ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام؟ حيث إن الدين الإسلامي قد قام بالتحذير من ارتكاب الأفعال التي تقوم بنشر الكراهية في المجتمع، وحث المسلمين على التفوه بالكلام الطيب والحسن، وأعد الكلمة الطيبة صدقة؛ وعن طريق موقع القمة سنتناول الفرق بين الهمز واللمز في القرآن الكريم ومن حيث المعنى.

ما الفرق بين الهمز واللمز

ما الفرق بين الهمز واللمز

قد يشعر الكثير من الناس أن الهمز واللمز مرادفان لذات المصطلح، ولكن يجب العلم أنهما مختلفان عن بعضهما البعض، فيأتي هنا السؤال ما الفرق بين الهمز واللمز، حيث إن الهماز هو من يقوم بذكر صفات الآخرين من وراء ظهورهم ويُقارن بصفاته فيدنو منها ويُقلل من شأنها، ويتصف بالتعالي أي يرى كل من حوله أقل منه في النعم.[1]

يأتي الفرق بين الهمز واللمز أن:

اللماز هو الشخص الغيور والحسود، ويقوم بانتقاد كافة الأشخاص الموجودة من حوله أمام أعينهم، ويُعيب في أفعالهم حتى يُحبطهم ويمنعهم من التقدم في اتجاهاتهم الناجحة.

بالإضافة إلى أن إجابة سؤال ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام لا يتوقف إلى هنا، بل تتعدد الأقاويل بأن معناهما مختلف، ولكن يوجد معنى مشترك بينهما وهو الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء بالآخرين، وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [سورة الهمزة: 1]، وتوجد عدة أقوال مشهورة حول الفرق بينهما في “التفسير الكبير”، ومنها ما يلي:

  • قال ابن عباس رضي الله: “الهُمَزة المغتاب، واللُّمَزة العياب”.
  • قال الحسن البصري – رحمه الله –: “الهُمَزة الذي يهمز جليسه يكسر عليه عينه، واللُّمَزة الذي يذكر أخاه بالسوء ويعيبه”.
  • قال سفيان الثوري – رحمه الله –: “الهُمَزة الذي يهمز بلسانه، واللُّمَزة الذي يلمز بعينه”.
  • قال أبو زيد – رحمه الله –: “الهُمَزة باليد، واللُّمَزة باللسان”.
  • قال أبو العالية – رحمه الله –: “الهُمَزة بالمواجهة، واللُّمَزة بظهر الغيب”.

اقرأ أيضًا: حكم النية في صيام القضاء والنذر

ما حكم الهمز واللمز في الإسلام

في إطار الحديث حول ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام، فيأتي حكم الهمز واللمز حرمه الله تعالى، فهو نوع من أنواع الإيذاء سواء كان مسلمًا أم كافرًا، حيث إن الإسلام لم يأمر الناس بهذا الأمر أبدًا ونهى عن ارتكاب اللمز والهمز، فالشخص اللماز والهماز مريض ويظهر عليه قلة الثقة في نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن الشخص اللماز يحاول بقصارى جهده أن يُقلل من شأن جميع من حوله بأي شيء يفعلونه، في الغالب يكون فاشلًا في حياته ويُشجع نفسه بالسخرية على الآخرين فيشعر بنشوة النجاح، فقام المولى – عز وجل – بالتوعد للماز والهماز بعقاب شديد.

حيث قال الله – سبحانه وتعالى – في كتابه الكريم:

{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)} [سورة الهمزة: 4,6]

وأشار أن العقاب سيكون إلقاء الهماز واللماز في نار موقدة وحيدًا ومنبوذ عن باقي عباد الله.

لقد حذر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من همز ولمز الناس؛ لأن الذي يفعل هذا الأمر يُعد متكبر بطبعه؛ لهذا أكد نبي الله أنه لن يدخل الجنة من حمل في قلبه ذرة كبر، فروى أبو هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال:

سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الحُمُرِ، فَقالَ: لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهَا شيءٌ إلَّا هذِه الآيَةُ الجَامِعَةُ الفَاذَّةُ: {فمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] (المصدر: صحيح البخاري).

أضرار الهمز واللمز

بعد معرفة الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام، فتجدر الإشارة إلى أن السخرية بجميع أنواعها وأشكالها قبيحة للغاية، وينتج عنها ظُلم وعدوان وشناعة مع الآخرين، ولها العديد من الآثار السلبية سواء على الفرد أو المجتمع، ومن مضار هذا الفعل ما يلي:

  • يصل الأمر إلى قطع الروابط والتواد والتراحم بين المسلمين.
  • يُعرض الهماز واللماز نفسه إلى غضب الله تعالى، وبالتالي يخسر الكثير من الحسنات وتكثر سيئاته.
  • إن السخرية تولد الرغبة في الانتقام، وتورث الحقد والضغينة في صدور المسلمين.
  • السخرية تُنسي المرء ذكر ربه، وتُبعده عن قبول الحق واستماع النصح.
  • تعتبر السخرية من سمات الكفار والمنافقين، ونهى الله تعالى التشبه بهم في أي فعل.

اقرأ أيضًا: هل يفطر الصائم إذا اجنب

علاج الهمز واللمز

بعد الإجابة عن سؤال ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام، فمن الجدير بالذكر أن العديد من العلماء والفقهاء قد فسروا أن الفرد الذي يرتكب هذا الفعل يعاني من مشكلات وأمراض نفسية، ويجب التخلص منها؛ لأن المشاعر التي يحملها بداخله لمن حوله مليئة بالحسد والكره والغيرة.

لذلك ينبغي أن يتخلص الشخص اللماز والهماز من القيام بتلك الأفعال بأقصى سرعة، ويتم العلاج من خلال القراءة عن عظم الذنب والعقوبة التي أقرها المولى – عز وجل – لمن يرتكب هذا الفعل في الدنيا والآخرة، والتوقف عن فعل التصرفات المُشينة التي تُبعد بينه وبين الله.

بجانب ضرورة العلم أن جميع الأشخاص سيتخلون عن اللماز والهماز ويتركونه وحيدًا، فيكون من المهم أن يُراجع الشخص أفعاله التي يقوم بها لمن حوله ويؤذيهم عن طريقها، وهذا قبل أن يفوت الأوان ويحصل اللماز أو الهماز على عدد كبير من السيئات التي ستكون سببًا في زجه في النار.

إن الدين الإسلامي نهى عن السخرية من الآخرين مهما كان يفعلون من أمور في الدنيا، فإن الذي يسخر يُسمى في الإسلام لماز وهماز، ويقع عليهم عقاب أليم وشديد من الله تعالى في الدنيا والآخرة.