هل يجوز الزواج في شهر شعبان؟ وما هي الأوقات التي لا يجوز الزواج فيها؟ إن الزواج من النعم الجميلة التي أنعم الله علينا بها، وقد قام بوضع الضوابط التي لا بد على كل مسلم ومسلمة الالتزام بها وعدم الإخلال بها، حتى لا يعد ذلك تعدي على حدود الله سبحانه وتعالى، وسيتناول موقع القمة موضوع الزواج في شهر شعبان.

هل يجوز الزواج في شهر شعبان

اقترب شهر رمضان وتكثر الترددات حول تأجيل الزواج لما بعد شهر رمضان، كما كثر سؤال هل يجوز الزواج في شهر شعبان، بالرغم من أن الأمر لا يوجد به أي حرمانية، فالزواج في شهر شعبان ليس من الأمور التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد دليل على تحريم الزواج في شهر شعبان في شهر شعبان أو أي شهر آخر.[1]

بذلك فإن الإجابة على سؤال هل يجوز الزواج في شهر شعبان تكون بأنه أمر جائز ولا يوجد حرج فيه، فالأصل في الأمر الجواز ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل، ولا يوجد دليل في القرآن أو السنة يوحي بتحريم الزواج في شهر شعبان.

من الجدير بالذكر أن سؤال هل يجوز الزواج في شهر شعبان شاع بسبب دخول شهر رمضان والذي يحرم فيه الجماع لكونه يعد من أعظم المفطرات وأكثرها إثمًا، والخوف والتردد يأتي من الحرج في الوقوع في ذنب عظيم.

فربما تذهب بعض الآراء أنه ليس الوقت الأمثل للزواج وذلك للمشقة التي سيتعرض لها الزوجين، والخوف من أن يفسد صيامهم في رمضان، ولكن ذلك ليس بعذر قوي، حيث إن المسلم الذي يمتلك الإيمان في قلبه سوف يتمكن من كبح شهوته واستكمال صيامه والتمتع بزوجته في الأوقات التي أحلها الله لهم.

فقد أباح الله الجماع في ليالي رمضان في قول الله سبحانه وتعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة: 187].

اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي

متى يستحب عدم الزواج في شعبان

متى يستحب عدم الزواج في شعبان

استكمالًا للرد على سؤال هل يجوز الزواج في شهر شعبان فيجدر الإشارة إلى أنه في بعض الأوقات لا يستحب الزواج في شهر شعبان، وذلك ليس لعدم جواز الزواج في شهر شعبان بل للخوف مما قد يقترفه المسلم من ذنب أو مخالفة لأوامر الله في شهر رمضان.[2]

فإذا كان الرجل يعلم أنه لن يتحمل وقد تضعف نفسه فلا شك في أن القرار السليم هو عدم الزواج في شهر شعبان، وعلى ذلك فمن كان على قناعة أنه لن يفسد صيامه فلا حرج عليه أن يتزوج في شعبان أو حتى في شهر رمضان، أما من خشي من ألا يملك زمام نفسه فيجب عليه أن يتزوج في وقت غير وقت الصيام.

عن عبد الله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ” [صحيح البخاري].

ما هي الأوقات التي لا يجوز فيها الزواج

إن الزواج مباح في أي وقت من أشهر السنة وليس هناك شهر يحرم فيه الزواج فهو من الأمور التي أباحها الله لنا في أي وقت، ولكن يحرم الزواج في حالة واحدة فقط وهي في وقت الإحرام فإذا كنت محرم بحج أو بعمرة فلا يجوز لك أن تتزوج.[3]

حيث أنه لا يجوز شرعًا أن يعقد المحرم بالحج أو العمرة النكاح لا لنفسه أو لغيره بمعنى أنه لا يجوز أن يحضر عقد نكاح أحد آخر، كذلك فإنه لا يجوز له أن يخطب ولا أن يخطب منه وذلك لأنه محرم.

ما هو أفضل وقت للزواج

بالرغم من إمكانية الزواج في أي وقت إلا أنه في وقت تكون فيه الأفضلية في عقد الزواج، وذلك الوقت قد أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين العيدين أي ما بين شهر شوال وشهر ذو القعدة، فإنه من المستحب الزواج بعد عيد الفطر.[4]

فقد جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: تزوّجَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في شوالَ، وبَنَى بي في شوالَ. وكانت عائشةُ تستَحِبّ أن يُبْنَى بنسائِها في شوالَ” [سنن الترمذي].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاستغفار للميت

العلاقة الزوجية في رمضان

إن العلاقة الزوجية في شهر رمضان لا تختلف كثيرًا عن العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته في الأيام العادية، ولكن في رمضان وأثناء الصيام يحكمها بعض الضوابط التي تمنع الصائم من أن يفسد صيامه ويبطل، وتتمثل تلك الأمور في بعض الأمور الجائز فعلها أثناء الصيام والأمور الأخرى التي لا يجوز أن يقوم بها الصائم والتي من شأنها أن تفسد الصيام.

في البداية لا بد من ألا تكون الشهوة هي التي تحجم عبادة المسلم لله سبحانه وتعالى فلا يجوز أن ينسى المؤمن عبادته لانشغاله في شهواته وملذات النفس.

وعلى عكس معرفة الكثيرين هناك العديد من الأمور التي يجوز الصائم أن يقوم بها مع زوجته، فنجد انه يجوز للصائم أن يقبل زوجته وأن يضم زوجته ويعانقها، ولكن لا بد من الحذر من عدة أمور والتي منها:

  • عند تقبيل الصائم لزوجته لا بد من أن يحذر من أن يمص لعابها لأن ذلك يبطل صيامه، كما أنه يوجب القضاء.
  • أن يحذر الصائم من أن يكون قربه من زوجته ناتج عن شهوة لأن خروج المني بفعل متعمد كالقبل والعناق والملامسة يعد إفطار متعمد وهو مفسد للصيام وعليه قضاء ذلك اليوم كما عليه التوبة.
  • لا بد أن يحذر الصائم من أن تشتد شهوته عند تقبيل زوجته فلا يملك نفسه ويقوم بجماع زوجته وهو إثم عظيم ومعصية كبرى، وتوجب عليه القضاء والكفارة.

مثل تلك الأمور تكون جائزة لمن يملك نفسه، في حين أن الأشخاص الذين لا يملكون أنفسهم لا يجوز لهم ذلك ويفضل تجنب ملامسة الزوجة أثناء الصيام لعدم الوقوع في المعصية، كذلك فإنه من الجدير بالذكر أن ما يخرج من الرجل أثناء المداعبة في أغلب الظن مذي وهو لا يفطر ولا يفسد الصيام، وليس عليه قضاء أو كفارة.

إن دين الإسلام دين يسر وسماحة ولكن لا يجب على المسلم والمسلمة ألا يتعدوا حدود الله وأن يلتزموا بتعاليم الدين الإسلامي فيما يخص أمور الزواج لتجنب الوقوع في المعصية، لذلك فإن الزواج في شهر شعبان جائز على أن يتمكن المسلم من ملك نفسه وكبح شهوته مع دخول رمضان.