لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم؟ وما وقتها؟ حيث يتساءل العديد من الناس عما يتعلق بصلاة الوتر وعما يحب اتباعه لإتمامها مع التعرف على الوقت المناسب لقيامها، لذا يتيح موقع القمة معرفة سبب تسمية صلاة الوتر بهذا الاسم.

لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم

لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم

تنصرف الأذهان عند سماع كلمة الوتر إلى أمور عديدة، حيث إنها ترجع في دلالتها إلى الحالة الفردية، فالوتر هو اسم من أسماء الله الحسنى ودلالته أنه منفرد بكافة الصفات، فله الخلق والأمر سبحانه وتعالى عما يصفون.[1]

مصطلح الوتر في اللغة

حيث إن الوتر في اللغة معناها الوتر مفرد ومن الجذر الثلاثي وتر، وجمعها أوتار ووتار، والوتر مصدر يقال فيه: وتر الصلاة بمعنى وترها، أي أفردها وجعلها وترًا، لكن الوَتر والوِتر بفتح الواو وكسرها بمعنى فرد وهو عكس الشفع.

في صلاة الوتر تكون ركعة أو ركعات بعد الشفع وبعد صلاة العشاء، ومعنى الوتر بفتح الواو وكسرها أن الله واحد أحد، كما سمي يوم عرفة بالوِتر.

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء لقضاء الحاجة في نفس اليوم ومعرفة شروط استجابة الدعاء

مصطلح الوتر في الاصطلاح الشرعي

تأتي كلمة وتر في اصطلاح الشرع دلالةً على عدة أمور منها:

  • الوتر اسم من أسماء الله الحسنى، والذي ورد في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي عليه الصلاة والسلام – قال:” لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو وَتْرٌ يُحِبُّ الوَتْر“.

وقد قال أهل العلم أن الوتر: أي واحد وقال الخطابي أن الوتر هو الفرد الذي لا شريك له، وقال غيره هو وتر لأنه لا إله إلا سواه ولا يصح لشيء من الموجودات أن يُضَم إليه ويُعد معه، فالفردية صفة يستحقها بذاته ولا شبيه في صفاته، لذلك هو الله الوتر.

  • صلاة الوتر: وهي الصلاة التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء والتي تمتد مشروعيتها إلى طلوع الفجر، وسميت بالوتر لأنها تصلى وترًا أي بعدد ركعات فردى، ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو أكثر.

حكم صلاة الوتر

في إطار التعرف على لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم، يمكن معرفة حكم صلاة الوتر عند العلماء وهم في ذلك على قولين:

  • أكد جمهور الفقهاء على أن صلاة الوتر ليست واجبة وإنما هي سنة مؤكدة، وقد دللوا على رأيهم من خلال حديث طلحة رضي الله عنه حيث قال: ” أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا“.
  • لكن ذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بوجوب صلاة الوتر لكن الراجح هو قول جمهور الفقهاء.

صلاة الوتر

من خلال معرفة لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم تم الاتفاق من قبل جمهور الفقهاء على أن وقت صلاة الوتر يبدأ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر واتفقوا كذلك على أن أفضل وقته هو السحر.

حيث يُسن للمسلم أنه إذا فاتته صلاة الوتر يمكن صلاتها في وقت الضحى، لكنه يتبعها بركعة أخرى، حيث إنه إذا كان يصليها ثلاث ركعات يجب صلاتها أربعة.

كما ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن أقل الوتر ركعة واحدة لكنهم قالوا الاقتصار عليها خلاف الأولى وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال :

إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ” أما الحنفية فلم يجيزوا الوتر ركعة واحدة.

أكثر الوتر في المذهبين الشافعي والحنبلي إحدى عشر ركعة وأدنى الكمال كان لصلاة الوتر أن يصليها المسلم ثلاث ركعات، كما إن لصلاة الوتر صفتان وهما الوصل والفصل، فالفصل بين ركعاتها أن يصلي المسلم ركعتين ثم يسلم ثم يأتي بركعة منفصلة، وهكذا إن صلاها خمسًا أو أكثر.

إما أن يصل بين الركعات ولا يفصل بينها بسلام، وقد تعددت آراء العلماء في طبيعة الوصل غير أنه بالمجمل يجوز للمصلي أن يسردها جميعًا بجلوس واحد إلى آخرها، كما يمكن له أن يفصل قبل الركعة الأخيرة بجلسة التشهد، ثم يأتي بالركعة الأخيرة.

حيث كانت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت تقول/

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلامٍ“.

اقرأ أيضًا: ما هو دعاء القنوت ومتى يقال؟ ما هو قنوت الوتر؟

فضل صلاة الوتر

من خلال المساهمة في معرفة لماذا سميت صلاة الوتر بهذا الاسم يمكن معرفة بعض فضائل صلاة الوتر والتي تتمثل في:

  • الوتر عبادة من أعظم العبادات ويدل على ذلك اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام بها، وحرصه على أدائها وحفاظه عليها، فقد كان يؤديها في إقامته وسفره استدلالًا بما أخرجه البخاري في صحيحه حيث قال رسول الله ” إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يوترُ على البعير” [الراوي: عبد الله بن عمر].
  • صلاة الوتر من النوافل والتطوع المستحبة تأكيدًا في حق كل المسلمين إلا أن أهل القرآن خصوا بالذكر لأنهم يتلون آيات القرآن في صلواتهم.
  • العمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام فقد أوصى بها عددًا من الصحابة كما حذر من إهمالها أو التهاون في أدائها.

اتفق الفقهاء على قراءة المصلي في كل ركعة من الوتر سورة الفاتحة وسورة أخرى أو آيات مما تيسر له، لكن القراءة بعد سورة الفاتحة عند العلماء سنة في صلاة الوتر