متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها؟ وما حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب؟ حيث يوجد أسباب كثيرة تؤدي بالمرأة إلى الامتناع عن ذلك، وتكون في نظرها مُبرر قوي أمام الله بالامتناع عن الاستجابة لرغبته، وفي ذلك أجابت دار الإفتاء موضحة رأي قاطع وحالات استثنائية يُباح بها للمرأة الامتناع عن زوجها، وهو ما نسلط عليه الضوء عبر موقع القمة فيما يلي.

متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها

متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها

يوجد بعض الحالات الواضحة والصريحة التي أباح بها الإسلام للمرأة الامتناع عن الزوج ومنحه حقوقه الزوجية، وهي الحالات التي بخلافها لا يحق للمرأة الامتناع عنه، وتكون بذلك تفعل ما هو مُحرم عند الله سبحانه وتعالى، وهي:[1]

  • الحائض، وذلك بنهي من الله سبحانه وتعالى في قوله بسم الله الرحمن الرحيم: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [سورة البقرة، الآية 222].
  • النفاس.
  • فساد الزوج وشحه، وفي هذا الحالة يكون الأمر حلال خوفًا من المرأة على نفسها.
  • إذا كانت مريضة.
  • حال كانت صائمة، وليس جميع أنواع الصيام بل في الفرض فقط.
  • في حال كانت لا ترضاه وكان يعاملها بسوء، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً” [الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: البخاري].

اقرأ أيضًا: ما حكم نفور الزوجة من زوجها؟

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل

إذا خالفت المرأة الحالات التي يجوز لها بها الامتناع عن زوجها والتي أباحها لها الدين وتبين ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فتكون آثمة، فقد أوضحت دار الإفتاء في الرد على هل يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها بسبب الزعل أنه من حق الزوج التمكن من الزوجة في الوقت الذي يحلو له ولا يحق للمرأة الاعتراض لأي سبب يخالف ما أباحه الشرع.

كما أنهم قالوا إن العذر ليس من الأسباب التي تُبيح لها الامتناع عن الزوج كما لا يجوز له الامتناع عن نفقتها بسبب الزعل، ووضعوا استحقاق الوطء مقابل استحقاق النفقة.

لكن على الرجل في هذه الحالة مراعاة مشاعر المرأة وما تشعر به ناتج الزعل، ولا بُد لها من مصالحتها أولًا قبل الجماع، فهي إنسانيات، والشكل المثالي للمودة والرحمة التي تُعد أساس العلاقة بينهم، ولا عليه من استغلال ما أباحه له الله من أخذ حقوقه كاملة منها في أي وقت بخلاف الحيض والنفاس.

حكم امتناع المرأة عن فراش زوجها إذا قصر في واجباته

واجبات الزوج تجاه زوجته تتمثل في النفقة، فعندما يقصر الزوج في هذا الواجب ترى الزوجة أنه من حقها التقصير في حقوقه الشرعية، وهي حالة من الحالات التي تخالف ما ذُكر في الرد على متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها.

فقد قال أحد الشيوخ إن كل من الزوج والزوجة يحاسبون على أعمالها يوم القيامة بمفردهم، فمن يُقصر في حق الآخر يأخذ جزاءه كاملًا، والله عادل، يمنح كل ذي حق حقه.

فليس حلالًا أن تقصر المرأة في حقوق زوجها الشرعية ناتج التقصير الواضح منه في مصاريف المنزل والإنفاق عليها، وفي هذه الحالة يكون لديها خيارين إما الصبر والتحمل أو طلب الطلاق، وفي حال قد طلبت منه الطلاق فلا إثم عليها أبدًا من الامتناع عن حقوقه، فلا تكون حقوقه في هذه الحالة.

اقرأ أيضًا: حكم مخاصمة الزوجة لزوجها

حكم امتناع المرأة عن زوجها

يوجد الكثير من المبررات التي تبينت في استفسار عدد كبير من السيدات على الموقع الرسمي لدار الإفتاء عن المرأة التي تمتنع عن زوجها، وبكل أسف جميعها أسباب لا تسمح لها بارتكاب هذا الذنب، ومن هذه الاستفسارات ما يلي:

  • حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب والإرهاق.
  • حكم امتناع المرأة عن إجابة زوجها بسبب حالتها النفسية.
  • حكم امتناع الزوجة عن زوجها لكبر السن.
  • حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب خيانته.
  • حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب تعب الحمل.
  • حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب.

ففي جميع هذه الحالات لا يوجد سوى رد واحد فقط، ويتمثل في حديث نبوي عن امتناع الزوجة عن زوجها:

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” [المحدث: البخاري].

ففي هذا الحديث النبوي الشريف يتضح وجوب طاعة الزوجة لزوجها، وذلك فور دعوته لها، ولا بُد لها من تلبيته حاجتها، وإلا في حال قد بات ساخطًا عليها لعدم تلبيتها حال كان لا يوجد لديها العذر المُبيح تلعنها الملائكة إلى أن تُلبي له حاجته.

فمهما كان السبب حتى وإن كان قيام الزوج بلعن وسب وضرب زوجته، ففعليها تقويمه والذهاب إلى من يطيعهم ليأتوا لها بحقها كاملًا، وإن لم يقَّم تكون مُخيرة بين التحمل والطلاق، وعلى هذا الأمر تسري كافة الحالات.

فلا يحق للزوجة الامتناع عن زوجها سوى في الحالات التي ذُكرت بالرد على متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها، وبخلاف ذلك تكون آثمة وسيكون حسابها عسير عند الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: علاج نفور الزوجة من زوجها في الفراش

واجبات الزوج تجاه زوجته

الواجبات التي يجب على الزوج تلبيتها لزوجته ستجعله في غنى عن مواجهة مشكلة امتناع الزوجة عن فراشه، فإذا التزم بها سيرى منها المودة والطاعة التي يطمح إليها، وفيما يلي نوضح هذه الواجبات كاملة:

  • المودة والرحمة، وذلك لقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم، الآية 21].
  • المعاشرة بالمعروف، وذلك تبين في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [سورة النساء، الآية 19].
  • تلبية احتياجاتها والانفاق عليها وذلك لقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [سورة النساء، الآية 34].
  • عدم معاشرتها بالأوقات التي منعها الله لتجنب إيذاء نفسه وإيذائها، والتي ذُكرت في قوله تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [سورة البقرة، الآية 222].

مثلما حافظ الله سبحانه وتعالى للرجل على حقوقه ذكر في كتابه العزيز واجباته تجاه زوجته لكي تكون الحياة بينهما قائمة على أسس راسخة تحافظ على علاقتهما جيدة، وهو ما تبين بالاستشهاد القرآني والأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت بالرد على متى يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها.