مبطلات الصيام في القرآن

مبطلات الصيام في القرآن من اللازم التعرف عليها جيدًا؛ لكي يتجنب المرء أن يقع في إحدى المحظورات دون أن يدري لأن من واجب المسلم أن يتعلم الفقه والشريعة الإسلامية؛ لكي يتمكن من التقرب من الله وعبادته على الوجه الذي يرضيه عنه ويجعله من الفائزين بالجنة، ويرتقي في درجاتها ليتنعم بها، ومن خلال موقع القمة نقوم بعرض هذه الأمور بالتفصيل.

مبطلات الصيام في القرآن

فرض الله الصيام على المسلمين في شهر رمضان وجعله من العبادات التي لها أجر عظيم فقد ورد في كتابه العزيز:[1]

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة:185].

والقصد من الصيام في اصطلاحًا هو الإمساك عن شيء أي يقوم المرء بالامتناع عن المفطرات التي حددها الله، والممارسات التي تفسد الصيام التي وردت في السنة النبوية من وقت الفجر إلى غروب الشمس، وفيما يلي نعرض مبطلات الصيام في القرآن:

1- الجماع خلال ساعات الصوم

يعد الجماع خلال ساعات الصوم من أعظم المفطرات وأكبرها من حيث الإثم وذلك في حال كان الأمر عن عمد واختيار من الطرفين، ويتم اعتبار الصوم فاسد إذ جامع المرء سواء أنزل أو لم يُنزل، ولكن الله جعل الزواج سكن وسكينة ولم يفرض علينا شيء جزافًا أبدًا، إذ إنه سمح للمسلم بالعلاقة الزوجية في ساعات الإفطار من المغرب للفجر كما ورد في قوله تعالى:

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [سورة البقرة:187].

اقرأ أيضًا: هل يفطر الصائم اذا شرب الماء اثناء اذان الفجر

2- الاستمناء في نهار رمضان

العادة السرية أو الاستمناء هو إنزال المني باليد وما إلى ذلك، وهو من مبطلات الصيام في القرآن والدليل على ذلك أن الله قال في حديث قدسي:

(…يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا.) [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة].

وبما أن إنزال المني شهوة يجب على الصائم تركها فإن وقع في هذا التصرف فعليه أن يتوب الله، ويمسك بقية اليوم لحرمة الوقت ويلزم قضاء الصيام في وقت آخر، أما إن أوشك على القيام بالأمر، ثم توقف قبل أن يُنزل فيلزمه توبة نصوح.

لكن الصيام صحيح ولا يتوجب عليه قضاؤه، ومن الأفضل للمسلم ترك كل الشهوات والتركيز في القيام بالعبادات والذكر لطرد الخواطر المثيرة.

3- الأكل أو الشراب عن عمد

أي شيء يصل للمعدة عن طريق الفم يعد من المفطرات سواء كان طعام أو شراب والأمر نفسه لو دخل شيء عن الأنف، فكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا” [المغني لابن قدامة – الراوي: لقيط بن صبرة]

إذن فلو كان وصول الماء للمعدة من خلال الأنف ليس من مبطلات الصيام في القرآن، لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن المبالغة في الاستنشاق أثناء ساعات الصيام.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام رمضان

4- نزول دم الحيض والنفاس

الحيض هو خروج الدم من أقصى رحم المرأة والنفاس هو الدم الذي يخرج عقب الولادة ويبطل هذا الدم الصيام، ولو كان قبيل أذان المغرب بدقائق، إذ ورد في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم “:

…أليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ…” [صحيح البخاري – الراوي أبو سعيد الخدري].

ولكن إن شعرت المرأة بأوان الحيض ولكنها لم تجده إلا بعد غروب الشمس فإن صيامها صحيح وتجزي عليه بإذن الله، وفي حال انقطع الدم ليلًا وطلع الفجر قبل أن تقوم بالاغتسال والطهارة فإن الأئِمَّةٌ أجمعوا على صحة الصوم.

5- التقيؤ عمدًا

إن أصيب المرء بالقيء فإن ذلك لا يبطل صيامه، أما لو تقيء بسبب وضع أصبعه في فمه أو عصر بطنه حتى إن عرض نفسه لما يثير رغبته في التقيؤ أو شم روائح تهيج معدته فإن عليه القضاء، لأن الاستقاءة من مبطلات الصيام في القرآن.

وذلك لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:

“مَن ذرعَهُ القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ ومَن استقاءَ عمدًا فليقضِ” [العلل الكبير – الراوي: أبو هريرة]

اقرأ أيضًا: هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان؟

 ممارسات لا تفسد الصيام

بعد التعرف على مبطلات الصيام في القرآن من الضروري التعرف على الأشياء التي لا تبطل الصيام، لكي يعرف المرء المسلم كيف يقضي يومه بشكل طبيعي دون أن يؤثر على صحة صومه، ونعرض هذه الأمور فيما يلي:

• استخدام الحقنة الشرجية وقطرة العين والأذن.
• القيام بخلع الأسنان ومداواة الجراح.
• استخدام الأقراص التي تذوب تحت اللسان للذبحات الصدرية وغيرها إن تم تجنب ابتلاع ما يمر للحلق.
• إدخال التحاميل واستخدام الغسول في المناطق الحساسة أو الخضوع لفحص طبي والتعرض للمنظار المهبلي.
• استخدام غاز الأكسجين وغاز التخدير إن لم يتم منح المريض محاليل مغذية.
• اللصقات العلاجية التي توضع على الجلد لتخرج ما فيها من أدوية كيميائية.
• استخدام السواك أو فرشاة الأسنان مع تجنب بلع أي شيء ينفذ للحلق.
• أخذ عينات من الكبد أو غيره من أعضاء الجسم إن لم تكن مصحوبة بالتحاليل.
• استخدام مواد علاجية في الدماغ أو النخاع الشوكي.
• منظار المعدة ما لم يصاحبه إدخال أي سوائل للجسم.
• استخدام المضمضة أو الرذاذ العلاج الموضعي للفم.

إن التعرف على مبطلات الصيام في القرآن يساعد المرء المسلم على أن يتبع أوامر الله وينتهي لنواهيه، مما يجعله يحصد ثواب عظيم وحسنات لا عدد لها.