ما هي أقوال السلف في تعدد الزوجات؟ وما شروط تعدد الزوجات؟ فتعدد الزوجات من الأمور التي شرعها الله عز وجل للرجل، وهذا لحكمة منه جلّ وعلا، ولكن يظل داخل البشر تساؤلات حول تعدد الزوجات، وسنعرض اليوم من خلال موقع القمة الإجابة عن تلك التساؤلات، ونعرض شروط التعدد.

أقوال السلف في تعدد الزوجات

أقوال السلف في تعدد الزوجات

في النقاط التالية سنتعرف على أقوال السلف في تعدد الزوجات:

  • قول الإمام الحصري “عندما ذكر الله الزواج ذكر مثنى وثلاث ورباع ولم يبدأ بواحدة ثم مثنى وثلاث ورباع وترك الواحدة في الأخير لأنها من منقوصات كمال الرجال وهو الخوف“.
  • قول مأمون بن هارون الرشيد: “إن بالبصرة أقوام الرجل ما له إلا زوجة واحدة قال: ما هم برجال أما الرجال فهن زوجاتهم، يخالفون الفطرة والسنة“.
  • سُئل ابن فياض عن رجال لهم زوجة واحدة وكان قوله “أولئك أموات يأكلون ويشربون ويتنفسون“.
  • قول العابد ابن ميسار “لا تستقيم عبادة الرجل إذا كانت له خليلة واحدة” (وهنا يُعني زوجة واحدة).
  • قول القاضي أبو مسعود “من كانت له زوجة واحدة لا يصلح للقضاء ولا الفصل بين الناس“.
  • قول ابن يونس المزني “لم اليهود والنصارى تركوا التعدد” (أي لهم زوجة واحدة).
  • عندما ذهب تقي الدين المزني فقيها إلى سمرقند قيل له إن هؤلاء قوم الرجل فيهم له زوجة واحدة قال “أولئك مسلمين (شك في دينهم) فوعظهم واسترشادهم فما مر هلال وإلا وعقد لثلاث الآلاف منهم حتى صارت ما بكر أو ثيب إلا تزوجت”.
  • قول ابن حيان التوحيدي “أدركت قومًا لا يجلسون بينهم من كانت له زوجة واحدة يحسبون هم من صغار الناس“.
  • قول ابن خلدون “تبصرت في الأمم الهالكة فوجدتهم اعتادوا أن تكون لهم زوجة واحدة“.
  • قيل لأبي معروف الكرخي “ما الحكم في قوم زعموا الزهد فلا يتزوجون إلا واحدة قال: لا شيء أولئك مجانين فمهما بلغوا من الزهد لم يبلغوا معشار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي“.
  • قول ابن عطاء الله عن أقوام لهم زوجة واحدة “من لم يصير على سنة الأكابر (يقصد الرسول وصحبه) عددناه من الأصاغر”.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة الثانية

أئمة ابتعدوا عن التعدد

بعد أن أوضحنا أشهر أقوال السلف في تعدد الزوجات، سنتعرف فيما يلي على الأئمة السلق الذين ابتعدوا عن التعدد:

  • الشيخ الشعراوي (رحمه الله) رفض الزواج من غير زوجته.
  • الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود لم يتزوج إلا من زينب الثقفية.
  • بلال بن رباح (مؤذن الرسول) تزوج من أخت عبد الرحمن بن عوف وكانت هي زوجته الوحيدة.
  • الإمام علي بن أبي طالب لم يعدد زوجات، ولم يتزوج إلا بعد وفاة زوجته.
  • الإمام أبي هريرة فهو تزوج مرة واحدة فقط وكانت بعد وفاة رسول الله.
  • الإمام أبي حنيفة، حيث عندما جاء له الخليفة العباسي ليأخذ رأيه في التعدد قال له “إن التعدد لا يكون إلا لأهل العدل فقط“.

تعدد الزوجات في الإسلام

أباح الله عز وجل للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة بحد أقصى 4 زوجات ووضع شروط لهذا فالأمر لم يكن هباءً فكل شيء في هذه الأرض خلقه الله – عز وجل – لحكمة وبقدر، ويمكن الاستدلال عن تعدد الزوجات في الإسلام بقول الله تعالى في الآية الكريمة

(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) [سورة النساء، الآية 3].

شروط تعدد الزوجات

بعد أن تعرفنا إلى أقوال السلف في تعدد الزوجات نوضح فيما يلي الشروط التي أشار الله عز وجل إليها بشأن تعدد الزوجات، وتلك الشروط جاءت على النحو التالي:

1- العدل بين الزوجات

من أول الشروط التي نصت عليها الآية الكريمة التي تدل على مشروعية الزواج هو (العدل) والعدل هنا يُطبق على المعاملة والمشاعر والماديات وكل شيء، ويمكن الاستدلال على شرط العدل هذا بقول الله عز وجل (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) [سورة النساء، الآية 3]، وجاء بعد ذلك قول الله عز وجل للإشارة بأن شرط العدل لم يكن سهلًا أبدًا، فقال جلّ وعلا (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) [سورة النساء، الآية 129].

2- القدرة المالية

من ضمن الأمور التي نص عليها الإسلام في تعدد الزوجات هو أن يكون الشخص مقتدر ماليًا، حيث إن الأمور المالية تمت الإشارة لها في السنة النبوية وربطها بالزواج في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌصحيح مسلم.

3- عدد الزوجات

وضع الشرع عدد للزواج بأكثر من زوجة فلم يترك الباب مفتوحًا، حيث إن العدد المسموح به في التعدد هو 4 زوجات، وهذا لقول الله عز وجل:

(مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) [سورة النساء، الآية 3].

الجدير بالذكر في هذه النقطة أنه في العصور الأخرى وقبل مجيء الإسلام كان ينكح الرجل أكثر من زوجة، وكان في بداية نشر الإسلام هناك أشخاص تتبع تلك العادات الخاطئة التي لا تمُت للدين الإسلامي بصلة.

اقرأ أيضًا: تجارب من تزوج عليها زوجها

4- اختيار الزوجة

من أهم الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الزواج مرة أخرى ألا يجمع الزوج بين أختين، وهذه من الثوابت الأساسية في الدين وأمر معروف في المجتمع ولكن بغياب الثقافة الدينية في المجتمع ولهو الناس وابتعادهم عن دينهم؛ نجد أن من الممكن أن يغفلوا عن ذلك ولذا وجب التنبيه، ويمكن الاستدلال على هذا بقول الله عز وجل:  

﴿حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاتُكُم وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُختِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللّاتي أَرضَعنَكُم وَأَخَواتُكُم مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُم وَرَبائِبُكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم مِن نِسائِكُمُ اللّاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فَإِن لَم تَكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الَّذينَ مِن أَصلابِكُم وَأَن تَجمَعوا بَينَ الأُختَينِ إِلّا ما قَد سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفورًا رَحيمًا﴾ [النساء، الآية 23].

كما جاء عن أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت:

قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، قالَ: وتُحِبِّينَ ذَلِكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في الخَيْرِ أُخْتِي، فَقالَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لي” حديث صحيح.

تعدد الزوجات أمر أحله الله عز وجل، ووضع له الشروط والأحكام، وهناك مجموعة من الأئمة تزوج بأكثر من زوجة بالفعل وهناك من ابتعدوا عن فعل ذلك على الرغم من علمهم بأن الله أباحه، وفي كل الأحوال لا بد من الالتزام بشروطه في الشريعة.