عند الرجال، والتي بدورها مسؤولة عن إفراز هرمون النوم.

هذا لا يعني تناول كمية مفرطة من الميلاتونين لزيادة النمو، حيث إن الدراسات أثبتت أن التأثير غير المباشر من الميلاتونين على هرمون النمو يحدث عند وجود الميلاتونين بنسبة مستقرة داخل الجسم.

4- علاج الاكتئاب الموسمي

أكثر ما استرعى انتباهي خلال تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق، هو تأثيره الواضح على الاكتئاب الموسمي الذي ينتج عن تغيّر الفصول فيؤدي إلى حدوث اضطراب في النوم، فضلًا عن الخمول والحالة النفسية السيئة التي يتم الشعور بهما، ودوره في الحد من تلك الأعراض وتحسين النفسية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع لبوس منع الحمل

أطعمة تزيد من الميلاتونين

بعد عرض كل تفاصيل تجربتي مع الميلاتونين في علاج الارق، أرغب في ترك نصيحة طبية وهي ما دام بالإمكان العمل على زيادة المواد التي ينتجها الجسم بطريقة طبيعية، فهذا أفضل من اللجوء للمواد الكيميائية، وفيما يلي نوضح الأطعمة والمشروبات التي تساعد وتحفز الجسم على إفراز الميلاتونين طبيعيًا:

الأطعمةالمشروبات
الموزالزنجبيل
الذرةالمرمية
الأرزالنعناع

قد يتسبب الأرق الناتج عن نقص الميلاتونين في حدوث الكثير من المشكلات الصحية بسبب عدم حصول الجسم على مدة النوم الكافية، والتي خلالها فقط تُجرى العديد من العمليات الحيوية.