أسباب إطعام ستين مسكين من المهم التعرف عليها لأنها تجعل المسلمين واعين بما عليهم فعله، مما يجبرهم على أن يهذبوا أخلاقهم وتصرفاتهم بحيث يمتنعوا عن أداء ما يتوجب القيام بهذه المهمة الشاقة التي تستنزف الموارد المادية والمعنوية، ومن خلال موقع القمة نعرض تفاصيل هذا الأمر.

أسباب إطعام ستين مسكين

أسباب إطعام ستين مسكين

أهم ما يميز الإسلام أنه دين يسرًا وليس عسرًا وإن الله تعالى قد فرض على الناس عبادات وأحكام وضحها بشكل دقيق في القرآن الكريم، وكذلك جعل النبي يفسرها تفصيلًا في السنة لاتباعه من أجل أن يفهم المسلم دينه بشكل كامل بحيث لا يدع مجالًا للشبهات.[1]

كما وضع لكل جرم يرتكبه الإنسان في حق الآخر أو في حق نفسه عقاب ما في الدنيا والآخرة بما يتناسب مع دون زيادة أو نقصان.

ويتساءل بعض الناس الذين ليس لديهم علم كافي بأمور الشريعة والفقه عن أسباب إطعام ستين مسكين، وهي كافرة لبعض الأمور، إذ إن الكفارة أصلها كلمة كفر أي غطى وستر وهي فريضة ربانية أو وسيلة لستر الذنوب محوها للتوبة عن المعاصي والذنوب على المسلمين حين يقوموا بذنب أو يمتنعون عن فريضة دون عذر ونوضح ذلك في النقاط التالية:

1- كفارة الظهار

وهي قد وردت في سورة المجادلة حين ذهبت خولة بنت ثعلبة تشتكي للرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن زوجها قد ظاهرها بعد أن كبرت معه وأنجبت منه الأولاد، وقد كان الظهار أمر معتاد بين العرب حين يقول رجل لزوجته أنت علي كأمي فتصبح زوجته محرمة عليه فلا يرى منها ما يراه المحارم.

وجاء هذا في قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة المجادلة:3].

اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الفقير والمسكين وابن السبيل 

2- كفارة الجماع في نهار رمضان

وضع الله حدود للعباد حين فرض عليهم الصيام خلال شهر رمضان وأمرهم أن يمتنعوا عن الطعام والشراب والعديد من الأشياء الأخرى ابتغاء لمرضاته مع الوعد بجزاء كبير لهذا الصبر، كما جاء في قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة-183]

لكن قد يقع أحد العباد في المحظور بإرادة الزوجين لأي عذر سواء خلال مرض أحدهم أو السفر أو النسيان أو أي عذر من الذي تحدث عنه الفقهاء، فإن الكفارة التي يلزم القيام بها هي إطعام ستين مسكين والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف:

جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ: لَا، …”

“…قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ: لا أجِدُ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا أفْقَرُ مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: خُذْهُ فأطْعِمْهُ أهْلَكَ”. [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة]

اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام القضاء بالجماع

كيف تطعم ستين مسكينًا؟

في إطار الحديث عن أسباب إطعام ستين مسكين فإنه من اللازم توضيح آراء العلماء في كيفية إطعام ستين مسكينًا، إذ إنه عدد كبير بالنسبة للكثيرين ويوجد اتجاهين في هذه النقطة، نتعرف عليهم من خلال ما يلي:

  • رأي يطلب بإطعام ستين مسكينًا بالعدد في يوم واحد، أو يعشي البعض ويغدي البعض الأخر يطعمهم طعام نيئ أو يقدم لهم وجبات، مجتمعين أو متفرقين، إذ إن المهم أن يكونوا ستين فرد بنفسه أو يعطي المال لجمعية خيرية أو منظمة تقوم بذلك الأمر نيابة عنه يكفي أن يؤدي هذه الأمر شخص يثق به.
  • الرأي الآخر لا يعترض على أن يطعم أسرة أو فرد واحد على مراحل المهم أن يطعمه 60 مرة من وجبة من أوسط طعامه حسب البلد التي يعيش بها سواء يعطيه دقيق أو أرز أو خبز، إذ يوزع في الوجبة نصف صاع من التمر أو أي طعام يستخدم في البلد.

إطعام ستين مسكينًا كفارة من اللازم التعرف على أحكامها بدقة، بحيث يقوم المرء بتجنب الوقوع في الشبهات، وليستطيع التكفير عن ذنبه والتوبة إلى الله عز وجل بشكل صحيح.