قصائد عن شهر رمضان مكتوبة تعبر عن فضائل الشهر الكريم، ومدى تعلق قلوب المسلمين به، والشوق الذي يسكنهم حتى يستقبلوه بروحٍ أنهكتها الذنوب والمعاصي كمغتسلٍ لها ومُطهرٍ، كلمات خطّتها أنامل الشعراء العرب الذين امتازوا بالفصاحة والبلاغة، نعرضها من خلال موقع القمة بشرحٍ مبسط لمعانيها.

قصائد عن شهر رمضان مكتوبة

قصائد عن شهر رمضان مكتوبة

التعبير عن الحب لشهر رمضان المبارك يتم بشتى الطرق التي يستطيع ويتمكن منها المرء، والتي تكون على رأسها إطلاق العنان للكلمات التي تخطها الأصابع بما يمليه عليها القلب، مكونة قصيدة تكون بوابتك للدخول في رحاب إيمانية مختلفة.[1]

في هذا السياق وبما إن وطننا العربي به الكثير من الكنوز التي نجحت في تأصيل قدراتها الأدبية واللغوية وإثبات مواهبها، نستعرض فيما يلي بعضًا من قصائد عن شهر رمضان مكتوبة، لزمرة من الشعراء، وذلك على النحو التالي:

1- قصيدة هذا هلال الصوم من رمضان

نستهل أول القصائد الرمضانية، بأبيات من قصيدة هذا هلال الصوم من رمضان، للشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، وذلك كما يلي:

هذا هلال الصوم من رمضان   بالأفق بان فلا تكن بالواني

وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه     واجعل قراه قراءة القرآنِ

صمه وصنه واغتنم أيامه      واجبر ذما الضعفاء بالإحسان

واغسل به خطّ الخطايا جاهدا   بهمول وابل دمعك الهتّان

 يصف الجذامي فرحته برؤية الهلال الذي يدل على دخول شهر رمضان المفتوحة له الأبواب على مصراعيها، ويحث الجميع على عدم الاستكانة، بل تهلل الأسارير، ويتم تعظيم قدوم الشهر المبارك بقراءة القرآن الكريم.

فضلًا عن أداء الفريضة التي أتى بها وهي الصيام، والحرص على اغتنام كل لحظاته وعدم تركها تنسال من بين الأيادي، فلا تدري فيما انقضت، وأن نراعي الضعفاء منا بالسعي إلى أن نكون سببًا لجبرهم.

أما الهدف الأسمى والذي لا بد من فعل كل ما في الوسع وأكثر لتحقيقه، فهو غسل النفس من خطاياها بالأدمع التي تكون دليلًا على تذكر الذنب والاعتراف به، والاستحياء من فعله، وطلب المغفرة عليه.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر

2- قصيدة رمضان يا حلو الشمائل

ننتقل إلى القصيدة الثانية من قصائد عن شهر رمضان مكتوبة، وهي رمضان يا حلو الشمائل التي كتبها الأديب والطبيب المصري أحمد زكي أبو شادي، والتي نعرض بعضًا من أبياتها على النحو التالي:

بوركت شهر النور     تغزو الليل دون عساكر

ما بين أعراس         وألعاب ولهو دائر

ومسبحين مرتلين      إلى نهى ومنابر

ونوافح علوية          سارت كشعر سائر

بوركت ولتهنأ بك     الدنيا هناءة شاكر

انتقل أبو شادي في منتصف قصيدته إلى مدح شهر رمضان الذي وصفه بالنور الذي يأتي ليضيء عتمة الليل كأنه غازيًا لكن بدون عساكر، وذلك لأنه الضيف الوحيد الذي يُستحب قدومه، ويُعبّر عنها بمظاهر الفرح التي تكاد تنقلب أعراسًا.

مع كل هذا تُلقي نظرة لتجد المسلمين الذي استغرقوا في التسبيح وترتيل القرآن في كل الأوقات والأحوال، وتشعر بنفحات الإيمان وهي تسري في العروق والقلوب، وذلك ببركات رمضان الذي يعد من أجلّ نعم الله التي تستوجب الشكر والحمد عليه.

3- قصيدة رمضان أقبل

في ضوء عرض قصائد عن شهر رمضان مكتوبة، نتطرق إلى بعض شعراء العصر الحديث ألا وهي قصيدة رمضان أقبل للشاعر حسن الحضري، ومن أبياتها نذكر ما يلي:

رمَضانُ أقبلَ باسِطًا ثوبَ التُّقَى   لِمَنِ استجابَ بِصالحِ الأعمالِ

وتصفَّدتْ جِنُّ الغوايةِ وارتدَتْ    ثوبَ الهوانِ وعُوجِلَتْ بِنَكالِ

ودَعاكَ ربُّ النَّاسِ فانشُدْ عفوَه    واسألْه تَظفرْ منه خيرَ نوالِ

إنَّ الشَّقِيَّ مَنِ استكانَ وما دَرَى   في الحشـرِ سوفَ يَؤولُ أيَّ مآلِ

يَمضـي إلى الآثامِ ليس بِمُقْلِعٍ      لم يَدرِ أنَّ العيشَ طيفُ خيالِ

 يستهل الشاعر قصيدته التي تحمل في بطائنها ألطف المعاني المُعبّرة عن قدوم شهر رمضان فاتحًا أذرعه لكل مسلم أراد أن يتخذ من مُعينًا له التقرب إلى الله، وتقواه بفعل كل ما يُرضيه من صوالح الأعمال.

ففي الشهر العظيم ومن رحمة الله بعباده أن سلسل الشياطين ألد أعداء المؤمنين التي تؤزهم أزًا على فعل المنكرات واجتناب الطاعات، وجعلها ذليلة في تلك الأيام لا تقدر على أداء مهامها، بل وتتحسر وهي ترى عباد الله يقبلون عليه بقلوب خاشعة ومحبة.

كل هذا دعوة صريحة من رب العالمين لعباده أنه يريد أن يعفو عنهم ويغفر، فقد أبعد عنهم كل ما يعرقلهم، ولم يبق سوى أنفسهم، والفالح من استطاع جرّها إلى طريق الله وإن تعثرت.

على الناحية الأخرى إن الخاسر الخسران المبين من تكون مصيبته في نفسه لا في شيطانه، فيزداد في الآثام والخطايا ولا يغتنم كنوز رمضان من المغفرة والرحمة، وأن يقدم لنفسه ما ينفعه غدًا.

اقرأ أيضًا: تهنئة بحلول شهر رمضان بالإنجليزي

4- قصيدة مضى رمضان أو كأني به مضى

نختم قصائد عن شهر رمضان مكتوبة، للشاعر الأندلسي ابن الجنان في قصيدته مضى رمضان أو كأني به مضى، والتي يعبّر فيها عن مدى حزنه لانقضاء هذا الشهر، وهذا ما نتبين منه في الأبيات التالية:

مضى رمضانٌ أو كأني به مضى      وغاب سناه بعد ما كان أو مضا

فيا عهده ما كان أكرم معهداً           ويا عصره أعزز عليّ أن أنقض

ألم بنا كالطيف في الصيف زائراً       فخيم فينا ساعة ثم قوضا

فيا ليت شعري إذ نوى غربة النوى   أبالسخط عنا قد تولى أم الرضا

يعبّر ابن جنان عما يجول في خاطره وخاطر كل مسلم يشعر بالأسى والحزن لانتهاء رمضان الذي يشبه عتمة تصيب الروح وكل ما يحيط بها، هذا الشهر الجليل الذي وهبه الله لعباده ورزقهم فيه بالكرم والجود والعز الذين اختصهم به.

يناجي الشاعر شهر رمضان داعيًا أن يعود مرة أخرى ولو كالضيف الخفيف الذي لا يلبث إلا ساعة، مُتمنيًا أن يكون رحيله الذي وإن كان مؤلمًا أن يكون بالرضا لا بالسخط.

تعد القصائد المكتوبة عن رمضان من أكثر الأمور المُحببة إلى قلوب الكثير من الناس، إذ يشعرون بأنها تعبّر عنهم بما لا يستطيعون أن ينطقوا به، وكأن بها تتوحد المشاعر متكاتفة ليتلفظ بها لسانٌ واحدٌ.