حكم من نذر الصيام ولم يستطع

حكم من نذر الصيام ولم يستطع يعتبر من أكثر الأسئلة التي تحير العديد من الأشخاص، كما يتلقى مجمع البحوث الإسلامية العديد من الأسئلة التي تتعلق بالنذر وأحكامه وكفارته وما إلى ذلك، مع العلم بأنه ليس بالأمر المحبب فعله إلا أن العديد من الأشخاص يلجأون إلى النذر، لذلك من خلال موقع القمة نتعرف على التفاصيل.

حكم من نذر الصيام ولم يستطع

صرح مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، بأن من نذر عبادة من العبادات أو طاعة ما من الطاعات فيجب عليه الوفاء بها، وهذا بإجماع من كافة العلماء، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز {…وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ…} [الحج: 29].[1]

وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ“، (أخرجه البخاري).

كما أوضح مجمع البحوث في الإجابة عن سؤال “ما هو حكم من نذر الصيام ولم يفي به” بأنه متى تحقق شرط النذر وتحققت كذلك القدرة على الوفاء به فلا يجوز العدول عنه إلى الكفارة إلا في حالات العجز التام عن الوفاء، ومن الجدير بالذكر كذلك أن كفارة النذر هي كفارة اليمين، حيث قال الإمام ابن قدامة رحمه الله “من نذر طاعة لا يطيقها، أو كان قادرًا عليها فعجز عنها، فعليه كفارة يمين“.

اقرأ أيضًا: كيفية صيام النذر

ما هي كفارة اليمين

في إطار التعرف على حكم من نذر الصيام ولم يستطع، لا بد من الاطلاع على كفارة اليمين والتي هي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الناذر وأهله، ويكون لكفارة اليمين العديد من الطرق، والتي من بينها:

• إعطاء كل واحد من المساكين مُدا أي كيلو إلا ربع تقريبًا، من قوت أهل الناذر مثل الأرز أو الفول.
• أن يغديهم أو يعشيهم.
• يدفع لهم قيمة الطعام في حال كان ذلك أصلح لهم، أو إعطاءهم كسوة.
• من عجز عن ذلك وجب عليه الصيام لثلاث أيام.

تعتبر هذه الكفارة مذكورة في كتاب الله عز وجل، حيث قال تعالى {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89].

ما هي أنواع النذر

في إطار التعرف على حكم من نذر الصيام ولم يستطع، فلا بد من التعرف على أنواع النذر والتي هي نوعان أولهما النذر المعلق وهو أن يعلق النذر على حصول شيء ما، مثل أن يقول الفرد “إن شفاني الله لأتصدقن بكذا أو لأصومن كذا” وما إلى ذلك من الكلام.

أما النذر الثاني فهو النذر المنجز وهذا يعني الذي لم يعلق على شيء، مثل أن يقوم الفرد “لله علي أن أصوم كذا”، مع العلم بأن كلا النوعين من أنواع النذر لا بد من الوفاء بهما إذا كان المنذور هو فعل الطاعة لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ” (رواه البخاري).

ما هو حكم النذر

صرح الدكتور محمود شلبي وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء بأن الله عز وجل قد أمر بضرورة الوفاء بالنذر، فإذا ما نذر الإنسان شيئًا فقد ألزم نفسه بهذا الشيء ويجب عليه أن يفي به، مستشهدًا بقول الله تعالى {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29].

كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها قد قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم “مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ“.

كما أضاف بأنه كل هذا في حال كان في مقدور الإنسان أن يفي بالنذر وإلا فلا، وذلك لقول الله تعالى عز وجل في كتابه العزيز {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، ولقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم كذلك “مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَا يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ“، رواه البيهقي وغيره.

مقدار كفارة النذر

إن مقدار كفارة النذر هو مقدار الإطعام بما يكفي للغداء والعشاء لكل مسكين من متوسط ما يتغذى به الإنسان الذي وجب عليه تنفيذ الكفارة، حيث يختلف هذا باختلاف المستوى الاقتصادي، ولا يتم في هذا مراعاة وسط المساكين الذين يأخذون الكفارة.

كذلك الأمر بالنسبة إلى الكسوة أيضًا، كما ان كفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين مثلما ذكرنا سابقًا أو كسوتهم، ويكون هذا الإطعام لكل مسكين مقدار صاع واحد من غالب طعام أهل البلد مثل القمح أو الأرز.

ويتم تقدير الصاع عندهم وزنًا يصل إلى حوالي 3.25 كجم، ومن كان الأمر صعبًا عليه فيجوز له حينها أن يُخرج مُد لكل مسكين من غالب قوت أهل البلد، حيث إن هذا هو مذهب الشافعية، وبكون المُد عندهم هو ربع الصاع ويبلغ قدره 510 جرام تقريبًا لأن الصاع عندهم هو 2.04 كجم.

كيفية إخراج كفارة اليمين

أوضح الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى في دار الإفتاء، بأنه هناك خطأ شائع يقع فيه العديد با يخص كفارة اليمين، وهو أنه في حال كان الفرد عليه كفارة تجده يصوم 3 أيام بشكل مباشر على الرغم من أن لديه القدرة على إطعام عشرة مساكين، لذلك فإن الإطعام هنا يكون مُقدم على الصيام مثلما جاء في القرآن الكريم.

كما نوه الشيخ عويضة بأن تحرير الرقبة لم يعد موجودًا في وقتنا الحالي، ولذلك نبدأ بالإطعام وفي حال كان الذي عليه الكفارة قادرًا على الإطعام فلا يجوز الصيام حينها وإن كان غير قادر فبإمكانه أن يصوم.

اقرأ أيضًا: حكم النية في صيام القضاء والنذر

هل النذر يعتبر مكروهًا؟

على الرغم من أن النذر في الأصل شيء مكروه كما هو في مذهب أكثر الشافعية والمالكية والحنابلة لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نَهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن النَّذرِ، وقال: “إنَّه لا يَرُدُّ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِن البَخِيلِ” (متفق عليه)، إلا أنه لا بد من الوفاء بالنذر في حال كان النذر بالطاعة.

من الجدير بالذكر أن النذر يعتبر مكروهًا في الإسلام لذلك أحتار العديد من الأشخاص بشأن أحكام النظر وكيفية الوفاء به وبكفارته، لذلك فلا بد من الاطلاع على كافة التفاصيل التي تتعلق بالنذر والناذر.