التخاطر الروحي بين شخصين هي ظاهرة ذاع صيتها، وانتشرت في الآونة الأخير بكثرة حيث يدّعي البعض أنهم يستطيعون إحداث عملية توارد الأفكار أو التواصل مع أحد الأشخاص بطريقةٍ ما، ومن خلال موقع القمة سنسلط الضوء على الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة.

التخاطر الروحي بين شخصين

ظاهرة التخاطر أو ما تُعرف بـ Telepathy كانت من أكثر الأمور التي لاقت رواجًا في الفترات الأخيرة، حيث ادّعى المُجربين لها، أنهم استطاعوا أن يتواصلوا مع أشخاص محددين بطريقة أخرى غير طرق التواصل المعهودة.

موضحين أن التخاطر هو عملية حدسية ولا حسية، فهي تصل بين العقول دون تدخل الحواس، ولتقريب الأمر قليلًا، يُشبَّه التخاطر بأنه مثل تقنية البلوتوث التي تتم عن طريق الإشارات غير المرئية، فيحدث إرسال واستقبال بين الأجهزة وبعضها.

اقرأ أيضًا: كيف يكون الاهتمام فى العلاقة العاطفية

أصل التخاطر الروحي بين شخصين

أصل التخاطر الروحي بين شخصين

في ضوء التعرف على التخاطر الروحي بين شخصين نتطرق إلى معرفة أصل التخاطر، والذي بدأ في عام 1882 على يد علماء النفس فريدريك مايزر من مؤسسي جمعية الأبحاث النفسية في الباراسيكولوجي، وهنري سيدجويك، وويليام باريت.

في هذا الصدد قام كلٌ من هؤلاء العلماء بعمل دراسة علمية عن انتقال الأفكار بين الأشخاص، وكان ذلك بهدف معرفة السبب العلمي الذي يؤدي إلى توافق أفكار شخصين في نفس ذات اللحظة.

لم تتوقف رحلة التخاطر عند هذا الحد، بل إنه في عام 2014 قام مجموعة من باحثي علوم الأعصاب وعلى رأسهم الطبيب النفسي كارليس غراو، باستكمال التجارب على التخاطر وذلك على مجموعة من الأشخاص.

كانت نتيجة تلك التجربة أنهم أثبتوا من خلالها إمكانية نقل كلمة “مرحبًا” من عقل شخص في الهند إلى عقل شخص في فرنسا، أي عن طريق مسافة تتعدى الـ 8 آلاف كيلوا متر.

أنواع التخاطر الأساسية

استكمالًا للحديث عن التخاطر الذي تم تقسيمه إلى 3 أنواع أساسية، وذلك على النحو التالي:

1- التخاطر الروحي

أول وأعلى أنواع التخاطر هو التخاطر الروحي بين شخصين، حيث يتم فيه ترابط بين عقل وقلب وروح الشخصين، فتنتقل من خلالها الأفكار والمشاعر المختلفة.

2- التخاطر الغريزي

يعد هذا النوع من التخاطر الذي يتم الإشارة إليه عند الشعور بحاجة شخص موجود على بعد مسافات طويلة، وينتشر هذا النوع من التخاطر في حال وجود روابط عاطفية بين الشخصين، مثل الزوج وزوجته، الأم وأطفالها، الأخوات، الأصدقاء.

3- التخاطر العقلي

النوع الأخير من التخاطر هو التخاطر العقلي، الذي يعد من أندر أنواعه، إذ يتم فيه التركيز على أمر محدد يتم إرساله إلى الشخص الأخر، ولا زال تُجرى عليه التجارب حتى وقتنا هذا.

أهداف العامة للتخاطر

في إطار الحديث عن التخاطر الروحي بين شخصين، نتطرق إلى الأسباب التي تجعل البعض يلجئون إلى مثل هذه الأمور، والتي قد تكون إحدى الأسباب التالية:

  • إرسال رسالة إلى أحد الأشخاص خاصةً، في حال عدم القدرة على التواصل بالطرق العادية.
  • القدرة على قراءة أفكار الآخرين.
  • توطيد إحدى الأفكار في ذهن أحدهم، والتأثير على تصرفاته بطريقة غير مباشرة.

طريقة عمل التخاطر الروحي بين شخصين

في ضوء عرض موضوع التخاطر الروحي بين شخصين، فيما يلي طرق تنفيذه بحسب ما ورد عن القائمين بتجربته، وذلك على النحو التالي:

1- ضرورة الاسترخاء التام

أحد شروط التخاطر الروحي بين شخصين، هو الاسترخاء التام، ومحاولة تصفية الذهن من أي أفكار أخرى غيره، كما يلزم اختيار مكان هادئ ونظيف وبه هواء نقي، كي يساعد على الوصول إلى تلك الحالة.

2- تحديد الشخص المرغوب التخاطر معه

ثاني خطوة لعمل التخاطر هو تحديد المُستقبل والذي في الغالب لا يكون على علم بما تفعله.

3- تحديد الرسالة

الخطوة الثالثة هي تحديد محتوى الرسالة التي ترغب بإرسالها إلى هذا الشخص، والتي من المُرجّح أن تكون قصيرة نسبيًا.

4- محاولة تخيّل الشخص

بعد القيام بكافة الخطوات السابقة، تكون الخطوة التالية هي محاولة تخيّل الشخص المُراد إجراء التخاطر معه، بحيث تقوم بإغماض عينيك لعدة دقائق، وتشعر بأنه بالقرب منك، والتحدث معه، ثم إرسال رسالتك.

5- نسيان التخاطر

بعد إتمام عملية التخاطر كما سبق الذكر، عليك إشغال نفسك بحيث لا تجعل الأمر يحتل جزء كبير من تفكيرك فيما بعد.

6- احتمال استقبال الرد

في حال نجاح التخاطر، يتم استقبال رسالة من هذا الشخص بطريق غير مباشر مثل الحلم، أو من خلال التواصل المباشر من قِبله.

اقرأ أيضًا: العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الإنسان

التخاطر في الدين

بعد الإلمام بكافة تفاصيل التخاطر الروحي بين شخصين، من الجدير بالذكر عرض رأي الدين فيما يخص موضوع التخاطر، وهو أنه ليس له أي أدلة شرعية على كونه حلالًا، وفيما يخص قصص الصحابة التي قد يستخدمها البعض كدلالات على مشروعية التخاطر، ما هي إلا كرامات لهم فقط.

في إطار ذلك رجّح بعض علماء الدين أن التخاطر قد يؤدي إلى ولوج الشخص إلى طريق السحر وما شابه، فضلًا عن احتمال إصابته بحالات نفسية نتيجة الانطواء المبالغ فيه لإتمام عملية التخاطر.

التخاطر الروحي بين شخصين من الأمور التي قد يعترف بها البعض، وينكرها البعض الآخر، ولكن المُتفق عليه أن التواصل الحقيقي هو ما يتم بصورة مباشرة وآمنة بين الأشخاص.