هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان؟ أم يتساوى الزوجان في الكفارة؟ مثل هذه التساؤلات تكثر قبل دخول رمضان من قبل النساء خشية الوقوع في معصية وإثم دون علمهم بسبب جهلهم بأحكام الله، ولا يجوز أن تأثم المرأة لجهلها ولذلك سنقوم بتوضيح كل ما يخص حكم الجماع وكفارته فيما يلي من خلال موقع القمة.

هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان

لا شك في أن الجماع من أعظم الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى في نهار رمضان، كما أنها تعد من أكثر المفطرات إثمًا عند الله، والجماع هو العلاقة الجنسية التي تتم بين الزوجين ويقصد بها إدخال الذكر في فرج المرأة، وإذا حدث فسيبطل صيام الزوجين في جميع الأحوال حتى إذا لم يحدث قذف أو إنزال.[1]

أما عن كفارة المرأة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، فإنها تختلف على حسب الحالة التي يتم فيها الجماع فيختلف الحكم إذا ما كانت المرأة متعمدة ذلك عن وضع المرأة إذا كانت مجبرة أو ناسية، وسنوضح ذلك فيما يلي:

1- إن كانت طائعةً

إن كانت طائعةً

إن إجابة سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان وكانت طائعة هي نعم، فقد جاء في مذهب الجمهور: الحنفية والمالكية والحنابلة وقول عند الشافعية أنه إذا جومعت المرأة في نهار رمضان طائعة، يلزمها القضاء، والكفارة.

بذلك فإن المرأة إذا تعمدت أن تجامع زوجها في نهار رمضان أو قام زوجها بمجامعتها في نهار رمضان برضاها التام وكانت مختارة ولم يجبرها، في هذه الحالة يكون كلا الزوجان أثمان ولقد فسد صيامهم.

كما أن عليهم لزوم الإمساك بعد أن قاما بالجماع، فلا يصح تناول أي من الطعام أو الشراب، وعليهما الإمساك حتى أذان المغرب، ووجب عليهم الاستغفار والتوبة على ما فعلا.

وجب عليها الكفارة قياسًا على الرجل، وذلك لأن في الأحكام الشرعية تستوي المرأة مع الرجل، وكفارة الجماع هي عتق رقبة مؤمنة، وإذا لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين إذا استطاع، ولا بد من أن يكون الشهرين متتابعين ولا يجوز أن يتم قطع الصيام فيهم، وإذا تم الإفطار يوم واحد فعليهم إعادة الصيام من البداية، أما إذا لم يستطع الصيام لمرض أو لعذر فعليه إطعام ستين مسكين.

ورد ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا…” [رواه البخاري].

من الجدير بالذكر أنه لا يصح أن يتشارك الزوجان في كفارة واحدة، فكل منهما أذنب وصدر منه ما ينافي الصيام من الجماع ولذلك وجب على كل منهما كفارة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة في السيارة اثناء السفر

2- إن كانت معذورة

هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان وكانت معذورة بالإكراه أو النسيان أو الجهل بتحريم الجماع في نهار رمضان؟ فإن في هذه الحالة صومها صحيح ولا يلزمها القضاء أو الكفارة، وهي رواية عن الإمام أحمد، واختارها شيخ الإسلام، واختاره من المعاصرين: الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله.

تم الاستدلال على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية، فأخذوا الدليل من قول الله سبحانه وتعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وقول أبي هريرة رضي الله عنه: “مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ[صحيح البخاري]، واتفقوا على أن الجماع وسائر المفطرات تقاس على الطعام والشراب.

كما جاء التأكيد أن من يتم إكراهها على ممارسة الجماع فلا إثم عليها فقد جاء عن عبد الله بن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه[صحيح الجامع].

هناك بعض الأقوال تثبت أن على المرأة في حالة النسيان القضاء وليس عليها كفارة، ولكن هذا قول مغلوط فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن أفطَر في شهرِ رمضانَ ناسيًا فلا قضاءَ عليه ولا كفَّارةَ [صحيح ابن حبان].

ما هو حكم المرأة إذا جامعها زوجها في قضاء رمضان متعمدًا

بعد معرفة إجابة سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، نوضح أنه إذا قام الرجل بمجامعة زوجته في نهار يوم قضاء رمضان فلقد أذنبا وعليهم التوبة والإمساك احتراما لليوم ولكن لا توجب عليهم الكفارة ولكن وجب عليهم التوبة والاستغفار والقضاء.

اتفقت المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية، والشافعية، والحنابلة أنه لا كفارة على الرجل أو المرأة، وذلك لانعدام حرمة الشهر ولأن النص بوجوب الكفارة ورد فيمن جامع في نهار رمضان.

ما حكم المرأة التي جامعها زوجها ولا تعلم أنه يلزمه كفارة

إذا قامت المرأة بمطاوعة زوجها بمجامعتها ولم تكن تعلم أنه وجب عليها الكفارة، فما دامت تعلم أن الجماع في نهار رمضان حرام وجبت عليها الكفارة حتى وإن كانت لا تعلم ما هي الكفارة فإن الجهل بالعقوبة لا يعذر به العبد، بل هو تقصير في حق الله وتساهل في تعليمات الله وأوامره.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الشفشفه في نهار رمضان

ما هي كفارة المرأة إذا جامعها زوجها وهي حائض

في إطار معرفة إجابة سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، نوضح أن جماع الحائض دون أدنى شك من الأمور المحرمة والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وذلك في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 22].

إذا قام الرجل بمجامعة زوجته فقد أذنب وعليه أن يتوب إلى الله كما أن عليه كفارة، وليس على المرأة شيء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أَتَى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِهَا أو كاهنًا فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ” [رواه أبو هريرة].

كفارة الرجل في ذلك الحال هي أن يتصدق بدينار أو نصفه على الفقراء والمساكين، فقد جاء عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ في الرَّجلِ يأتي امرأتَه وَهيَ حائضٌ يتصدَّقُ بدينارٍ أو بنصفِ دينارٍ” [صحيح النسائي].

أما إذا كان الجماع في شهر رمضان في الليل فإنه قد أذنب وعليه التوبة والكفارة التي قمنا بذكرها، ويختلف الأمر إذا كان الجماع في نهار رمضان فهو بذلك يكون قد ارتكب أثمين وعليه القضاء والكفارة التي قمنا بذكرها في الأعلى.

أما عن المرأة فليس عليها ذنب كما أنه لم يوجب عليها القضاء وليس لها كفارة لأن الصيام قد وقع عنها بسبب أنها حائض.

دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

إن أحكام الله واضحة وعلى المؤمنة دائمًا أن تتجنب الوقوع في الذنب، فعليها أن تمنع زوجها عنها إذا رغب أن يجامعها في نهار رمضان حتى لا تقع عليها تلك المعصية، ولن تكون مخالفتك لزوجك هنا إثم عليك بل سيكون لأجل ابتغاء مرضاة الله والبعد عن ذلك الإثم العظيم.