تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي تعد من الحلول التي لجأ إليها طبيبي النفسي للحد من أعراض الرهاب المتفاقمة، حيث لم تُجدي أيًا من طرق العلاج الأخرى معي نفعًا، ومن خلال موقع القمة سأحكي تلك التجربة ليس بهدف توجيه المرضى إلى طريق الأدوية مطلقًا، بل لعدم فقد الأمل من إيجاد حل لمشكلتهم.

تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي

كنت في فترة الطفولة فتاة هادئة يغلب عليها الصمت لفتراتٍ طويلة، حتى أنني كنت أفتقد حماس وجنون الصغار الذين يجولون في الأرجاء بحركاتهم التي لا تتوقف، ولم ينتبه أهلي لتلك الأعراض حتى أنها لم تكن أعراضًا بالنسبة لهم، بل كانت مجرد طبيعة فتاة خجولة.

ومع مرور السنين وحينما كنت في فترة المراهقة كنت أظن أن هذه الطباع ستتغير ولو قليلًا، ولكن ما حدث أنها ازدادت سوءًا حيث كانت جموع الناس تشعرني بالقلق والتوتر، وإن حاول أحدهم التحدث معي أشعر بنبضات قلبي تُضرَب بقوة وكأنه سيتوقف.

أخبرت نفسي أنه لا بأس، فأنا الآن في فترة التعرف على العالم ولا بد من اتخاذ الحذر من الآخرين، فإن كان القلق هو ما سيحميني من آذاهم فإنه حتمًا ليس بالشيء السيء، وبالطبع حالما أنضج سيصبح الأمر أقل وطأة وسأُقبل على العالم بقوة وثقة.

لكن الصدمة الكبرى أنني نضجت عمريًا، لكن تراجعت خطواتي كثيرًا بدلًا من التقدم ولو خطوة واحدة على الأقل، فقد أصبحت شابة في مقتبل عمرها ولكنها لا تستطيع الكلام وسط جمهور ولو كان مكوّن من عدة أفراد.

بالإضافة إلى شعوري الدائم بأنني محل مراقبة وأن الجميع ينظر تجاهي ليلقوا عليّ النقد واللوم حتى وإن لم أفعل شيئًا، حينها أدركت أنني على أعتاب أو ربما توغلت في مشكلة حقيقية، لا تحتمل الانتظار وترك الأيام تعالجها.

لذا خطوتي الأولى كانت داخل إحدى العيادات النفسية التي حتى عند دخولها كدت أتراجع لأنني لا أعلم ما الذي سيصيبني فيها، كانت الجلسة الأولى تعارف من طرف واحد حيث بدأ الطبيب بطرح عدة أسئلة وأنا أجيب عنها ليتمكن من معرفة المشكلة، وبالفعل قام بتشخيصي في النهاية أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي.

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

نتيجة تشخيصي بالرهاب الاجتماعي، بدأ الطبيب بعقد جلسات عدة كان يدربني فيها على كيفية مواجهة وكسر خوفي وقلقي من الآخرين الذي لا داعي لهما، واستمرت تلك الجلسات بضعة أشهر وبدأت أتحسن تحسنًا طفيفًا، بعدها قرر الطبيب وصف بعض الأدوية لتعزيز خطة العلاج وتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي الشديدة التي كانت تجتاحني.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع رجيم الكمثرى لخسارة الوزن

أدوية الرهاب الاجتماعي

بدأت تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي التي وصفها لي الطبيب وحدد الجرعة المناسبة لي، مع التنبيه عليّ بألا أقوم بزيادة تلك الجرعة من تلقاء نفسي تحت أي ظرف دون الرجوع إليه، وبالفعل بانتظامي على تلك الأدوية لاحظت تخفيف أعراض الرهاب التي كنت أشعر بها.

علمت فيما بعد أن هذا التأثير يرجع لاحتوائها على مثبطات تمنع امتصاص السيروتونين أو فيما يُعرف بهرمون السعادة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الهرمون في الجسم، وتلك الأدوية يتم تقسيمها على النحو التالي:

مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية
باروكتسين “باكسيلسيرترالين “زولفت”
مثبطات امتصاص السيروتونين- نور إبينفرين”
دلوكستين “سيبالتا”فينلافاكسين “إفيكسور إس آر”
مضادات القلق
ديازيباملورازيبام
كلونازيبامألبرازولام

نتيجة أدوية الرهاب الاجتماعي

من خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي التي كانت من طرق العلاج الإيجابية بجانب الجلسات التي جنيت ثمارهما، فقد لاحظت تأثيرها التالي:

  • تقليل الشعور بالقلق والتوتر المبالغ فيهما.
  • الحد من الأعراض الجسدية المرافقة لتوتر الرهاب الاجتماعي مثل فرط التعرق، رعشة الأطراف، نبضات القلب المتسارعة.
  • التحسن التدريجي في العلاقات الاجتماعية، وزيادة القدرة على التواصل مع الآخرين.
  • القدرة على التحدث أمام جمهور من الناس دون الشعور بالتوتر.
  • عدم الانتباه المفرط لآراء الآخرين، ونقدهم.

تعليمات تناول أدوية الرهاب الاجتماعي

بعد نجاح تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي، وجب التنبيه على بعض التعليمات والنصائح التي أخبرني بها الطبيب بضرورة اتباعها عند تناول تلك الأدوية، لضمان الحصول على النتيجة المرجوّة، فضلًا عن تجنب حدوث مضاعفات، وتلك النصائح كما يلي:

  • في حال تناول أي أدوية لأمراض أخرى، يجب إخبار الطبيب قبل وصفه للدواء.
  • ضرورة إعطاء الطبيب المعلومات الصحيحة فيما يخص التاريخ المرضي النفسي والعضوي.
  • الانتظام بالجرعة الموصوفة من قِبل الطبيب وعدم التغيير فيها عشوائيًا.
  • تقليل الجرعات يتم بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ، لتجنب حدوث أعراض الانسحاب التي تسبب مشاكل في الصحة.
  • الدواء يسبب النعاس والدوخة، فيجب الحرص على تناول الدواء قبل النوم فقط وليس عند قيادة السيارة أو التعامل مع الآلات.
  • ضرورة الرجوع للطبيب في حال الشعور بآثار جانبية أو أعراض غريبة جراء تناول الدواء.
  • عدم شرب السجائر أو المواد المخدرة أثناء تناول دواء الرهاب الاجتماعي، لتجنب حدوث آثار جانبية مضاعفة.
  • عدم تناول الدواء قبل إجراء عملية جراحية، أو عمل عملية في الأسنان دون استشارة الطبيب مُسبقًا.

الآثار الجانبية لأدوية الرهاب الاجتماعي

من خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي لاحظت ظهور بعض الآثار الجانبية خاصةً عندما قام الطبيب بزيادة الجرعة، وتلك الأعراض كانت كما يلي:

  • الإعياء.
  • الدوار.
  • الغثيان.
  • جفاف في الفم.
  • فرط التعرق.
  • الإصابة بالإسهال.
  • الشعور بالنعاس، وأحيانًا صعوبة النوم.
  • الشعور ببعض الآلام أو الاضطرابات في المعدة.

موانع تناول أدوية الرهاب الاجتماعي

أثناء عرض تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي، فمن الجدير الإشارة إلى أن تلك الأدوية لا تناسب جميع حالات المرضى، إذ إن هناك بعض الموانع أو الأمراض التي تحول بين تناولها، وهي:

  • الإصابة بأمراض الكبد.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بأمراض وقصور القلب.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • الإصابة بمرض الجلوكوما.
  • التشخيص بمرض ثنائي القطب.
  • مستويات البوتاسيوم والماغنسيوم منخفضة في الجسم.
  • وجود حساسية من أحد العناصر الداخلة في تركيب الدواء.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الولادة في الشهر السابع

أسباب الرهاب الاجتماعي

من خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي وبعد الوصول إلى مرحلة متقدمة من العلاج، تساءلت عن الأسباب التي جعلتني أعاني من هذا المرض النفسي، وحينما توجهت بسؤالي للطبيب أخبرني بوجود عدة أسباب قد تكون إحداها هي فتيلة الشعلة، وذكر لي منها ما يلي:

  • العامل الوراثي وانتقال الجينات التي تتسبب في الإصابة بعوارض الرهاب الاجتماعي.
  • خلل في النواقل العصبية التي تعمل على نقل هرمونات السيروتونين، والدوبامين، والغلوتامات.
  • زيادة نشاط اللوزة الدماغية المسؤول الأول عن الشعور بالخوف في الجسم.
  • التعرض إلى صدمات نفسية في فترة الطفولة أو المراهقة، مثل المشكلات الأسرية، أو حالات الوفاة.
  • التعرض للإساءة، والتنمر، والإهانة.
  • انطواء الشخص في مرحلة الطفولة، وعدم دمجه مع أقرانه.
  • أسلوب التربية الخاطئ من حيث ممارسة الخوف المبالغ فيه من قِبل الآباء على الأبناء، والذي ينقل الخوف إليهم بالتبعية.

الرهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية التي تسبب ضيقًا للمصابين بها، حيث إنها تَحول بينهم وبين ممارسة الحياة بشكل طبيعي، إلا أنه يمكن علاجه بطرق عدة مثل الأدوية التي يصفها الطبيب.