ما هو فضل صوم شعبان؟ وما هو حكم صيام الثلاثين من شعبان؟ يعتبر شهر شعبان من الأشهر الهجرية المباركة، ففيه ترفع أعمال العبد طوال العام، وهو الشهر الذي يهيئنا لاستقبال أعظم الشهور عند الله وهو شهر رمضان المبارك، لذا سنتطلع على التفاصيل في هذا الصدد عبر موقع القمة وفق ما ورد في القرآن الكريم والسنة.

فضل صوم شعبان

إن شهر شعبان من أكثر الأشهر الهجرية ذات الفضل الكبير بالنسبة للمسلمين، فيستحب في هذا الشهر الإكثار من العمل الصالح، وعلى رأس هذه الأعمال بالطبع الصيام، وفيما يلي نتعرف إلى فضل صوم شعبان:

1- شهر رفع الأعمال

شهر رفع الأعمال

إن أهم ما يميز شهر شعبان عن غيره من سائر الشهور هو أنه الشهر الذي ترفع فيه أعمال المسلم إلى الله، ولقد ورد دليل على ذلك في حديث نبوي صحيح وهو:

“عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ“.

[رواه أسامة بن زيد، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي].[1]

اقرأ أيضًا: أدعية الصوم والإفطار في رمضان .. دعاء قبل اذان المغرب في رمضان

2- شهر التأهب لرمضان

شهر شعبان هو الشهر الذي يسبق شهر رمضان والصيام فيه يعد تجهيزًا واستعدادًا لشهر رمضان المبارك، ولقد ورد في ذلك حديث يؤكد صحة هذا القول وهو:

“عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يصومَهُ شَعبانُ، بل كانَ يصلُهُ برَمضانَ

[روته السيدة عائشة بنت أبي بكر، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي].

3- إكثار صوم النبي فيه

من أكثر ما يميز فضل الصوم في شهر شعبان هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصوم فيه، وفي ذلك ورد عن أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها:

“عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”

[روته السيدة عائشة، وحدثه الإمام البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

4- اتباع السنة النبوية

مما سلف عرضه في سياق التعرف إلى فضل صوم شعبان نتأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي شهر شعبان اهتمامًا كبيرًا، ويفضله عن سائر الشهور الأخرى من العام.

جميعنا يعرف أن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أهم الجوانب في الدين، لذا يتوجب علينا أن نصوم في شهر شعبان اتباعًا لسنة الحبيب وإحياءً لها.

5- ليلة النصف من شعبان

من أعظم فضائل شهر شعبان ليلة النصف منه، فهي ليلة مباركة يغفر الله فيها الذنوب لعباده، ولا يستحب أن يصوم المسلم منه شيئًا بعد نصفه، ونستشهد على صحة ذلك بالحديث التالي:

“عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه سَأَلَهُ – أوْ سَأَلَ رَجُلًا وعِمْرَانُ يَسْمَعُ -، فَقالَ: يا أبَا فُلَانٍ، أما صُمْتَ سَرَرَ هذا الشَّهْرِ؟ قالَ: …”

” أظُنُّهُ قالَ: يَعْنِي رَمَضَانَ -، قالَ الرَّجُلُ: لا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَإِذَا أفْطَرْتَ فَصُمْ يَومَيْنِ، لَمْ يَقُلِ الصَّلْتُ: أظُنُّهُ يَعْنِي رَمَضَانَ، قالَ أبو عبدِ اللَّهِ: وقالَ ثَابِتٌ: عن مُطَرِّفٍ، عن عِمْرَانَ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِن سَرَرِ شَعْبَانَ”

[رواه عمران بن الحصين، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

حكم صيام يوم الثلاثين من شعبان

من الأمور التي يختلف عليها فئات كبيرة من المسلمين هو صيام اليوم الثلاثين من شهر شعبان، ولقد تعددت الآراء والأقوال وانقسم العلماء على بعضهم فيما يتعلق بهذا الأمر، وفيما يلي نتعرف إلى آراء أئمة المذاهب الأربعة في هذا الصدد:

1- رأي الحنفية

رأت الحنفية كراهة صوم هذا اليوم، إلا أن يكون قد تم الجزم بصوم دون تردد أو شك بين صومه وأي صوم آخر مثل الشك أنه من رمضان أم لا.

بمعنى أنه إذا كان يوم الثلاثين هو أول يوم لرمضان كان ما صامه قد جزاه الله خيرًا عنه، ولا يحسب صائمًا إذا ما تردد فيه فيما بين أن يكون صائمًا ومفطرًا ويكره عند الحنفية صيام آخر يومين من شهر شعبان.

2- رأي المالكية

ذهبت المالكية إلى جواز صيام اليوم الأخير من شهر شعبان إذا كان الصائم قد اعتاد على سرد أيام الصوم، أو مثلًا أن يصادف هذا اليوم يوم صيام مشروع مثل يومي الإثنين أو الخميس، أو على سبيل المثال أن يصوم المسلم ما فاته من رمضان الماضي، أو أن يكون الصيام في هذا اليوم صيام كفارة اليمين أو النذر.

3- رأي الشافعية

إن الشافعية تحرم نية وصيام اليوم الأخير من شهر شعبان، ولكن يستثنى من ذلك من يصوم لقضاء نذر في ذمته أو لقضاء فرض أو نافلة ما، أو لمجرد أنه اعتاد على صيامه إذا صادف يوم الإثنين أو يوم الخميس.

اقرأ أيضًا: أحاديث في فضل صيام التطوع

4- رأي الحنابلة

مكروه عند الحنابلة صيام اليوم الأخير من شهر شعبان تطوعًا إلا في حال كان هذا اليوم موافقًا ليوم كان المسلم معتادًا على صيامه، مثل أن يكون قد اعتاد على صيام يوم وإفطار يوم آخر أو صيام يومي الإثنين والخميس بأن يصادفهما هذا اليوم أو مصادفته لموعد صيام كفارة أو نذر.

دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

إن فضل صوم شعبان فضل عظيم وفرصة كبيرة لكل مسلم ومسلمة يرغب في التقرب من الله تعالى، ونيل رضاه ورضوانه واستقبال شهر رمضان المبارك في أحسن حالة.