يُعد حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال من الأحكام التي يجب على كل زوجين معرفتها؛ حتى لا يقعوا في الإثم وما حرمه الله تعالى جهلًا منهم برأي الشرع، وفي مسألة معاشرة الزوجة بعد طهرها قبل الاغتسال؛ لذلك من خلال موقع القمة سوف نتناول الحديث حول هذا الأمر بالتفصيل.

حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال

حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال

ينبغي أن يعلم كل الأزواج العلم بالكثير من الأحكام التي تساعدهم في عدم الوقوع في الخطأ وما حرمه المولى – عز وجل – في الشريعة الإسلامية؛ لذا يأتي الحديث حول حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال، وانقسم رأي أهل العلم بشأن هذا الحكم إلى عدة آراء، وهم يتمثلون فيما يلي:[1]

  • ذهب كل من المالكية والشافعية والحنابلة أن الطهر الذي يحل للرجل معاشرة الزوجة فيه هو توقف الدم عنها، وقامت بالتطهر بالمياه كتطهير الجنابة.
  • استند الحنفية على قول الله تعالى {… يطهرون}، ويرون أن الطهر فقط هو توقف دم الطمث حتى تتحقق الطهارة.
  • روت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالت: أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ أبِي حُبَيْشٍ، سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَتْ: إنِّي أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ، أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ، فَقالَ: لا إنَّ ذَلِكِ عِرْقٌ، ولَكِنْ دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الأيَّامِ الَّتي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا، ثُمَّ اغْتَسِلِي وصَلِّي” (صحيح البخاري).
  • يُستدل من هذا أنه يُمنع على الزوج وطء الزوجة قبل أن تغتسل.
  • لو كان الدم قد انقطع وظهرت علامة الطهر، فلا يجوز الجماع قبل أن تغتسل.

اقرأ أيضًا: هل من شروط الصيام الطهارة من الحيض

الأدلة الشرعية على تحريم وطء الحائض

في إطار الحديث حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال، فلا بد من توضيح الأدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي يتم الاستدلال بها لتحريم وطء المرأة خلال فترة الدورة الشهرية.

حيث جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222].

تُشير هذه الآية الكريم إلى أن الله تعالى لم يُبح إتيان النساء إلا إذا تطهرن، أي اغتسلن بعد انقطاع دم الحيض فأصبحن طواهر الطهر الذي يُجيز لهن به الصلاة.

كما روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – وقال:

…. اصنعوا كلَّ شيءٍ إلا النكاحَ…” (صحيح مسلم).

سمح الحنفية والشافعية بإيجاز استمتاع الزوج بجسد زوجته خلال فترة الدورة الشهرية دون وطء، وهذا من السرة إلى الركبة لكن من وراء حائل، ولكن منع الحنفية النظر إلى ما تحت الإزار، وصرح المالكية والشافعية بهذا ولو بشهوة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال في نفس يوم الصيام

كفارة من جامع زوجته قبل الغُسل من دم الحيض

بعد الحديث حول حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال، فمن المهم توضيح أن هناك كفارة تقع على الزوج إذا جامع زوجته قبل الغُسل من دم الدورة الشهرية، ويأتي حكم هذه الكفارة فيما يلي:

  • إذا نسى الزوج أو ظن أن زوجته قد انتهت من فترة الحيض واغتسلت، فلا بأس من فعل هذا ولا حرج عليه أو إثم.
  • في حال قام الزوج بجماع زوجته وهي حائض، وهو يعلم أنه حرام، فوقع عليه الإثم، وعليه التوبة من هذا الفعل والإكثار من الاستغفار.
  • روى عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: في الرَّجلِ يأتي امرأتَه وَهيَ حائضٌ يتصدَّقُ بدينارٍ أو بنصفِ دينارٍ” (صحيح النسائي).

يجب على كل زوج وزوجة أن يعلما جيدًا أحكام الشريعة الإسلامية التي تجعل عليهم إثم؛ وذلك من أجل عدم فعل المحرمات والممنوعات في الدين، والإلمام الصحيح بما أمر به وأحله الله تعالى.