أحكام الصيام ومبطلاته يجب على كل مسلم أن يكون مُلمًا بها، إذ إن الأحكام التي تخص الفروض تعد فرضًا عليه معرفتها، وفي هذا الصدد واستغلالًا لاقتراب شهر رمضان المبارك، يقوم موقع القمة بعرض كل ما يخص فريضة الصيام التي تهم كل مسلم، حتى يكون الصيام صحيحًا.

أحكام الصيام ومبطلاته

يعد الصيام من أجلّ العبادات التي لها مكانة خاصة في الدين الإسلامي، حيث إنها الركن الثالث من الدين، فضلًا عن كونها بابًا من أبواب النوافل التي تزيد من توطيد علاقة العبد بربه الكريم.[1]

ومن يتمعن في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة يعي ولو قدر قليل مدى عِظم فريضة الصيام، وقدر الصائم عند الله، وكيف جعله الله سببًا ليباعد بين المؤمن والنار سبعين خريفًا، وكيف كانت رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ” [رواه البخاري].

نذكر تلك الفضائل لتبيان ضرورة حرص الصائم على الامتثال لأوامر الله عز وجل فيما يخص أحكام الصيام، وعدم التهاون فيها، بل السعي على معرفتها وتنفيذها على أكمل وجه، وفيما يلي نوضح أهم تلك الأحكام بطريقة مُبسطة ومُفصلة.

اقرأ أيضًا: هل من شروط الصيام الطهارة من الحيض

شروط الصيام

شروط الصيام

في صدد معرفة أحكام الصيام ومبطلاته، نتطرق إلى أولى أساسيات تلك الأحكام، ألا وهي شروط الصيام، والتي عند حدوثها يصبح فرضًا على المسلم، وذلك كما يلي:

1- الإسلام

شرط أداء الصيام وقبوله أن يكون المرء مُعتنقًا لدين الإسلام ومُوحدًا بالله، وحينها تُفرض عليه أوامره ونواهيه التي يجب عليه الامتثال لها.[2]

2- العقل والتمييز

من رحمة الله على عباده أنه لم يفرض عليهم ما لا يطيقونه، وعليه فإن من أهم شروط الصيام ولو كان الفريضة أن يكون المسلم عاقلًا لم يذهب عقله، وإلا حينها سقطت من عليه تلك العبادة.[3]

بالإضافة إلى ما سبق يعد من ضمن شروط صحة الصيام أن يكون المسلم قد وصل لسن البلوغ من الذكور والإناث، ومميزًا أي وعيه بمقاصد العبادة، وهذا بحسب ما ورد في الحديث الشريف:

“عن علي بن أبي طالب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يشِبَّ وعن المعتوهِ حتَّى يعقِلَ” [رواه البخاري]

3- الطهارة من الحيض والنفاس

في هذه النقطة يجب الانتباه لموضع لَبس لدى الكثيرين، وهو أن الطهارة لا تعد شرطًا لصحة الصيام، وذلك في حال كان سبب عدم الطهارة قائمًا لم ينتهِ مثل الحيض أو النفاس.

فما دام نزول دمائها مستمر لا يصح للمرأة أن تصوم، بينما من لحظة انقطاع نزول الدم، أصبح على المرأة وجوب صيام الفريضة، وجواز صيام النافلة، حتى إن لم تغتسل بعد.

4- إقدام النية

أهم شرط من شروط صحة الصيام، والتي يغفل عنها الكثيرون هي النية، وكما هو معروف أن النية محلها القلب الذي لا يطّلع عليه سوى الله، ومن الجدير بالذكر أن ميعاد استحضار النية يختلف حسب نوع الصيام فريضة أم نافلة.

حيث إن صيام الفريضة مثل رمضان، والقضاء يجب على المسلم أن ينوي من الفجر، أما لو كان الصيام نافلة فيجوز له تأخير النية حتى طلوع النهار.

“عن عمر بن الخطاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ” [رواه البخاري].

5- القدرة على الصيام

تعد قدرة المسلم على أداء الصيام من أهم شروط صحته، حيث إن أصل تشريعات الإسلام قائمة على التيسير وليس التعسير، وعليه فإن المسلم الذي لا يطيق الصيام بسبب المرض، أو السفر الطويل، أو خشية الهلاك من الجوع والعطش.

في تلك الحالات السابقة يجوز للمسلم أن يُفطر، ومن الجدير بالذكر في هذا الشرط أنه في حال صيام الفرض، يجب على المسلم إخراج فدية عن كل يوم أفطره في رمضان.

{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} [البقرة: 185].

مبطلات الصيام

في إطار التعرف على أحكام الصيام ومبطلاته، وبعدما عرضنا الأحكام، نتطرق الآن إلى مُبطلات الصيام أي الأمور التي عند حدوثها تعمدًا أو بغير تعمّد، يصبح الصيام غير صحيح، ويجب على المسلم إما قضاؤه أو إخراج كفارة، أو كلاهما، وذلك ما سنوضحه على النحو التالي:

1- تناول الطعام أو الشراب في نهار رمضان

الصيام هو الامتناع عن إدخال أي شيء داخل الجوف من طعام أو شراب، وعليه فإن كسر ذلك المنع، يعد فسادًا وبُطلان صريح للصيام ويأثم فاعله، وحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية بأن حُكم المُفطر في تلك الحالة هو وجوب قضاء ذلك اليوم.

كما وضحت أنه في بعض المذاهب ذهبوا إلى حكم قضاء اليوم مع إخراج كفارة، والتي تكون صوم 60 يوم متتابعين، وفي حال عدم القدرة يتم إطعام 60 مسكينًا.

أما في حال كان الأكل من باب السهو والنسيان فعند الجمهور -غير المالكية- يعد الصيام وقتها صحيحًا، ولا يوجد قضاء أو كفارة.

2- الجماع في نهار رمضان

من أهم أحكام الصيام هو التحكم في جميع الشهوات لعدد من الساعات، من طعامٍ وشرابٍ والغرائز الموجودة بداخل كل إنسان، والتي بمجرد دخول ميعاد الإفطار أصبح من المباح القيام بها في حدود الشرع.

من أهم تلك الأمور هي الجماع بين الزوجين الذي أحلّه الله من وقت المغرب حتى قبل آذان الفجر، أما في حال وقوعه في نهار رمضان يعد من أهم مُبطلات الصيام ويأثم الزوجان بسببه.

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ} [البقرة: 187].

أما بالنسبة للحكم الشرعي في تلك الحالة، فقالت دار الإفتاء المصرية أن الإثم يقع على كلا الزوجين، ويجب عليهما قضاء اليوم بعد رمضان، وذلك حسب كل المذاهب الأربعة، أما بالنسبة للكفارة فاختلفت المذاهب بين من يرى أن من يخرجها الزوج فقط، ومن يرى أنها واجبة على كلا الزوجين أيضًا.

3- تعمّد القيء

تعمّد الصائم أن يتقيأ يعد من مُبطلات الصوم، وحينها يجب عليه القضاء.

اقرأ أيضًا: فرض الصيام في المدينة المنورة وكان ذلك في شهر

4- الحيض والنفاس

الصيام من العبادات المفروضة التي تسقط على المرأة في وقت الحيض أو النفاس، وحينها لا يجب عيها سوى قضاء تلك الأيام دون كفارة.

دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

أحكام الصيام ومبطلاته طالما كانت من الضروريات بل الواجبات التي يجب أن تكون في جُعبة الثقافة الدينية لدى المسلم، حتى لا يشوب صيامه أي أمور قد تؤدي إلى خسارة أجره.