تجربتي مع الانزلاق الغضروفي كانت من أكثر التجارب المؤلمة التي مررت بها في حياتي، وما زاد الأمر سوءًا أنني لم أكن أعلم أن بعض الممارسات اليومية الخاطئة قد تصل بي إلى تلك النتيجة، لذلك وددت أن أشارك تجربتي من خلال موقع القمة لكي يتوخى الآخرون حذرهم.

تجربتي مع الانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي أو الديسك أو تمزق القرص، كلها أسماء مختلفة لنفس المرض الذي يصيب إحدى فقرات سلسلة العمود الفقري ال 33  سواءً العنقية، أو الظهرية، أو القطنية، أو العجزية، أو العصعصية.

فقرات العمود الفقري التي توجد فيما بينها أقراص تحتوي على مادة هلامية تساعد على حمايتها وسهولة حركتها، والتي حينما تُصاب بأي مشكلة تؤدي إلى الانزلاق الغضروفي.

كانت تجربتي مع الانزلاق الغضروفي من التجارب التي غيّرت مجرى حياتي منذ أن أُصبت به، وذلك حينما بدأ الألم يتسلل شيئًا فشيئًا إلى منطقة الظهر، في البداية لم أُعر الأمر اهتمامًا كبيرًا وكنت أحدث نفسي بأن هذا يرجع لقلة الراحة أو نتيجة مجهود بدني مضاعف، ولذلك فلا بأس.

لكنني اكتشفت أنه يوجد بأس حقيقي حينما ازداد الألم وأصبح رفيقًا لي، كما أنه لم يكتفِ بوجوده في منطقة الظهر، بل وصل إلى الذراعين وبدرجة لا تُحتمل، حينها قررت التوجه لطبيب العظام كي أطمئن وأعرف سبب هذه الحالة، وعليه كان تشخيص الطبيب بأنني مصابة بالانزلاق الغضروفي.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع استئصال القولون

أعراض الانزلاق الغضروفي

أعراض الانزلاق الغضروفي

من خلال تجربتي مع الانزلاق الغضروفي أذكر الآن الأعراض التي كانت تنتابني  من حين لآخر كي ينتبه أي شخص ربما يشعر بها على أنها دلالات على الانزلاق الغضروفي، وهي كما يلي:

1– الشعور بالألم

أولى الأعراض التي كنت أشعر بها في تجربتي مع الانزلاق الغضروفي هي الشعور بالألم الشديد في الظهر، خاصةً في منطقة الفقرات المصابة بالانزلاق، كما أنه مع الوقت بدأ الألم يتسلل إلى منطقة الذراع والرقبة.

من الجدير بالذكر أن ذلك الألم مع الوقت كان يزداد عند ممارسة أي مجهود بدني، أو عند العطس أو السعال، كما كان يصل لأعلى مستوياته ليلًا، لذلك كنت اضطر إلى الجلوس أو النوم بطريقة معينة كي أخفف من حدة ذلك الألم.

2– الإحساس بالتنميل

كانت أكثر الأعراض التي تكررت معي واسترعت قلقي هي الشعور المستمر بالتنميل في الأطراف، حتى لو كنت أمارس أي نشاط لا يستدعي حدوثه، لأعرف فيما بعد من خلال تجربتي مع الانزلاق الغضروفي أنه يتسبب في الضغط على الجذور العصبية الذي يؤدي بدوره إلى التنميل.

3الشعور بضعف في العضلات

مع الوصول إلى مرحلة متقدمة من الانزلاق الغضروفي بدأت ألاحظ ضعف عام في العضلات، فلم أعد أستطيع عمل الكثير من الأمور العادية التي تتطلب نشاط بدني.

حسب ما أخبرني به الطبيب أن هذا العَرض يرجع إلى أن الانزلاق الغضروفي ينتج عنه خلل في نقل الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات خاصة في الساق والذراع والفخذ، مما يؤدي إلى ضعفهم.

4– برودة الجسم

من الأعراض التي كانت تحدث لي نادرًا أثناء تجربتي مع الانزلاق الغضروفي هي الشعور بالبرودة في أحد جانبي الجسم، لكنها لم تكن عرضًا مستمرًا.

5– السَلس البولي

في تجربتي مع الانزلاق الغضروفي أخبرني الطبيب أنه في حال الانتظار وقت أكثر من اللازم وإن لم أتوجه إليه سريعًا، فإنني كنت على وشك الإصابة بسلس البول، ويرجع ذلك إلى أن الانزلاق الغضروفي قد يتسبب في بعض الأحيان في عدم التحكم في المثانة.

 تشخيص الانزلاق الغضروفي

التشخيص هي المرحلة الثانية للانزلاق الغضروفي بعد تلك الأعراض المؤلمة التي ذكرتها، والتي اضطرتني إلى الذهاب إلى الطبيب، حيث قام بمعرفة التشخيص الصحيح من خلال الطرق التالية:

1-الفحص السريري أو البدني

أول أنواع الفحص الذي قام به الطبيب هو الكشف العادي حيث طلب مني القيام ببعض الحركات المختلفة التي بالطبع كانت تشعرني بعضها بالألم، أما الأخرى فلم أستطع القيام بها، وبالتالي كانت دليلًا مبدئيًا على إصابتي بالانزلاق الغضروفي.

2– الأشعة السينية

كانت من ضمن الأشعة التي طلب مني الطبيب عملها هي الأشعة السينية، والتي لا تكشف عن الانزلاق الغضروفي، بل تكشف عن وجود أمراض أخرى مثل الالتهابات أو الكسور، كي يتأكد الطبيب من التشخيص السليم هو الانزلاق الغضروفي وليس شيئًا آخر.

3– الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي

طلب مني الطبيب عمل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وذلك للكشف عن مكان الغضروف المنزلق ومعرفة الأعصاب المتضررة منه.

4– تصوير النخاع

في تجربتي مع الانزلاق الغضروفي لم أقم بعمل تصوير للنخاع، ولكنني عرفت أنها من إحدى طرق التشخيص، حيث يتم فيها حقن سائل النخاع بصبغة معينة، ومن ثم تصويرها بالأشعة السينية وبالتالي تحديد الأماكن المصابة في العمود الفقري نتيجة ضغط الأقراص المنزلقة.

علاج الانزلاق الغضروفي

بعد أن قام الطبيب بتشخيصي حدد العلاج المناسب لحالتي، حيث إن طريقة العلاج تختلف بحسب درجة الانزلاق، وذلك على النحو التالي:

1-العلاج بالأدوية

يقوم الطبيب بوصف الدواء المناسب لعلاج الانزلاق الغضروفي والذي قد يكون واحدًا من الآتي:

  • مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين.
  • مسكنات الأعصاب مثل الجابابنتين.
  • دواء مُرخي للعضلات.

2– العلاج الطبيعي

في بعض حالات الانزلاق الغضروفي قد يقوم الطبيب بتحويل المريض إلى أخصائي علاج طبيعي لكي يتم إعادة الأقراص المنزلقة إلى وضعها الطبيعي خلال عدد من جلسات يتم تحديدها حسب درجة الانزلاق.

3– العلاج بالليزر

يلجأ الطبيب إلى علاج بعض حالات الانزلاق الغضروفي بالليزر، حيث يتم إزالة الأنسجة الضاغطة على أعصاب الفقرات المصابة.

 4العلاج بالجراحة

في الحالات المتقدمة من الانزلاق الغضروفي يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي، حينما لا تُجدي الطرق الأخرى نفعًا، وتنقسم الجراحة إلى نوعين:

  • إزالة الجزء المتضرر من القرص المنزلق.
  • إزالة القرص المنزلق بالكامل، وفي تلك الحالة يتم تركيب قرص صناعي للحفاظ على ثبات العمود الفقري.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الإنزيمات الهاضمة

أسباب الانزلاق الغضروفي

بعد الإلمام بتفاصيل تجربتي مع الانزلاق الغضروفي، من الجدير بالذكر عرض الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، وهي كالتالي:

  • عمل نشاط بدني بطريقة خاطئة، أو حمل أوزان ثقيلة تؤدي لحدوث ضغط على فقرات الظهر.
  • الحمل وخاصةً في الشهور الأخيرة نتيجة الضغط الشديد على الظهر.
  • تقدم العمر الذي ينتج عنه تآكل في الأقراص الموجودة بين الفقرات، بسبب فقدانها للكثير من مكوناتها خاصةً الماء.
  • الحوادث التي تصيب فقرات الظهر، مثل السقوط أو التعرض لضربة شديدة على الفقرات، أو حوادث السيارات.

الانزلاق الغضروفي من الأمراض التي تسبب آلامًا شديدة للمصابين بها، لكنها أيضًا من الأمراض التي يمكن علاجها بطرق عديدة، وكلما تم استدراك الأمر سريعًا، كانت المضاعفات الناتجة عنها لا تُذكر.