هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية؟ وما هي الحكمة من مشروعية الرؤية الشرعية؟  فقد شرع الإسلام للرجل النظر والجلوس مع المخطوبة للتعرف عليها قبل الزواج وتحقيق الألفة بينهما، وذلك الأمر له العديد من الأهداف بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأمور التي يهدف لها، ولكن الرؤية تكون وفق العديد من الضوابط والشروط التي يجب الالتزام بها، وذلك ما نتعرف عليه من خلال موقع القمة.

هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية

هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية

الزواج هو سنة الحياة ويجب أن يكون مع من ترتضيه النفس ويهواه القلب في حلال الله، فحين شرعه الله وضع له العديد من الأمور التي يجب أن تتم لصلاح الزواج، ومن أهمها النظرة الشرعية بين الطرفين، وأن يجلسا مع بعضهما البعض لكي يرى كل منهم الآخر وجاء ذلك وفق للآية:

{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ{[البقرة: الآية 235].[1]

في إطار حديثنا عن هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية، فعلى الرغم من مشروعية الرؤية الشرعية إلا أن المرأة لا يجوز لها التعطر والتطيب أثناء مقابلتها للرجل الذي يأتي لينظر لها في الرؤية الشرعية، حيث إنها ما زلت أجنبية عنه، ففي حالة وصول رائحتها إلى أنف الرجل فهي في حكم المرأة التي تزني.

تجدر الإشارة إلى أن ديننا الحنيف نص على أن المرأة يجب أن تحفظ زينتها ولا تظهرها أمام الغرباء كما قال تعالى في سورة النور: الآية 31.

اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية

ضوابط الرؤية الشرعية بين الرجل والمرأة

في الفقرة السابقة تعرفنا على هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية، وهنت نسلط الضوء على أن هناك العديد من الضوابط والشروط التي تحكم النظرة الشرعية بين الرجل والمرأة في المرأة الأولى لكي يبارك الله لهم في الزواج، حيث يجب أن يتم الآتي:

  • أن تكون الرؤية بعد العزم على النكاح من قبل الرجل.
  • على المرأة ألا تبالغ في الزينة ويجب أن تتمتع بالبساطة والرقي.
  • ألا ينظر الخاطب للمرأة التي يريد خطبتها بنظرة الشهوة.
  • يشترط ألا يتحدث الخاطب إلى المخطوبة بمغازلة في الكلام والألفاظ.
  • يجب أن يسلط النظر إلى ما يظهر فقط مثل الوجه والكفين والشعر.
  • يشترط ألا يختلي الرجل بالفتاة افي مكان بمفردهما بل ينظر إليها في حضور أهلها أو أهله لتكون الرؤية شرعية كما أحل الله بها.
  • يشترط ألا يسلط الخاطب نظره على العورات الخاصة بالفتاة.
  • لا بد أن يكون الغالب من الرأي على نية الإجابة من قبل الطرفين.

شروط لباس المرأة في النظرة الشرعية

في إطار حديثنا عن هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية، فيجب الحديث عن  صفات اللباس الشرعي للمرأة أثناء الرؤية الشرعية بينها وبين الرجل، وهذه الضوابط لا تقتصر على النظرة الشرعية فقط، ولكن هي الصفات الشرعية لزي المرأة المسلمة، وتتمثل صفاته في الآتي:

  • ألا يكون لباس شهرة.
  • أن يكون ثقيل لا يشف عما تحته من عورات البدن.
  • ألا يكون مزينًا يستدعي أنظار الرجل.
  • أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن.
  • ألا يشبه لباس الرجال مثل البنطال.
  • أن يكون فضفاضًا غير ضيق على الجسد ولا يبرز المفاتن.

اقرأ أيضًا: أسئلة الرؤية الشرعية للبنت و التعرف علي الأسئلة الاكثر شيوعا

حكم مشروعية الرؤية الشرعية بين الرجل والمرأة

أشرنا في السابق هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية، ويجب التعرف على الحكم من أن الله شرع الرؤية الشرعية بين الرجل والمرأة قبل الزواج، فالله حين يشرع أمر للمسلمين تكون له حكمة منها من يعرفها المسلم ومنها ما لايعرفنها سوى الله عز وجل، ومن أهم الأمور التي يعرفها الشخص عن مشروعية النظرة الشرعية الآتي:

1- – رفع الضرر

تكون النظرة الشرعية بهدف رفع الضرر عن كل من الرجل والمرأة وعدم النظر مرة أخرى إلى غير كل منها في حالة إذا تفاجأ أي منهما بعد الزواج بالعديد من الأمور غير المحببة أو العيوب التي تصعب العيش بينهم ، لذلك تحلل الرؤية الشرعية بين الطرفين قبل العقد، لكي تكون كافة الأمور واضحة قبل الزواج.

الرؤية الشرعية من أهم الأمور التي حللها الله والإسلام بين كل من الرجل والمرأة، ولكن يجب أن تكون النظرة الشرعية حسب العديد من الضوابط التي يجب الالتزام بها من جانب الطرفين لكي يبارك الله الأمر.

2- نشر المودة والألفة

الزواج بين الرجل والمرأة لا يقوم على الغصب والإكراه، وإنما يقوم على الحب الحلال والمودة والرحمة والألفة بين الطرفين، والنظرة الشرعية الهدف منها هو تحقيق الألفة والمودة بين الرجل والمرأة ففي حالة حدوثها يكون الأمر ميسر للعقد  والزواج بين الطرفين، وذلك لرغبة كل منهما في الآخر عن اقتناع.

فإن الله في كتابه العزيز أشار إلى العلاقة التي يجب أن تنشأ بين الرجل والمرأة كونهم هم عباد الله في الأرض والموكلين بتعميرها بأجيال تتعامل بالمودة والرحمة، حيث قال في القرآن الكريم:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{[الروم: الآية 21]

فقد حثنا نبينا الكريم على أن العلاقة بين الرجل والمرأة تكون قائمة على المودة والرحمة، حيث كان يعامل نساؤه بهذا المبدأ، بالإضافة إلى الحديث الشريف:

عن المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” أنه خطبَ امرأةً فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انظرْ إليها فإِنَّه أحرى أنْ يؤْدَمَ بينكُما”[صحيح حسن].

اقرأ أيضًا: هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية

3- تحقيق التعارف واللقاء بين الزوجين

التعرف على بعضهم البعض في العديد من الأمور  سواء في الزواج أو العمل أو في التجارة، فلا يجوز أن يتزوج الرجل من امرأة لا يعرف على الأقل يرى شكلها، وكذلك المرأة حلل الله لها أن تتعرف على الرجل الذي ستعيش معه  في الحلال.

تجدر الإشارة إلى أن ديينا حلل للرجل والمرأة الرؤية والتعارف في حضور الأهل والأقارب، وذلك بعد أن جاء في كتابه  العزيز:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا{[الحجرات: الآية 13].

 النظرة الشرعي بين الرجل والمرأة والتي تتم قبل الزواج وقبل إتمام إجراءات الزواج الشرعية واحدة من الأمور التي شرعها الله للمسلمين قبل الزواج لكي يتعارفوا، ولكن هناك  بعض الضوابط التي يجب الالتزام بها.