هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية؟ وما هي الأضرار الناجمة عن إفشاء أسرار العلاقة الزوجية للآخرين؟ حتى وقتنا هذا لا يعي الكثير من الأزواج أن حياتهم الشخصية العادية لا يجوز لأحدٍ الاطلاع عليها فضلًا عن أدق تفاصيلهم المُتمثلة في العلاقة الزوجية، وعبر موقع القمة نعرض خطورة ذلك الأمر على استقرار الأسرة.

هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية

إن الزواج هو الميثاق الغليظ الذي جعله الله بين الزوج والزوجة، ووضع له الضوابط والأحكام التي يؤدي الانحراف عنها وعدم الالتزام بها إلى العديد من المشكلات التي قد تصل درجة خطورتها إلى الكوارث.[1]

في هذا الصدد نتطرق إلى أكثر الأمور حساسية في الزواج ألا وهي العلاقة الزوجية، ونقول كلمة حساسية نظرًا لخصوصيتها اللامتناهية، فتلك العلاقة مثلما لا يطّلع عليها أحدٌ بشكل مادي، فلا يجوز لأي من الطرفين أن يُطلع عليها أحد بطريقة أخرى.

فنجد -وللأسف- أغلب الأزواج يشاركون تفاصيل علاقاتهم الزوجية لأهليهم، أو أصدقائهم، بل وربما وصل الأمر إلى الأغراب على وسائل التواصل الاجتماعي، سواءً من باب المسامرة، أو الشكوى، وهذا أمر كارثي على جميع الأصعدة، ولا يقبله دين أو عُرف، أو مروءة.

“عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا” [رواه مسلم].

فمن خلال التمعّن في الحديث الشريف نجد الأمر الواضح برفض الشرع إفشاء الأسرار الزوجية، لدرجة أنه جعل من يرتكب مثل هذا الفعل من أشرّ الناس يوم القيامة، وفي هذا دليل على بشاعته وعدم رضا الله عنه.

من الجدير بالذكر في هذا الصدد أن صيغة الحديث الشريف موجّهة إلى الزوج بشكل أساسي لأن المرأة من طبعها الحياء والخجل، ولا يبدر منها مثل ذلك -إلا نادرًا- على عكس الرجال -إلا من رحم الله-.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن رمضان بالصور

المشكلات الناجمة عن التحدث عن العلاقة الزوجية

المشكلات الناجمة عن التحدث عن العلاقة الزوجية

في إطار عرض حكم التحدث عن العلاقة الزوجية، لا بد من تسليط الضوء على الكوارث التي تنتج عن هذا الفعل سواءً من قام به الرجل أو المرأة، والتي نوضحها على النحو التالي:

  • التعرّض إلى غضب الله عز وجل.[2]
  • الطرف الذي يُفشي أسرار العلاقة الزوجية، يصبح غير محل ثقة أو أمان لدى شريكه.
  • تجاوز الأطراف الخارجية التي يتم التحدث معهم، وتدخلهم في تفاصيل الحياة الزوجية، وبالتالي عدم الشعور بالخصوصية.
  • انهيار الأسرة وفقدان استقرارها، وإنشاء جيل من الذكور والإناث لا يفقه المعاني السليمة لقيام الأسرة.

 متى يمكن التحدث عن العلاقة الزوجية

بعد التعرف على حكم الشرع فيما يخص سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، نتطرق إلى الحالات التي يُباح فيها التحدث مع العلم أن الإباحة لا تعني التجاوز، وذلك على النحو التالي:

1- التحدث بين الزوجين

من البديهي أن تلك العلاقة الزوجية -داخل إطار الحلال- بما أنها خاصة بين الزوجين إذن فلا بأس ولا حرج شرعي من التحدث عنها فيما بينهما، بل إن ذلك من الأمور المُستحبة لتوطيد العلاقة بينهما.

في هذه النقطة أيضًا من الجدير بالذكر أنه قد أباح بعض العلماء جواز التحدث عن العلاقة الزوجية بين العاقدين، حيث إنهما صارا زوجان شرعًا.

2- اللجوء إلى الطبيب

من الحالات التي يمكن فيها التحدث عن العلاقة الزوجية، هي عند الاضطرار إلى الذهاب إلى أحد الأطباء عند إصابة أحد الزوجين بأي مرض يستلزم معرفة الطبيب لبعض تفاصيل تلك العلاقة، مع ضرورة مراعاة الحياء في هذا الأمر.

اقرأ أيضًا: هل يفطر من أكل ناسيًا في غير رمضان

3- التحدث عن العلاقة الزوجية بهدف التعلم

المقصود في تلك النقطة أمران، الأول كما هو الحال في بعض الكليات العلمية مثل الطب، التي يقوم فيها المُحاضر بشرح بعض الأمور الخاصة بهذا الموضوع للطلبة.

أما الثاني كمثال عليه الاطلاع على الثقافة الجنسية خاصةً للمقبلين على الزواج، وهنا يُشترط أن تكون المصادر شرعية، وعلمية وموثوق فيها، بحيث تعمل على تقديم محتوى علمي نافع، وليس محتوى غير أخلاقي.

أقر الله في كتابه الكريم أن كلا الزوجين سكنًا للآخر، والسكن لا يجوز له أن يهتك أمان ويزعزع استقرار شريكه، وذلك من خلال التحدث عن العلاقة الزوجية مع أيًا من كان.