ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء؟ وما حكم تأخير القضاء بدون عذر؟ الكثير من تلك الأسئلة تكثر مع دخول رمضان، وذلك بسبب حرص المسلمين على طاعة الله بأفضل شكل، والالتزام الكامل بالشريعة وأحكامها، لذلك سوف نتعرف على أحد الأحكام المهمة في رمضان بالأحاديث والآيات القرآنية التي تدل عليها من خلال موقع القمة.

ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء

ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء

الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض لا يسقط، ويلتزم المسلم به بعد الشهادتين والصلاة والزكاة، والله فرض الصيام على كل المسلمين، فقال الله تعالى:

{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة 183].[1]

فالصيام يعني عزم النية على الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب، والآن نذكر ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء وهو ينقسم إلى حالتين هما:

1- تأخير القضاء بدون عذر 

يقول المذهب الحنفي والشافعي أن قضاء التأخر بدون عذر وعلة قوية، يجب قضاؤه في أي وقت، ويستدلون على هذا بقوله تعالى {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة 184]، لذلك فهم يقولون إنه لا يوجد كفارة، ويمكن قضاء الأيام في أي وقت، وتظل الأيام في ذمته، حتى وإن حلت رمضانات أخرى.

أما المذهب المالكي والحنبلي، يقولون إنه يجب قضاء الأيام قبل مجيء رمضان التالي، وإذا تم تأخيره بعد رمضان يكون عليه كفارة إفطار 60 مسكينًا، على أن يأخذ كل مسكين منهم نصف كيلو من التمر أو الأرز، ويرون أن هذه ضريبة تأخير.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش

2-  تأخير قضاء رمضان لعذر

إذا كان الإفطار في رمضان لوجود العذرين الذي نص عليهم الإسلام، وهما المرض والسفر، فمثلُا المرض الذي سوف يتم الشفاء منه على المسلم قضائه قبل رمضان ولا يكون على المسلم كفارة أو إطعام، وإذا كان مرض لا يشفى منه فأيضًا لا يكون عليه سوى القضاء.

رأي ابن باز فيمن دخل عليه رمضان وعليه أيام قضاء

إذا دخل الإنسان رمضان وعليه قضاء في رأي ابن باز يجب عليه التوبة والندم على الإثم الذي ارتكبه، وينوي على عدم فعل هذا الذنب مرة أخرى، مع الالتزام بالإطعام على عن كل يوم قد فطرته.

لكن العذر للمرض ليس عليه كفارة، فعليه فقط بالقضاء، ولا بأس أن يجمع المسلم كفارة الأيام جميعها ويعطيها لشخص واحد في أول الشهر أو آخره.

هل يشترط القضاء على الفور أم أن في الأمر متسعًا؟

لا يشترط قضاء أيام رمضان على الفور أو يكونوا متتابعين، سواء كان الأيام لعذر (المرض أو السفر) أم بغير عذر، لذلك يمكنك صيام أيام القضاء في أي وقت من العام، ولكن هناك بعض الشيوخ يفضلون الإسراع ويستدلون في ذلك بقول الله تعالى:

{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [سورة آل عمران 133].

اقرأ أيضًا: مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

ما حكم من عليه قضاء من رمضان، ولم يقضيه لعذر حتى مات؟

من كان عليه قضاء رمضان لعذر كالمرض، وقبل أن يقضيه توفاه الله، فلا شيء عليه، ولا يلزم الإطعام عنه، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الأربعة.

ما حكم من عليه قضاء، ولم يقضيه لغير عذر حتى مات؟

يختلف العلماء في حالة ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء وكان بدون عذر شرعي، ثم توفاه الله قبل أن يقضيها، وهناك حالتين، وهما:

1- الرأي الأول

هو إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطره، وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء وأبي حنيفة والشافعي والمالك، لكن فريضة الصوم لا أحد يفعلها بالنيابة عن أحد سواء كانت في الحياة أو في الموت، فالصلاة والصوم لا أحد يفعلها بالنيابة عن أحد.

ولكن هناك ملحوظتين قالهما أتباع الحنفية والمالكية أنه إذا أوصى الميت بالإطعام، فيجب الإطعام بدلُا منه، ولكن إذا لم يوصي فليس عليه شيء.

2- الرأي الثاني

رأي الشافعي أن يتم الإطعام سواء أوصى أو لم يوصي ويقام بالصيام عنه، وهذا الرأي أخذه ابن باز وابن عثمنيين، لجنة الفتوى الدائمة، ويرجع هذا الرأي إلى حديث شريف روته عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو:

من مات وعليه صيامٌ صام عنه وليُّه” [المصدر: البخاري ومسلم].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء متقطع

ما حكم من مات وهو عليه كفارة جماع

كفارة الجماع (عتق رقبة) وهي ليست موجودة الآن، والبديل عنها صيام 60 يوم متتاليين، وإذا لم تستطيع فيمكنك إطعام 60 مسكينًا، وإذا لم يؤدي الكفارة فلا شيء عليه.

كما لا يلزم الإطعام بدلُا منه، وهذا اتفاق المذاهب الأربعة، ولكن إذا توفى ولم يصم ولم يقض وكان على مقدرة يبقي دينًا عليه، ويمكن أن يقضي الدين أي شخص.

وضع الله عز وجل تشريعات وضوابط في كافة أمور المسلمين لكل ظرف يمكن أن يمر به الإنسان، وخاصة في أمور الصوم يجب الإلمام بها وأخذ رأي أهل العلم لمنع الوقوع في الذنب.