هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر؟ وما الذي يحلّ لكلا الزوجين في الحدود الشرعية؟ ففقه الزواج مليئ بالأحكام التي يكون واجبًا على كل مسلم متزوج أن يعرفها حتى لا تنفلت قدماه في طريق المحظورات فضلًا عن المُحرمات، وهذا بالتحديد ما سنقوم بتوضيحه من خلال موقع القمة.

هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر؟

هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر

قد أباح الله عز وجلّ للزوجين أن يستمتع كلٌ منهم بالأخر، وأجاز لهما الكثير من الأمور التي لا يجوز فعلها مع أحدٍ آخر سواهما، وعلى إثر ذلك وفي إطار طرح أحد الأسئلة التي قد يتحسس منها الكثيرون، لكن وجب معرفتها، وهي هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر؟[1]

فكانت إجابة الفقهاء بالإثبات، حيث إن نظر الزوجين لأجساد بعضهما هو مباحٌ ولا خلاف فيه، وذلك استنادًا إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التالي:

“عن معاوية القشيري قال: قلت يا رسولَ اللهِ عوراتُنَا ما نأتِي منها وما نذرُ قال احفظْ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو مما ملكتْ يمينكَ فقال الرجلُ يكون مع الرجلِ إن استطعتَ أن لا يَراها أحدٌ فافْعَل قلتُ والرجلُ يكون خاليًا قال فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ” [رواه الترمذي].

يتبين لنا من هذا الحديث الشريف أنه في إطار تحريم كشف العورات بين الناس وبعضها، حتى لو كان المرء بمفرده فإنه من المُستحبّ ألا يكشفها من باب الاستحياء من الله عز وجل، إلا أن ذلك التحريم يسقط بين الزوجين.

ففي هذا السياق أيضًا ذكر موقع الفتاوى بن باز شرحًا لهذا الأمر، بأن الله قد أباح للزوجين ما هو ما أعظم ألا وهو الجماع، فكيف يكون النظر مُحرمًا.

اقرأ أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في رمضان

سبب تحريم نظر الزوجين لفروج بعضهما

يأتي سؤال هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر، إلى استناد بعض الناس إلى واحدٍ من الأحاديث النبوية التي ثَبت أنها ضعيفة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها لأخذ حكم شرعي، وهو الحديث التالي:

“عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيتُ فَرْجَ رسولِ اللهِ قطٌّ” [الألباني].

بينما الحديث الصحيح الوارد عن أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، والذي يثبت أنها والرسول كانا يغتسلان من إناء واحد، واتخذه العلماء دليلًا شرعيًا على جواز نظر الزوجين لأجساد بعضهما حتى من غير جماع، هو الحديث التالي:

“عن عائشة رضي الله عنها قال:

كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ بَيْنِي وبيْنَهُ واحِدٍ، فيُبَادِرُنِي حتَّى أقُولَ: دَعْ لِي، دَعْ لِي. قالَتْ: وهُما جُنُبَانِ” [رواه: مسلم].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء

حدود استمتاع كل من الزوجين بالآخرهل يجوز

بعدما عرضنا الإجابة الشافية عن هل يجوز نظر كل من الزوجين إلى فرج الأخر فمن الجدير بالذكر توضيح الحدود الشرعية التي أباحها الله بين الزوجين، وما هي الأمور التي فعلها يعتبر تعدّيّا عليها، وذلك على النحو التالي:

الأمور المُباحةالأفعال المُحرمّة
نظر كلٌ منهما للآخرالإتيان في الدبر
جميع أنواع كلام الغزل والحب مُستباح بينهماالجماع وقت الحيض أو النفاس

وفي هذا الإطار نذكر الدليل القرآني الذي نستدل منه على حرمة الأفعال المذكورة أعلاه وهو ما ورد في الآية الكريمة من سورة البقرة:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ [البقرة: 222].

إن الميثاق الغليظ قد حكمه الله بعدة ضوابط تحفظ للزوجين حقوقهما دون الإخلاء بحدود الشرع، والتي قد يعتقد الكثير أن من بينها نظر الزوجين لفرج الاخر، ولكن ذلك لم يرد له أصلًا في الدين.