ما هو عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها شرعًا وقانونًا؟ ومتى يحق للزوج هجر زوجته؟ تقف الزوجات جميعها موقف حيرة من أمرهم عند الوقوع في ذلك الموقف، لذا هجر الزوجات هو الموضوع الذي سنسلط عليه الضوء من خلال موقع القمة وسنقوم بعرض آراء الفقهاء حيال هذا الأمر.

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها

يغفل العديد من الرجال عن كون الزواج هو الميثاق الغليظ بينهم وبين زوجاتهم الذي جمع بينهما الله، وأنه سبحانه وتعالى قام بتحمليهم أمانة النساء والتي عليها يُسألون يوم الدين.

أدى ذلك إلى غفلة أكثرهم عن حكمة الله الذي شرع لهم نعمة الزواج ليكون كلا الطرفان سكنًا وأمنًا للأخر، لا أن يقوم بتعرية أوجاعه وهتك ستر أمانه، ومن هنا قام بعض المخالفين من الرجال بهجر زوجاتهم لشهورٍ، أو سنواتٍ، أو ربما العمر بأكمله.

نتيجة هذا الهجر أصبح هناك نساءً حائرات بين كونهن زوجات عليهن انتظار أزواجهن الذين لا يعرفن لهم سبيل هل هم أحياءٌ، أم أجسادهم توارت تحت الثرى، وبين كونهن مهجورات ومُعلقّات، ليصبحن كالمقيدات ومفتاح الخلاص في أيديهن.

يظن هؤلاء الرجال أنهم سينجون بفعلتهم الشنيعة دون عقاب، والتي إن فلتوا بها من عقاب الدنيا، من صَور لهم نجاتهم من عقاب الآخرة الذي لا مفر فيها ولا مهرب.

لم يترك الله عز وجل أمرًا إلا وشرعه بضوابط في القرآن الكريم، ومن تلك الأمور الغاية في الحساسية والتي عليها تُبنى أممٌ أو تُهدم، هي هجر الزوج لزوجته، فإن استحال العيش بينهما فيجب عليه مفارقتها بالطلاق وبالمعروف دون إلحاق أي ضرر بها أو عليها.

إذ جاء أمر الله بتحريم هجر الزوجة وتركها كالمُعلّقة، كما جاء وعيده سبحانه لمن تُسول له نفسه بفعل ذلك بأنه لا يظلم سوى نفسه، لأن الله هو الذي سيتولى تلك المرأة، وهو نفسه من ينتقم لها من هذا الزوج، وهذا ما ذُكر بوضوحٍ في آيات الذكر الحكيم:

{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231].

اقرأ أيضًا: كيف تجذبين الرجل إليك من أول لقاء

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها قانونًا

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها قانونًا

يكفل القانون حماية الزوجة التي هجرها زوجها وتركها مُعلقة، وذلك في حال قيام الزوجة برفع دعوى قضائية على هذا الزوج وهي الطلاق للضرر وتوضيح نوع الضرر بأنه للهجر.

حينها تقوم المحكمة بالحكم لها بالطلاق، علمًا بأن في تلك الحالة تحصل الزوجة على كافة حقوقها المادية -التي ظن الزوج أنه سيفلت منها- وهي كالتالي:

  • نفقات العدة والمتعة.
  • مؤخر الصداق.
  • حضانة الأطفال ونفقاتهم الخاصة والدراسية.
  • الحصول على مسكن الزوجية.

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها عُرفًا

إن النساء اللاتي اُبتلين برجال غير أسوياء، لا يفهموا ثقل الأمانة ودرجة العقاب نتيجة الهجر، ولم تردعهم آيات الله ووعيده، فإذًا يجب على أولياء أمورهن التدخل لحل تلك المشكلة التي لا تعود بالسلب الدنيوي إلا على المرأة.

في تلك الحالة يقوم والد أو أخ أو عم الزوجة، أو حتى اختيار أحد الشيوخ أو الحكماء بالذهاب إلى هذا الزوج -في حال معرفة مكانه- والتحدث معه بالحسنى لعله يرتدع، فإن لم يفعل يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتخليص الزوجة من أسره مع محاولة الحفاظ على كافة حقوقها المادية.

أنواع الهجر المباح

في ضوء عرض عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها، فلا بد من ذكر أن بعض الرجال قد يتحججون بأن الهجر مباح شرعًا ولا بأس منه ولا ضرار، وهنا لا بد من التنبيه أن للهجر شروط وضوابط.

فلا يهجر الرجل زوجته لسنواتٍ يقوم فيها بتأسيس حياة أخرى ويمارس حياته بصورة طبيعية تاركًا إياها لا هي متزوجة ولا حرة، ثم يقول إن ذلك عاديًا ولا بأس به، أو إن ذلك من طرق التأديب المشروعة له.

حيث إن الدين الإسلامي شرع الله فيه كافة الضوابط التي تحافظ على بنيان الأسرة، حتى في أوجّ درجات الخلاف بين الزوجين، أمر بالهجر المباح على النحو التالي:

1- الهجر بالكلام

من طرق الهجر التي أباحها الشرع هو هجر الكلام وذلك عند لزوم الأمر، مع استمرار التعامل بالحسنى، كما على الزوج الانتباه ألا تطول مدة هذا الهجر عن ثلاثة أيام.

حيث أنه كما ورد في السنة النبوية تحريم أن يهجر المسلم أخاه الذي لا توجد بينهما أي روابط أنه أنهما تعارفا وتحادثا لما يزيد عن 3 أيام، فما البال فمن يهجر زوجته التي توجد بينهما ميثاقًا غليظًا.

اقرأ أيضًا: لماذا تحب المرأة الرجل العصبي

2-هجر الفراش

يقوم الزوج باللجوء إلى هجر زوجته في الفراش إذا استدعت المشكلة هذا الحل، وعليه ألا يعتدي ويبالغ في مدة الهجر، كي لا يؤذي نفسية زوجته.

قال تعالى {وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

إن الزواج ميثاقًا غليظًا، ولكن لا يفقه معناه الكثير من الرجال والنساء، حتى ازداد عدد الأزواج الهاجرين لزوجاتهم، وهم لا يعلمون مدى جرم فعلتهم وعِظم عقوبتها.