هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات؟ وما هو أثر العادة على الوازع الديني؟ فهناك العديد من الأحكام الفقهية التي يغفل عنها أغلب المسلمين، وهذا على الرغم من أن معرفتها أمر ضروري ومهم للغاية؛ لكي يبتعد المسلم عن الأفعال القبيحة؛ لهذا عن طريق موقع القمة نتناول الحديث حول حكم الصيام بعد العادة.

هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات

هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات

إن فعل ممارسة العادة في حد ذاته من الأمور غير المُستحبة في الدين الإسلامي بصورة عامة؛ لذا يكثر تساؤل الفتيات حول هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات، فتأتي الإجابة فيما يلي:[1]

  • نعم يجوز الصيام بعد الليلة التي تم فيها ممارسة العادة السرية؛ لأن الليل ليس محلًا للصوم، بينما إذا كانت العادة ممارسة في وقت آخر فلا يجوز الصيام ويجب الاغتسال والاستغفار.
  • إذا نوت الفتاة الصيام ومارست العادة قبل الفجر ولم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فيكون صيامها صحيح.
  • يجب العلم جيدًا أن العادة السرية مُحرمة، فهي تحمل مخاطر صحية متعددة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية

أثر العادة السرية على الوازع الديني

عقب الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات، فمن الجدير بالذكر أن لممارسة هذه العادة الكثير من الآثار السلبية على الوازع الديني؛ لهذا قام الله – سبحانه وتعالى – بتحريم فعل هذا الأمر القبيح، ومن آثاره ما يلي:

  • الإحساس بالندم والحسرة؛ لأن التي تُمارس هذه العادة وهي على علم بحرمتها تزرع في قلبها شعور البُعد عن الله، وضعف الإيمان في قلبها.
  • وجود العجز عن أداء العبادات؛ لأن ممارسة العادة تُصيب الفتاة بالخمول والعجز حين الحاجة إلى الاغتسال لأداء الصلاة أو تلاوة القرآن الكريم، وذلك يكون من وساوس الشيطان.
  • اتباع الشهوات والمحرمات تُضعف الإيمان بالقلب، فهو بمثابة الوعاء وعمل الفتاة هو الذي يملأ القلب، وهذا قد يكون بالطاعة أو المعصية.
  • تُحل الفتاة المعصية وتستخف بها؛ وهذا يعود لكثرة ممارستها وشعورها بالحاجة الدائمة لفعل هذه العادة.
  • المعاناة من الافتقار للتوفيق من المولى – عز وجل – وغياب توفيقه بعصيانه وترك طاعته.
  • روى عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه – أنه قال: “…يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ[المصدر: صحيح مسلم].

كيفية التخلص من العادة السرية

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات، فلا بد أن نتناول الحديث حول الإرشادات والطرق التي تساعد الفتاة في ترك فعل هذه المعصية والابتعاد عن فعل الأمور القبيحة وغير المُستحبة، وهذا يأتي على النحو الآتي:

  • التخلص من الأدوات التي تساهم في إثارة النشاط المرضي الذي يؤدي إلى ممارسة العادة؛ لأن فيها تسهيل للفتاة في العودة مرة أخرى للممارسة.
  • إذا كانت الفتاة تشاهد المواقع الإباحية، عليها حجب هذه المواقع أو حذف المقاطع ومجاهدة النفس في عدم مشاهدة أي شيء يُثير الشهوة.
  • محاربة أوقات الفراغ لدى الفتاة، وعدم الخضوع لنزوات الشهوة الأولى، حيث إن الوحدة والفراغ هما السبيل الرئيسي للوصول لهذه العادات السرية وفعل المعصية.
  • اللجوء إلى المولى – سبحانه وتعالى – للتخلص من العادة السرية.
  • إشغال الوقت بما هو نافع ومُفيد، مثل: (لعب الرياضة – التسجيل في الدورات – الانشغال بالأعمال الاجتماعية).
  • الإكثار من العبادات كالصلاة والنوافل والقرآن والذكر والدعاء وكذلك الصيام، فروت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: النِّكاحُ من سنَّتي، فمن لم يعمَل بسنَّتي فليسَ منِّي، وتزوَّجوا، فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأممَ، ومن كانَ ذا طَولٍ فلينكَح، ومن لم يجِد فعلَيهِ بالصِّيامِ، فإنَّ الصَّومَ لَهُ وجاءٌ [المحدث الألباني].

حكم نزول المني دون ممارسة العادة السرية

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات، فلا بد من توضيح الحكم الخاص بنزول المني دون ممارسة هذه العادة، حيث إن النية المتعمدة للفعل هي الشرط الأساسي لواجب حدوثه حتى يُحاسب على ما فعله المرء.

إذا نزل مني الفتاة دون تعمد منها كالخروج وهي في حالة النوم ففي تلك الحالة لا يكون محرمًا، روى عبد الله بن عباس – رضي الله – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال::

“… أما علِمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ؛ عن المجنونِ حتَّى يبرأَ، وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ؟ قال: بلَى، قال: فما بالُ هذه تُرجَمُ؟ قال: لا شيءَ، قال فأرسِلْها، قال: فأرسِلْها، قال: فجعل يُكبِّرُ” [المصدر: صحيح أبي داود].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة

دليل جواز صيام من به جنابة

بعد الوصول إلى إجابة سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل للبنات، فمن المهم توضيح أن هناك دليل على جواز الصيام لمن لم يغتسل من السُنة النبوية الشريفة، حيث إن السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت:

أَتَى رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ في رَمَضَانَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، احْتَرَقْتُ، احْتَرَقْتُ فَسَأَلَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ما شَأْنُهُ؟ فَقالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي، قالَ: تَصَدَّقْ فَقالَ: وَاللَّهِ، يا نَبِيَّ اللهِ، مَالِي شيءٌ، وَما أَقْدِرُ عليه، قالَ: اجْلِسْ فَجَلَسَ، فَبيْنَا هو علَى ذلكَ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَسُوقُ حِمَارًا عليه طَعَامٌ…”

“…فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَيْنَ المُحْتَرِقُ آنِفًا؟ فَقَامَ الرَّجُلُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: تَصَدَّقْ بهذا فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَغَيْرَنَا؟ فَوَاللَّهِ، إنَّا لَجِيَاعٌ، ما لَنَا شيءٌ، قالَ: فَكُلُوهُ” [المصدر: صحيح مسلم].

إن العادة السرية من أكثر الأفعال قبحًا في الإسلام، فهي فعل شاذ وغير سوي، وينتج عن ممارسة هذه العادة بأي شكل من أشكالها العديد من الأضرار الصحية والدينية والنفسية لكلا الجنسين، فيجب العزم على الابتعاد عنها.