يعد دور الأب في تربية الأبناء من الأدوار المهمشة في مجتمعنا، والتي يغفل عنها الكثيرين بناء على المعتقدات الخاطئة والفهم الخاطئ، فإن تربية الأبناء ليست فضل على الآباء بل هي واجب عليهم، ومن خلال مقالنا على موقع القمة سأقوم بتوعية الأسر لأهمية دور الأب في تربية الأبناء.

دور الأب في تربية الأبناء

دور الأب في تربية الأبناء

دائماً ما ارتبط مفهوم التربية بالأم، ودائمًا ما نتجاهل دور الأب في تربية الأطفال وبناء شخصيتهم، فيقع عبء التربية بالكامل على عاتق الأم وحدها، في حين ينشغل الأب بمهامه كتوفير احتياجات البيت وتوفر الأموال لضمان عيش حياة كريمة.

لكن ذلك بالطبع خطأ، فالأب دائمًا ما يكون قدوة لأبنائه وبالتالي لا بد من أن يكون قدوة حسنة، فلا يصح أن يقوم الأب بأمور تنافي قيم الدين الإسلامي حتى لا يقلدوه أطفاله، لذلك على الأب أن يبذل مجهود أكبر في أن يكون مثال جيد وصورة مشرفة لأولاده، وفيما يلي نتعرف على الدور الذي لا بد أن يقوم به الأب إلى جانب الأم:

  • لا بد أن يستمع الأب لأبنائه، وأن يحترم رأيهم ومشاعرهم وألا يقلل منها.
  • عليه بتعزيز ثقة أولاده بأنفسهم ولكن بشكل غير مبالغ فيه.
  • مشاركة الأولاد بعض الأوقات الممتعة، ففي أغلب الأحيان ينغمس الأب في أمور العمل ويغفل عن إعطاء بعض الوقت لأولاده.
  • لا بد أن يقوم بجعل طفله يشاركه في القيام ببعض الأمور خاصة إذا كان ولد، وذلك ليتعلم أن هناك بعض المهام الذكورية.
  • لا يجب أن يغفل الأب عن احترام زوجته وعدم التقليل من دورها أمام الأبناء، بل عليه احترامها ومعاملتها بكل احترام أمامهم.
  • لا بد أن يكون هناك اتفاق بين الأم والأب في النقاط المحورية التي تدور حول تربية الأطفال وأن تكون أراؤهم موحدة.

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الأب

أهمية دور الأب في تربية الأطفال

لقد اتفقنا على أن عملية التربية هي عملية اشتراكية بين الأم والأب، ولا يمكن أن تكون عملية فردية مقتصرة على الأم وحدها، في حين يقتصر دور الأب على الأمور المالية، ومن هنا لا بد أن نعلم ما هي أهمية دور الأب في تربية الأبناء، وتتمثل هذه الأهمية فيما يلي:

  • مشاركة الأب في تربية أبنائه تساعد على جعلهم أسوياء نفسيًا وتقلل إلى حد كبير الاضطرابات السلوكية، فيتحولوا إلى أشخاص أفضل في جميع النواحي الاجتماعية والأكاديمية.
  • وجود الأب في حياة أطفاله من الصغر تسهل من عملية التوجيه والإرشاد.
  • كذلك فإن دور الأب في تربية أبنائه يعطيهم درسًا في أهمية وجودهم في حياة أبنائهم ومشاركتهم في تربيتهم ورعايتهم مستقبلاً، مما يجعل من الأب قدوة حسنة يحتذي به.

دور الأب في مراحل أبنائه العمرية

في كل مرحلة من عمر الطفل يكون هناك دور كبير للأب، فهو يرسخ بها التعاليم والمشاعر الإيجابية في نفس طفله، وفيما يلي إليك أهمية ذلك الدور:

1- مرحلة حديثي الولادة

لا شك في أن في هذه المرحلة الدور الأكبر يكون على الأم، ولكن ذلك لا ينفي ضرورة وجود الأب كما يعتقد الكثيرين، فعلى الأب أن يحمل ابنه بحنان ويلاعبه، ولا مانع في أن ينيمه ويطعمه لمشاركة الأم والتخفيف عنها في تعبها.

وهذه الأمور تجعل الطفل يري أباه أنه مصدر للحب الأمان والراحة كما تكون الأم بالنسبة لهم، كما أنها تقوي علاقة الأب بطفلة من صغره ويجعل العلاقة قائمة على الحب والمودة، علاوة على كل ذلك فإن وجود الأب في هذه المرحلة يعزز النمو العقلي والبدني لدي الطفل، مما ينعكس إيجابًا على الطفل وعلى سلوكياته.

2- مرحلة الطفولة

في هذه المرحلة يكون دور الأب أكثر أهمية في حياة أطفاله، كما أن وجوده يكون ممتعًا، وذلك من خلال مشاركة أبناءه العديد من الأنشطة وتعليمهم الكثير من الأشياء كتعليمهم الصلاة وأخذهم للعب وتعليمهم رياضة ومشاركتهم في لعبها ككرة القدم او كرة السلة.

كذلك يمكن أن يساعد الأب أبنائه على اكتشاف الأمور الجديدة وتجربتها، مما يضمن لهم تجربة مثيرة في ظل ظروف آمنة تحت رقابة الأب، فنجد أن العلاقة ستتحول إلى علاقة رفقة وصداقة جميلة، مما سيعزز ثقتهم بأنفسهم، وبقدراتهم على إنجاز الأمور وتعلم الأشياء، وتنمية نقاط القوة لديهم والتخلص على نقاط الضعف.

فمن خلال مرافقة الأبناء لوالدهم سيتعلمون منه العديد من الأشياء عن طريق الملاحظة مثل قدرته على حل المشكلات، وقدرتهم على العثور على حلول مبتكرة للعقبات التي تواجههم فيما بعد، كذلك تنمو قدرة الأطفال على بناء روابط اجتماعية وعاطفية قوية مع من حولهم.

3- مرحلة المراهقة

في هذه المرحلة من وجهة نظري أجد أن دور الأب يفوق دور الأم في بعض الأمور، ففي هذه الفترة يميل المراهقين للتمرد مما يجعل من الصعب عليهم أن يطيعوا الأم.

ويجعل الأمر في يد الأب الذي ستكون كلمته مسموعة خاصةً في حالة نجاح الأب في بناء علاقة قوية ومتينة بينه وبين أبنائه من الصغر، مما سيجعله العنصر المؤثر والأكثر فعالية على أولاده.

علاوة على ذلك فإن وجود الأب وظهور دوره سيشعر الأبناء بأنهم يعيشون حياة طبيعية، متحابة ومترابطة، كذلك فإن حصول الفتيات على الحب والحنان الكافيين من الأب، يحميها من الوقوع في الخطأ لأجل الحصول على تلك المشاعر من الأشخاص الخطأ.

اقرأ أيضًا: مقالة عن تربية الأبناء

ماذا يحدث إذا غاب دور الأب في تربية أبنائه

إن غياب دور الأب ينتج عنه العديد من الآثار السلبية، فإن غياب حنان الأب وعطفه يؤثر على نفسية الطفل ونموه وثقافته وشخصيته، كما يجعل الطفل يعاني من خلل في التوازن العاطفي لديهم، وهو ما يؤدي للشعور بالحرمان.

علينا أن نعلم أن دور الأب في تربية الأبناء شيء عظيم في حياتنا، ويبدأ شعور الأب بالمسؤولية عندما يعرف مدى أهمية دوره في حياة طفله، وأن نزيل الأفكار الخاطئة الخاصة باقتصار التربية على الأم فقط، فغياب الأب عن التربية يخلق أشخاصًا غير سوية نفسيًا وغير قادرة على تحمل المسؤولية.