يبحث الكثيرون عن الفرق بين الصوم والصيام، وهو سؤال حير الجميع رغبة في معرفة إجابته الصحيحة والدقيقة، وقد يظن البعض أنهم كلمتان مترادفتان وليس هناك فرق بينهم، ولكن في الحقيقة إنه يوجد اختلاف كبير بين الكلمتين في القرآن الكريم وفي اللغة والشرع أيضًا، لذا سوف نطلع على الفرق الدقيق بينهما من خلال موقع القمة.

الفرق بين الصوم والصيام

قد يظن الكثيرين بعدم وجود فرق بين كلمة الصوم وكلمة الصيام، ولكن ذلك ليس صحيحًا فهناك العديد من الاختلافات بين الكلمتين، فكلمة صيام بالياء لا يقصد بها كلمة صوم، وفيما يلي سوف نعرض لكم الفرق بين الصوم والصيام:

1- الفرق بين الصوم والصيام في اللغة العربية

الفرق بين الصوم والصيام في اللغة العربية

إن كلمة الصوم والصيام مختلفتان في اللغة ولا يحملان نفس المعني في المعجم، فإذا عدنا للمعجم العربي لمعرفة معني الصوم في الأصل والذي اشتقت منه كلمة الصيام، وجدناه يدور حول معاني الإمساك والركود والسكون، فالصَّوْمُ في الأصل: الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السّير أو العلف: صَائِمٌ.[1]

فكلمة الصيام تعني الإمساك ولكن نوع بعينه من الإمساك، يعني الامتناع عن الطعام والشراب وكافة المفطرات التي حددها الله، منذ بداية صلاة الفجر وحتى صلاة المغرب، فهي فريضة الصيام التي نقوم بها في شهر رمضان.

أما عن الصوم فهو لا يخص المعدة بل يخص اللسان وخاصة قول الحق، والكف عن الأذى بالقول سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في أي وقت آخر.

ولقد جاء في معجم الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري الفرق بين الصيام والصوم، وذكر أن الصيام هو الكف عن المفطرات مع النية، في حين أن الصوم هو الكف عن المفطرات والكلام.

الدليل على ذلك قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]. ولم يقل كتب عليكم الصوم، فالصيام عبادة تخص شهر رمضان في حين أن الصوم يمكن أن يكون في أي وقت في السنة.

اقرأ أيضًا: أحاديث في فضل صيام التطوع

2- الفرق بين الصوم والصيام في القرآن الكريم

في الحقيقة أنه لا يوجد في القرآن الكريم كلمات مترادفة، وهناك قاعدة لغوية تقول إنه إذا زاد المبني زاد المعنى واختلف، فقد جاءت كلمة الصيام في القرآن الكريم بمعنى الامتناع عن الطعام والشراب، وكل المفطرات ابتداء من الفجر وحتى الغروب، ويقصد بها فريضة الصيام في شهر رمضان.

جاء ذلك في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، كما ذكر أيضاً بنفس المعنى في قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187].

أما كلمة الصوم فقد جاءت في القرآن الكريم بمعنى الامتناع عن الكلام باللسان وليس الامتناع عن الطعام والشراب ولقد ذكرت كلمة صوم في القرآن الكريم مرة واحدة في مريم، فقد جاء أمر الله لها أن تصوم عن الكلام.

فقد كان صيام السيدة مريم أمر من الله ليخفف عنها آلامها النفسية وليذهب عنها أذى قومها وذلك من خلال الامتناع حتى عن إجابتهم بعد معرفتها بحملها بسيدنا عيسى عليه السلام، فذكر الصوم في قوله تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم: 26].

3- الفرق بين الصوم والصيام في السنة النبوية

أما عن الفرق بين الصوم والصيام في السنة النبوية فسنجد أن اللفظ صوم ذكر في العشرات من الأحاديث الصحيحة والتي جاءت تعبيراً عن صيام رمضان وصيام التطوع والكفارات، وصيام القضاء، كما ورد التعبير عنهم أيضاً بلفظ الصيام مما جعل الباحثين يذهبون إلى ترادفهما ونفي أي فرق بينهم.

ولكن إن عدم ترادفهما نابع مما ورد في القرآن الكريم الذي لديه دلالة بلاغية دقيقة، ويأتي اشتراكهما في المعنى اللغوي، ومن الجائز أن نعبر عن فريضة الصيام بلفظ الصوم.

خاصة إذا كان السياق دالاً على أن المتحدث يقصد صيام رمضان، فإذا كان لفظ “الصيام” وحده يدل على فريضة الصيام الشرعية كما في كتاب الله، فإنّ لفظ الصوم يدلّ عليها بدلالة السياق على ذلك.

وعند النظر إلى كلمتي الصيام والصوم الذي تم ذكرهم في الأحاديث الصحيحة، وجدنا أنها جميعها تأتي في سياق الحديث عن فريضة الصيام في شهر رمضان، فالتعبير عن الصيام بكلمة صوم لم يقل عنه أحد انه ليس جائز لغوياً وإنما ذكرنا أنّ استخدام القرآن للفظ “الصيام” حين أنشأ فريضة الصيام فيه دلالة بلاغية تدلّ على دقّة القرآن وبلاغته وأحكامه.

أمّا نصوص السنّة فهي نصوص بشرية أثّرتْ فيها ألسِنةُ الرواة، ولهذا وجدنا بعض الروايات لنفس الحديث تختلف فيها الألفاظ، فتارة يأتي “الصوم” وتارة “الصيام”. ومن نماذج ما ورد من ألفاظ الصوم والصيام في السنة النبوية ما يلي:

  • قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به” [صحيح البخاري].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَقدَّموا صومَ رمضانَ بيومٍ ولا يومينِ إلَّا أن يكونَ صومٌ يصومُهُ رجلٌ فليصُمْ ذلك الصَّومَ” [صحيح ابي داوود].
  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ في شَهْرِ الصَّوْمِ” [صحيح مسلم].

4- الفرق بين الصوم والصيام في الشرع

إن الصيام في الشرع هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، وكل المفطرات من طلوع الفجر وحتى وقت غروب الشمس، ولابد من عقد النية، وينقسم إلى واجب ومستحب:

  • الواجب: وهو صوم رمضان وما يلزم المسلم من كفارات ونذور.
  • المستحب: إن الصوم المستحب كثير ومنه الستة من شوال لمن صام رمضان، وصوم يوم عرفة لغير الحاج، وصوم عاشوراء، وغيرها من الأيام التي يستحب فيها الصوم.

اقرأ أيضًا: حكم النسيان في صيام الأيام البيض

الغرض من ذكر كلمتي الصوم والصيام

بعد أن عرفت الفرق بين الصوم والصيام فلابد من أنك تتساءل هل علينا أن نقوم بالصيام أم بالصوم، فسوف أجيبك بأن الصيام مرتبط بالصوم وحسن الخلق وقول الحق، فالصيام وحده لا يؤدي الغرض المطلوب ولا يكسبنا الأجر والثواب، فلابد من أن يرتبط به الصوم.

من السهل أن يمسك الإنسان نفسه عن تناول الطعام والشراب من الفجر وحتى آذان المغرب ولكن من الصعب عليه أن يمسك لسانه وأن يكف عن قول الأذى، فإذا أجتمع الصوم مع الصيام نال الإنسان الأجر والثواب العظيم.

دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

أصبح الفرق بين الصوم والصيام واضحًا ولا بد من ضرورة الجمع بين الصوم والصيام في شهر رمضان، فالصيام دون صوم لا يؤدي الغرض المطلوب