لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر؟ ولماذا سمى بالشهر الفضيل؟ حيث إن شهر رمضان هو شهر الطاعات والغفران والرحمة، وهو الشهر الذي يسعى فيه المسلم للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بشتى الطرق حتى ينالون البر والرضا من الرحمن جل وعلا، لذلك ومن خلال موقع القمة نتعرف على التفاصيل.

لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر

لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر

من أجل الإجابة عن سؤال لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر، يرجى العلم بأنه قد جاء في تسمية شهر رمضان بهذا الاسم عدة أقوال قام أهل اللغة بذكرها، فمنهم من يقول إنه قد تم تسميته بهذا الاسم لأنه غالبًا ما يصادف زمن الرمضاء وهو الذي يشتد الحر فيه في جزيرة العرب.[1]

مع بعض الأقوال الأخرى لسبب التسمية، أما بالحديث عن لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر، فمن الممكن أن نتعرف على الإجابة من خلال ما يلي:

1- سبب تسمية شهر رمضان بشهر القرآن

من المعروف أن شهر رمضان الكريم هو شهر الخير والبركة، وقد تم إطلاق العديد من الأسماء الفضيلة على هذا الشهر الكريم، ولكن يعتبر أهم هذه الأسماء على الإطلاق هو تسميته بشهر القرآن الكريم، حيث يعود سبب التسمية إلى أن سيدنا جبريل كان ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان حتى يعلمه القرآن الكريم.

لذلك فقد ميز الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الكريم عن بقية الشهور الأخرى بنزول القرآن الكريم فيه، ومن هنا جاءت العلاقة التي تم على إثرها تسمية شهر رمضان بشهر القرآن.

اقرأ أيضًا: دعاء العشر الأوائل من رمضان

2- سبب تسمية شهر رمضان بشهر الصبر

يتم إطلاق اسم شهر الصبر كذلك على شهر رمضان الكريم مع العلم بأن من أطلق هذا الاسم على هذا الشهر الكريم هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال “صومُ شهرِ الصَّبرِ وثلاثةُ أيامٍ من كلِّ شهرٍ صومُ الدَّهرِ كلِّه“، (أخرجه أحمد بسند صحيح).

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بوصف شهر رمضان بأنه شهر الصبر نظرًا إلى أن المسلم يصبر فيه على عدة أنواع من الصبر والتي تتمثل فيما يلي:

  • الصبر على الطاعة الخالصة لله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم من صيام وقيام وصلاة وزكاة، مع الذكر وقراءة القرآن الكريم وغيرها العديد من العبادات والطاعات الأخرى.
  • صبر العبد على قدر الله وقضاءه المؤلم منها والسعيد، كما يتحمل المسلم ألم الجوع والعطش مع ضعف البدن والنفس.
  • صبر المؤمن عن الأمور التي حرمها عليه الله سبحانه وتعالى من شهوات من بينها البعد عن الطعام والشراب والجماع وكل ما هو مفطر أثناء الصيام.

كل هذا يجعل من الصيام أحد أهم وأعظم أشكال الصبر، حيث إنه يجمع بين ثلاث أنواع من الصبر الجميل وهو الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية، والصبر على قضاء الله سبحانه وتعالى وترك كافة أموره عليه.

اقرأ أيضًا: لماذا أخفى الله تعالى موعد ليلة القدر

لماذا سمى شهر رمضان بالشهر الفضيل؟

بعد التعرف على لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن والصبر، فمما لا شك فيه إن شهر رمضان الكريم هو شهر فضيل بكافة المقاييس وقد تم تسميته بهذا الاسم نظرًا إلى أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار، كما أن أجر العبادة في هذا الشهر يتضاعف.

بالإضافة إلى أن هذا الشهر يتميز ويتعدد بفضائله العظيمة والتي من أهمها احتوائه على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والتي تم فيها إنزال القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء، كما أن أبواب السماء تُفتح وأبواب النار تُغلق خلال هذا الشهر الكريم.

ماذا كان يسمى شهر رمضان قديمًا؟

كانت الأسماء التي يتم إطلاقها على الأشهر الهجرية في قديم الزمان تختلف إلى حد كبير عما هي عليه في وقتنا الحالي، ومنها بالطبع اسم شهر رمضان الكريم، منذ عهد قوم عاد وقوم ثمود إلى ما قبل مجيء الإسلام بما يقرب من مئتي عام كان يُسمى تاتل.

تاتل هو الاسم الذي يُطلق على الشخص الذي يتزود بالمياه من عينها أو من بئرها، ويعتبر هذا الاسم دلالة على أن وقت رمضان كان في فصل الشتاء وليس في فصل الصيف، كما كان يطلق عليه اسم زاهر نظرًا لأن مجيئه عند العرب كان مع الوقت الذي ينمو فيه زهر النبات.

من الجدير الذكر أن النبات لا يزهر إلا في وجود المطر، بالإضافة إلى أنه قبل مجيء الإسلام بحوالي مائتي عام قام العرب بتغيير أسماء الأشهر الهجرية وقيل إن اقتراح تغييرها من قبل كلاب بن مرة من قريش، كما أنه هو من سمى الأسماء الحالية كذلك.

بالإضافة إلى اعتماد العرب حينها في الأسماء الجديدة على الظروف المناخية والظروف الاجتماعية التي كانت تتوافق مع كل شهر من الشهور، فأتى اسم رمضان موافقًا لما فيه من شدة الحر، وهي ما تسمى بالرمضاء لذلك أطلق عليه اسم رمضان.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم

أصل كلمة رمضان

يعتبر شهر رمضان هو الشهر التاسع من بين الأشهر الهجرية، حيث يأتي عقب شهر شعبان وقبل شهر شوال، كما أن رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم، وهو الشهر الذي فُرض فيه الصيام على الأمة الإسلامية.

كما أن عدد أيامه يتراوح بين التسعة والعشرين والثلاثين يومًا، ومن الجدير بالذكر أن كلمة رمضان مفرد وجمعها رمضانات أو أرمضة ورماضين، وفيه تُصفد الشياطين، أما بالحديث عن أصل كلمة رمضان فيعود إلى الرمض.

الرمض هو شدة الحر مثلما ذكرنا سابقًا على الرمال وغيرها أو رمض اليوم بمعنى زاد حره واشتد، كما في قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عندما دخل على أهل قباء وهم يصلون الضحى وقال:

صَلَاةُ الأوَّابِينَ إذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ“، (رواه مسلم).

يعني هذا أن صلاة الضحى تكون في وقت اشتداد الحر، ومعنى رمضت الفصال أي احترقت أخفاف صغار الإبل والتي يتم تسميتها اسم “الفصال” من حر الرمال وأرمضته أي أحرقته، والتي منها أصل كلمة رمضان كما ذكرنا في السابق.

إن شهر رمضان الكريم لهو من أحب الشهور إلى قلب كل مسلم وقلب كل مسلمة، فهو شهر الغفران والطاعة والأجر والثواب، لذلك يهتم العديد من المسلمين بالتعرف على الأسباب الحقيقية لتسميته بشهر الصبر والقرآن.